منخفض جوي “عميق” يضرب الشمال: ثلوج، برد، وأمطار غزيرة جداً بداية من الليلة.. إليكم التفاصيل.





نشرة خاصة: تفاصيل المنخفض الجوي العميق وتحذيرات عامر بحبة

نشرة تحذيرية: منخفض قطبي وأمطار طوفانية تتجاوز 100 مم.. عامر بحبة يكشف تفاصيل الساعات الحاسمة في الشمال التونسي

تعيش تونس خلال هذه الفترة على وقع تقلبات جوية متسارعة، تنبئ بدخول البلاد في مرحلة شتوية بامتياز، حيث تتجه الأنظار صوب مناطق الشمال الغربي وأقصى الشمال، التي ستكون مسرحاً لنزولات قطبية ومنخفضات جوية عميقة. وفي هذا السياق، أطلق الخبير في الطقس والمخاطر الطبيعية، عامر بحبة، سلسلة من التحذيرات والتوقعات الدقيقة خلال تدخله الأخير في برنامج “في 60 دقيقة” على إذاعة ديوان أف أم، كاشفاً عن تفاصيل الكميات القياسية للأمطار المنتظرة والمناطق المعنية باللون البرتقالي.

تفاصيل المنخفض الجوي: البداية والذروة

أكد عامر بحبة أن ملامح هذا التغيير الجوي قد بدأت بالفعل، حيث يشهد شمال البلاد التونسية في الوقت الحالي تقلبات جوية ملحوظة. وقد خص بالذكر ولاية جندوبة ومعتمدية نفزة التابعة لولاية باجة، التي استقبلت طلائع السحب الممطرة.

وأوضح الخبير أن الوضع الجوي لا يقتصر فقط على هطول الأمطار، بل يتزامن مع تسجيل انخفاض ملحوظ وحاد في درجات الحرارة. هذا الانخفاض لن يكون عابراً، بل من المنتظر أن يتعمق أكثر خلال الأيام القادمة، مما سيجعل الإحساس بالبرودة شديداً، خاصة في المرتفعات والمناطق الجبلية الغربية، وذلك نتيجة تواصل تمركز وتعمق المنخفض الجوي في ولايات أقصى الشمال التونسي، مما يفتح الباب أمام تسرب رياح قطبية باردة.

خارطة الأمطار: كميات “طوفانية” تتجاوز 100 مم

لعل النقطة الأبرز في تصريحات عامر بحبة هي كميات الأمطار المتوقعة، والتي وصفها بالهامة جداً والغزيرة. وحسب التوقعات الجوية، فإن هذا المنخفض سيتركز نشاطه بشكل رئيسي ومكثف في المناطق التالية:

  • معتمدية سجنان (ولاية بنزرت).
  • منطقة طبرقة الساحلية.
  • مرتفعات بني مطير وعين دراهم.
  • معتمدية نفزة.
  • منطقة شتاتة والسدود المجاورة.

وقد أشار بحبة إلى رقم قياسي قد يتم تسجيله خلال هذه الفترة الوجيزة، حيث من المنتظر أن تتجاوز مجمل التساقطات حاجز الـ 100 مم. هذه الكميات الكبيرة، إذا ما نزلت في حيز زمني قصير، قد تؤدي إلى تشكل السيول وارتفاع منسوب المياه في الأودية والشعاب، مما يستدعي أقصى درجات الحيطة والحذر.

وعن الجدول الزمني لهذه التقلبات، أفاد المصدر ذاته أنه من المتوقع أن يمتد نشاط المنخفض من مساء اليوم، ليتواصل بنسق تصاعدي إلى غاية نهاية الأسبوع، على أن تبلغ الفاعلية ذروتها القصوى وتكون الأمطار أكثر غزارة وشمولية مساء يوم الخميس ويوم الجمعة.


الشمال الغربي: “خزان تونس” ينتظر الغيث النافع

تكتسي هذه الأمطار المتوقعة أهمية استراتيجية بالغة، فالمناطق المذكورة (بني مطير، طبرقة، سجنان) تعتبر “الخزان المائي” للجمهورية التونسية. وتضم هذه الجهات أهم السدود الكبرى التي عانت خلال السنوات الأخيرة من تراجع مخزونها بسبب الجفاف.

إن تسجيل كميات تفوق 100 مم في مناطق مثل بني مطير وسجنان يعني تدفقاً مباشراً للمياه نحو السدود الكبرى (مثل سد بني مطير، سد سيدي البراق، وسد الزرقاء). وينظر الفلاحون في هذه المناطق إلى هذه التوقعات بتفاؤل كبير، آملين أن تساهم في إنقاذ موسم الزراعات الكبرى وتغذية المائدة المائية، إضافة إلى تحسين صابة الزيتون وتوفير المراعي للماشية.

تحذيرات السلامة: دليل المواطن لمواجهة التقلبات الجوية

أمام هذه التوقعات التي تشير إلى أمطار غزيرة ورياح قوية وانخفاض في الحرارة، يصبح الالتزام بقواعد السلامة واجباً وطنياً وشخصياً. وفيما يلي جملة من النصائح الهامة التي يجب اتباعها استناداً لتوصيات الحماية المدنية وخبراء السلامة:

1. السلامة المرورية على الطرقات

مع توقع نزول كميات كبيرة من الأمطار، تصبح الطرقات في مناطق الشمال الغربي (المعروفة بمنعرجاتها الخطيرة) زلقة وصعبة المراس. يُنصح مستعملو الطريق بـ:

  • تخفيض السرعة بشكل ملحوظ وترك مسافة أمان كافية.
  • عدم المجازفة بعبور الأودية أو المناطق التي تتجمع فيها المياه، مهما كانت السيارة قوية.
  • استعمال الأضواء أثناء السياقة حتى في النهار لتحسين الرؤية في ظل الضباب أو الأمطار الغزيرة.

2. الحذر من الفيضانات المحلية

نظراً لأن الكميات قد تتجاوز 100 مم، فإن خطر تشكل السيول وارد جداً، خاصة في المنخفضات والمناطق القريبة من مجاري الأودية في نفزة وطبرقة. يجب على المتساكنين القريبين من ضفاف الأودية الانتباه والابتعاد عن مجرى المياه في حال ملاحظة ارتفاع المنسوب.

3. التوقي من موجة البرد

مع الانخفاض المرتقب في درجات الحرارة، سيكثر استعمال وسائل التدفئة التقليدية والعصرية. وهنا يجب التذكير بخطورة “القاتل الصامت” (غاز أول أكسيد الكربون). يرجى التأكد من تهوية الغرف عند استعمال “الكانون” أو أجهزة التدفئة بالغاز، وصيانة السخانات للتأكد من سلامتها.

السياق المناخي: هل هو شتاء استثنائي؟

يرى المتابعون للشأن الجوي أن وصول هذه المنخفضات العميقة في هذا التوقيت يعتبر مؤشراً إيجابياً لعودة المميزات الشتوية الطبيعية لمناخ تونس، بعد سنوات من الجفاف وانحباس الأمطار في فصل الخريف. إن تمركز المنخفضات في أقصى الشمال يضمن عادة كميات هامة من الأمطار بأقل الأضرار الممكنة مقارنة بالمنخفضات التي تضرب المناطق العمرانية المكتظة، نظراً للطبيعة الغابية والجبلية للمناطق المذكورة (طبرقة، بني مطير…).

وتبقى متابعة النشرات الجوية المحينة أمراً ضرورياً، حيث أن التوقعات الجوية قابلة للتغير من حيث التوقيت أو الكميات. ويمكنكم متابعة آخر تحديثات المعهد الوطني للرصد الجوي عبر موقعنا للحصول على المعلومة الرسمية والدقيقة.


Exit mobile version