عاجل: عطلة رسمية خالصة الأجر للتونسيين يوم 17 ديسمبر 2025
وتُمثل ذكرى 17 ديسمبر محطة مفصلية في التاريخ الوطني، حيث ارتبطت ببداية مسار تغيّر عميق عاشته تونس على مختلف المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لتتحوّل إلى رمز للنضال والحقوق والكرامة. ويأتي هذا القرار ليعيد تسليط الضوء على القيم التي حملتها الثورة والآمال التي رافقت تلك المرحلة التاريخية المهمة.
عطلة رسمية تشمل القطاعين العام والخاص
أكدت رئاسة الحكومة أن هذه العطلة تُسند بصفة خالصة الأجر للموظفين والأعوان في القطاعين العمومي والخاص، مع ضمان استمرارية سير المرافق الحيوية التي تواصل العمل بنظام الاستمرار، على غرار المصالح الصحية، الأمنية، والمرافق التقنية التي تتطلب حضورا دائماً.
ويأتي هذا الإجراء في إطار الحرص على تمكين المواطنين من إحياء هذه المناسبة الوطنية، والمشاركة في الفعاليات المحلية التي تُنظمها الجهات الرسمية بالتنسيق مع المجتمع المدني والبلديات. ومن المتوقع أن تشهد المدن الكبرى والولايات الداخلية تظاهرات متنوعة تعكس البعد الرمزي للثورة.
ذكرى ثورة 17 ديسمبر: رمزية وطنية تتجدد كل عام
تعتبر ثورة 17 ديسمبر – 14 جانفي إحدى المحطات الأكثر تأثيرًا في المشهد التونسي. فقد مثّلت الشرارة الأولى لمسار تغييرات واسعة أعادت تشكيل العلاقة بين المواطن والدولة، وفتحت الباب أمام إصلاحات سياسية وهيكلية كان لها أثر بارز في المنطقة.
وتمثّل هذه المناسبة فرصة للتذكير بالقيم التي دفعت التونسيين إلى المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية والحقوق الأساسية. كما تُعدّ مناسبة لتعزيز روح الانتماء الوطني واستحضار المسار الصعب الذي مرت به البلاد منذ 2011، ومسؤولية الحفاظ على المكاسب التي تحققت رغم التحديات المتواصلة.
الأنشطة المبرمجة بهذه المناسبة
- عروض ثقافية وموسيقية في الساحات العامة
- معارض صور توثق أحداث الثورة ومسارها
- جلسات نقاش وندوات فكرية بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني
- فعاليات شبابية تهدف إلى تعزيز المشاركة المواطنة
على المستوى المحلي، من المنتظر أن تتولى البلديات ومراكز الثقافة تنظيم عدد من الأنشطة المفتوحة للجمهور، بما يعيد لهذه المناسبة بعدها الوطني والاجتماعي، ويتيح لأفراد المجتمع فرصة التفاعل واستعادة اللحظة التاريخية بما تحمله من رمزية وتأثير.
الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لهذه العطلة
رغم الطابع الرمزي للعطلة، إلا أن آثارها تمتد إلى أبعاد اجتماعية واقتصادية عدة. فمن الناحية الاجتماعية، تُمكن هذه العطلة المواطنين من قضاء وقت أطول مع عائلاتهم والمشاركة في الفعاليات الوطنية. أما اقتصاديًا، فإن العطلة توفر فرصة لبعض القطاعات، خاصة السياحة الداخلية والمقاهي والمطاعم، للاستفادة من الحركة الإضافية المتوقعة.
في المقابل، قد تتأثر بعض الأنشطة الإنتاجية بتوقف العمل ليوم واحد، إلا أن ذلك يُعتبر أثرًا محدودًا مقارنة بالقيمة الرمزية للاحتفال وبالأثر الاجتماعي الإيجابي الذي يعكسه القرار.
تفاعل المواطنين مع القرار
عرف القرار انتشارًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره العديد من التونسيين خطوة إيجابية تعكس تقدير الدولة لهذه الذكرى الوطنية المهمة. كما رأى آخرون أنها مناسبة تُعيد الاعتبار لمطالب الثورة والتذكير بأهمية استمرار الإصلاحات.
خاتمة
عطلة 17 ديسمبر ليست مجرد يوم راحة، بل هي لحظة رمزية تحمل الكثير من المعاني الوطنية المرتبطة بمسار الثورة وما انبثق عنها من تطلعات نحو مستقبل أفضل. وهي فرصة لاستحضار التضحيات التي قدمها التونسيون واستعادة روح التغيير التي ميّزت تلك المرحلة التاريخية الفارقة.
لمزيد من الأخبار الوطنية والتحاليل العميقة، يمكن زيارة:
https://www.tunimedia.tn/ar
