الذهب الأخضر تحت ضغط البورصة العالمية: توقعات بارتفاع أسعار زيت الزيتون في تونس
تواجه السوق التونسية لزيت الزيتون، أحد أهم ركائز الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي، موجة جديدة من التقلبات السعرية. ورغم توفر “الذهب الأخضر” حالياً بجودة ممتازة، إلا أن المؤشرات تذهب نحو ارتفاع مرتقب في الأسعار، مدفوعاً بعوامل مناخية محلية وضغوط الأسواق العالمية.
قانون العرض والطلب: لماذا سترتفع الأسعار؟
في تصريح حديث، أكدت نجاح السعيدي حامد، رئيسة الغرفة الوطنية لمنتجي الزياتين، أن زيت الزيتون البكر الممتاز متوفر حالياً في الأسواق التونسية، حيث تتراوح الأسعار في هذه الفترة بين 10 و14 ديناراً للتر الواحد.
ومع ذلك، حذرت السعيدي من أن هذا الاستقرار قد لا يدوم طويلاً، مرجحة إمكانية ارتفاع الأسعار خلال الأسابيع القليلة القادمة. ويعود هذا الارتفاع المحتمل إلى عاملين رئيسيين:
- بورصة الزيت العالمية: ارتباط السعر المحلي المباشر بالأسواق الدولية التي تشهد طلباً متزايداً.
- العامل المناخي: النقص المتوقع في كميات الزيت القادمة من مناطق الشمال التونسي نتيجة للتقلبات الجوية وتأخر الأمطار، مما يؤثر سلباً على العرض العام.
إقرأ أيضاً على تونس للإعلام: تأثير التغيرات المناخية على القطاع الفلاحي في تونس
بين “الشمال” و”الساحل”: معركة الجودة والذوق
من النقاط المثيرة للاهتمام التي تطرقت إليها رئيسة الغرفة الوطنية، هي المقارنة الدائمة بين زيت الشمال وزيت الساحل. فمن الناحية الكيميائية ومواصفات الجودة العالمية، يتقاسم الصنفان نفس الخصائص.
لكن الفارق يكمن في “الخصائص الحسية” (Sensory Attributes)، حيث يتميز زيت الشمال بقدر أكبر من:
“الحدّة أو اللذع، وهي سمة تعكس في لغة الخبراء ارتفاع نسبة البوليفينولات (مضادات الأكسدة)، مما يمنحه طعماً قوياً ومميزاً يفضله البعض.”
نمط استهلاك التونسي: بين الثقافة والقدرة الشرائية
لا يزال زيت الزيتون مادة أساسية في المطبخ التونسي، حيث يتراوح الاستهلاك الوطني سنوياً ما بين 30 و40 ألف طن. ومع ذلك، أشارت المتحدثة إلى أن هذا الرقم ليس ثابتاً، بل هو “رقم مرن” يتغير صعوداً وهبوطاً تبعاً لمؤشر الأسعار والقدرة الشرائية للمواطن.
دليلك للحفاظ على جودة “الذهب السائل”
شراء الزيت هو الخطوة الأولى فقط، أما الحفاظ عليه فهو التحدي الأكبر. للحفاظ على القيمة الغذائية والنكهة المميزة، قدمت نجاح السعيدي التوصيات التالية:
🚫 أعداء الزيت الثلاثة:
- الضوء: يؤدي إلى أكسدة الزيت وتغير لونه وطعمه.
- الحرارة: تفقد الزيت خصائصه العلاجية.
- البلاستيك: حذرت السعيدي بشدة من التخزين في أوانٍ بلاستيكية لما تسببه من تفاعلات كيميائية ضارة.
✅ شروط التخزين المثالي:
- التخزين في أماكن مظلمة تماماً.
- استخدام أوانٍ من البلور (الزجاج) الملون أو مادة الاينوكس (الفولاذ المقاوم للصدأ).
- ضمان درجات حرارة معتدلة ومستقرة في مكان التخزين.
