هل يهبط سعر لتر زيت الزيتون إلى 9 دنانير؟ موسم قياسي يلوّح ومخاوف على الفلاح
تبدو ملامح موسم زيت الزيتون مختلفة هذا العام: وفرة منتظرة، مخزونات متراكمة، وعوامل خارجية تضغط على الأسعار.
الخبيرة الاقتصادية والأكاديمية خلود التومي رجّحت إمكانيّة هبوط سعر اللتر محلّيًا إلى حدود 9 دنانير أو أقل خلال الأسابيع المقبلة،
وهو ما قد يخلق مفارقة واضحة بين انتعاشة للمستهلك ومخاطر حادّة على دخل الفلاحين وقدرة المعاصر على مجابهة الكلفة.
ما الذي يدفع الأسعار إلى الهبوط؟
وفق تصريحات التومي، لا يعود الانخفاض إلى سبب وحيد، بل إلى تراكم ثلاثة عوامل متشابكة:
1) تراجع الأسعار في السوق العالمية بعد موجة ارتفاعات سابقة؛
2) تكدّس كميات من زيت الموسم الماضي لم تُسوَّق بالكامل؛
3) بوادر صابة وفيرة تُعدّ من الأكبر في السنوات الأخيرة.
المؤشرات الدولية تدعم هذا الاتجاه؛ فالتقارير المتخصّصة تتحدث عن تصحيح سعري عالمي منذ أشهر
مع تحسّن الإمدادات، فيما تشير تقديرات صناعية حديثة إلى أن تونس تتجه إلى
حصاد تاريخي قد يبلغ 400–500 ألف طن في موسم 2025/2026، خاصة بولايات الإنتاج الكبرى كسفاقس وسيدي بوزيد.
- توقعات محلية بهبوط اللتر نحو 9 دنانير (تقدير خبير).
- انخفاضات ملحوظة في الأسعار العالمية خلال 2025.
- تقديرات بمحصول وطني قياسي: 400–500 ألف طن.
- مخزونات من الموسم الماضي تضيف ضغط عرضٍ إضافي.
مكاسب للمستهلك… لكن بأي كلفة على المنظومة؟
للمستهلك التونسي المنهك بارتفاع الأسعار، يحمل تراجع أسعار زيت الزيتون خبرا مريحا على المدى القصير.
لكن الصورة الكاملة أقل إشراقًا للفلاحين وسلسلة القيمة برمّتها: انخفاض السعر عند باب المعصرة
قد لا يغطّي تكاليف الجني والنقل والتحويل، ما يهدّد السيولة لدى المنتجين الصغار
ويضغط على استدامة المعاصر خلال الذروة الموسمية.
كما أن استمرار التراجع الخارجي قد يقلّص عائدات التصدير بالعملة الصعبة،
في وقت يعتمد فيه الميزان التجاري الزراعي على مداخيل زيت الزيتون بشكل لافت.
كيف تُقرأ الأسعار محلّيًا؟
تاريخيًا، تتحرك الأسعار المحلية مع أسعار المصدر والجملة ومع مستوى الصابة
ووتيرة خروج الكميات إلى الأسواق العالمية. بيانات رصد حديثة تُظهر انخفاضات قوية خلال 2025
مقارنة بذروة 2023/2024، مع فروقات بين ولايات الإنتاج حسب الجودة وتكاليف النقل.
كما أن أسعار حبوب الزيتون في ساحات البيع (مثل سوق قرمدة بصفاقس)
تُعطي مؤشرًا مبكرًا على اتجاه الكلفة عند المعصرة وهوامش التحويل.
ماذا يعني ذلك للأسابيع القادمة؟
إذا تواصلت وفرة العرض محليًا وتراجعت الأسعار العالمية بوتيرة مستقرة،
فقد نرى هبوطًا إضافيًا على مستوى المستهلك. لكنّ أي تغيّر في سعر الصرف
أو سياسات التصدير أو إيقاع الجني والطقس قد يعيد تسعير السوق سريعًا.
بالنسبة للفلاحين، يبقى الرهان على تنظيم السوق، مكافحة المضاربة،
وتيسير التمويل قصير الأجل لتأمين كلفة الجني، مع تسريع عقود التصدير لتخفيف ضغط المخزونات.
روابط ومراجع خارجية
تقدير الخبيرة خلود التومي بهبوط اللتر إلى ~9 دنانير (7 أكتوبر 2025)
تحليل حول توقعات حصاد قياسي لتونس 2025/2026 (Olive Oil Times)
تقرير سوق أكتوبر 2025: تقديرات إنتاج تونس حسب الولايات واتجاهات السوق
تقرير: هبوط متوسط أسعار التصدير التونسية في أوت 2025 مقارنة بالعام الماضي
إحصائيات المجلس الدولي للزيتون: متابعة أسعار المنتجين عالميًا (يوليو 2025)
بيانات وزارة الفلاحة: أسعار بيع الزيتون في سوق قرمدة (لوحة بيانات رسمية)
أسئلة سريعة
عادةً ما يتأخر انتقال السعر من المعصرة إلى رفوف المتاجر أسابيع، ويتباين حسب الجودة والتعبئة وقنوات التوزيع.
بالبيع المنظّم عبر المزادات الرسمية، وتوحيد الجني، والبحث عن عقود مسبقة أو تمويل قصير الأجل لتفادي البيع تحت الضغط.
“`0
