free page hit counter
اخبار محلية

حركة الشّعب.. قفزة “مُوفّقة” من خانة الخيار الثّوري إلى حُضن القروي

حركة الشّعب.. قفزة “مُوفّقة” من خانة الخيار الثّوري إلى حُضن القروي

مثّلت لحظة انتخابات أكتوبر 2019، لحظة فرز تاريخيّة، منحت ما سُمّي بشركاء الخيار الثّوري فرصة قد لا تُعوّض، بوضعها في مقدّمة القوى السياسيّة وفي صدارة المشهد البرلماني، وكان من المفترض أن تفهم نخبنا السياسويّة رسائل الصّندوق والمسار الذي رسمه الشّعب التّونسي بالحبر الأزرق وسط منطقة عربيّة واقليميّة غارقة في الدّماء والحروب، وكان عليها أن تستوعب الدّرس وتحمي هذا الاستثناء الدّيمقراطي بإستكمال مسار الانتقال.

لكنّ قدر هذا البلد أنّ شعبه تجاوز النّخب.. وأنّ لحظة الوعي انتلقت من الأزقّة والأحياء ولم تصل إلى منازل نخبنا الفخمة ليدركوا أيّ نهج ينتهجون.

لعلّ من أبرز ما أفرزت انتخابات أكتوبر، صعود حركة الشّعب وائتلاف الكرامة في مراتب متقدّمة اضافة إلى نجاح كتلة التيار الديمقراطي في التوسّع والنموّ، مع حفاظ حركة النّهضة على صدارة المشهد بكتلة أكثر عددا، ممّا خلق لدى الوعي العام احساسا بالانتصار بإستعادة النّفس الثوري، وخنق المنظومة القديمة، وكان الأمل في حكومة ثوريّة تتشكّل في سياق نتائج الصّندوق.

وبغضّ النّظر عن علاقة حركة النّهضة بحزب التيار الديمقراطي التي بُنيت منذ حكومة الترويكا حيث كانت قيادات التيار منضوية في حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة، فإنّ كتلة حركة الشّعب بهذا الحجم حديثة العهد بالتفاوض حول المشاركة في الحكم من عدمها.

تابع الجميع هزّات المفاوضات التي امتدّت خلال الشّهرين الماضيين، والتي راوحت فيها حركة الشّعب بين القبول دون شروط والرّفض دون مبرّر، والتّسويق لبدعو “حكومة الرّئيس” التي رفضها الرّئيس نفسه.

بعد الرّفض النهائي للمشاركة في حكومة الحبيب الجملي منذ أسبوعين فقط، وبعد التمتّع بالتمطيط والمماطلة، وبعد اهدار الوقت واضاعة فرصة ترجمة ارادة النّاخبين، يمكن القول أنّ المسار كان أعرجا منذ البداية وأنّ من طرحوا أنفسهم “شركاء” كانوا أقرب إلى المنظومة القديمة والدّولة العميقة من الخطّ الثوري.

فما ان لاحت نتائج التصويت لحكومة الحبيب الجملي المكلّف من حركة النّهضة، واتّضح أنّ حظوظها بنيل الثّقة ضعيفة حتّى كشفت الكواليس عن رقصاتها، فشاهدنا “قفزة” حركة الشّعب في أحضان جبهة جديدة يقودها القروي في آخر محاولاته لإنهاء الحالة الديمقراطيّة التي لم تنهها “المقرونة”.

ويبدو أيضا أنّ زهير المغزاوي ورفاقه يثقون في نبيل القروي أكثر من ثقتهم في حركة النّهضة، أو أنّ القروي يشبههم أكثر؟

لكن هل تُبرّر معاداة حركة النّهضة القفز في أحضان القروي؟ وهل تستحقّ العداوة الايديولوجيّة ضرب مخرجات انتخابات أكتوبر عرض الحائط والانخراط في انعاش من رفضه النّاخب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!