ما هي أهداف الدعم الإماراتي لحفتر…وكيف تستعد طرابلس لمواجهته؟
تسعى حكومة “الوفاق” الليبية المدعومة دولياً، والتي تتخذ من العاصمة طرابلس مقراً لها، إلى “اتخاذ موقف إزاء التدخلات الخارجية التي حرضت على الهجوم على العاصمة”، لا سيما الإمارات، و فرنسا، فيما أكد مصدر دبلوماسي مقرب منها عزم رئيسها فايز السراج على التحرك دولياً، وإحداث تغييرات وزارية، رغم حالة الانقسام التي تعانيها حكومته، والضعف الذي يتهم به، في مواجهة هذه التدخلات التي سهلت هجوم خليفة حفتر.
وأكد المتحدث الرسمي باسم حكومة الوفاق، مهند يونس، أن حكومته لديها معلومات عن دعم الإمارات لقوات حفتر.
وقال يونس، خلال مؤتمر صحافي عقده يوم أمس السبت، إن “الحكومة ستتحقق من تلك المعلومات، على أن تعلن موقفها ضد التدخلات”.
وجاء حديث يونس، بعد تداول معلومات عن وصول طائرتي شحن إماراتيتين، أول من أمس الجمعة، إلى قاعدة بنينا في بنغازي، تنقلان دعماً عسكرياً لحفتر.
وإثر تداول صور عبر بعض المواقع تؤكد وصول الطائرتين، اعترفت إدارة مطار بنينا بوصولهما، لكنها قالت في منشور ليل أمس السبت، إن “جميع الطائرات القادمة من مطار دبي العالمي مصدرها مؤسسة زايد الخير لدعم مؤسسات الخيرية في الجنوب، بالتنسيق مع الحكومة المؤقتة”.
وأكد مصدر دبلوماسي مقرب من وزارة الخارجية بحكومة الوفاق أن شخصيات فاعلة بحكومة الوفاق انتقدت دور وزير الخارجية محمد سيالة “الضعيف”، وعدم سعيه دبلوماسياً لدى دول يعتقد أنها تقدم الدعم لحفتر، كما أشار الى أن شخصيات حكومية تتهم سيالة بالتواطؤ مع حفتر.
وكشف المصدر، الذي تحدث لـ”العربي الجديد”، أن “السراج بدأ فعلياً في إعادة ترتيب الدبلوماسية الخارجية لحكومته، ومن المرجح أن يصل المهدي المجربي، مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، لتولي حقيبة الخارجية بدلاً من سيالة، ضمن شخصيات مرشحة أخرى”.
وأكد المصدر أيضاً، أن السراج يسعى حالياً لتكثيف جهوده عبر أكثر من محطة دولية، منها محكمة الجنايات، للتبليغ عن خروقات كبيرة اقترفتها قوات حفتر، وأيضاً لدى لجنة حظر السلاح الدولية في مجلس الأمن، لتقديم أدلة تدين دولاً قدمت السلاح لحفتر مؤخراً، من بينها الإمارات وفرنسا، لكنه لفت إلى أن جهود رئيس “الوفاق” لا تصطدم بسيالة فقط، بل بوزراء آخرين في الحكومة، يرون في نجاح حفتر في اقتحام العاصمة حلاً للأزمة الليبية.
فيما أكد المصدر أن “حكومة الوفاق تعاني من حالة انقسام، رأى أن الخيارات المطروحة أمامها أغلبها صعب التنفيذ، فدول مثل الإمارات، لن تتأخر في دفع حفتر نحو الانفصال، إذا ما خسر معركته، ولن تجازف بمصالحها التي حققتها من خلاله طوال السنين الماضية”.
ولم يعد الدور الإماراتي لحفتر خافياً على أحد، لا سيما بعد انكشاف حقيقة قاعدة الخادم التي تقع على مقربة من معقل حفتر العسكري في الرجمة شرق بنغازي، والتي أثبتت تقارير متطابقة وجود طائرات وسلاح إماراتي داخلها، شارك في حروب حفتر على بنغازي ودرنة شرق البلاد، ما وضعه مراقبون للشأن الليبي في إطار دور الإمارات بإبقاء ليبيا في حالة عدم استقرار. ومن بين التقارير التي تفضح الدور الإماراتي، تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة في عام 2017، الذي تضمن صوراً للدعم الإماراتي العسكري داخل قاعدة الخادم.
وفي هذا الصدد، رأى حليفة الحداد، أستاذ العلوم السياسية في إحدى جامعات ليبيا، أن التدخل الإماراتي في الشأن الليبي، جاء “بسبب ضعف حكومة الوفاق وتراخيها في اتخاذ موقف حازم من تلك الدول الساعية للوصول لمصالحها عبر السلاح وزرع الفرقة”. واعتبر حداد في حديث لـ”العربي الجديد” أن “دور تلك الدول أفسحت له سياسة حكومة الوفاق الضعيفة، التي لم تسلك طرقاً أكثر جدية مع تلك الدول، لقطع الطريق أمام حفتر”، موضحاً أن حكومة الوفاق “لم تسع لفتح الباب أمام التعاون مع تلك الدول التي تبحث عن مصالحها في ليبيا”.
وقال الحداد إن “الإمارات ستفضل الوصول الى مصالحها عبر الطرق الرسمية، لو توفرت، بدلاً من الدعم المالي والعسكري والمراهنة على خيار قد يكون خاسراً”، مؤكداً أن “لحكومة الوفاق دوراً كبيراً في إتاحة المجال للإمارات وغيرها من الدول للوقوف وراء حفتر”.
وحول مساعيها الحالية دولياً لوقف تدخل الإمارات وغيرها من الدول، رأى الخبير الليبي أن “الوقت تأخر، فالموقف الدولي يحتاج وقتاً أطول ليتبلور، وعامل الزمن هو ما تعمل عليه تلك الدول، فلن يصل الموقف الدولي للمستوى الذي ترغبه الحكومة، حتى يصل إلى يد حفتر السلاح والدعم الكافي لمعركته”.
من جهته، أكد المحلل السياسي من بنغازي، عقيل الأطرش، دور الإمارات التدميري في ليبيا، والذي يهدف إلى مضاعفة مكاسبها في هذا البلد، مذكراً في حديث لـ”العربي الجديد” بـ”دورها في حرب حفتر على بنغازي الذي لا يمكن إنكاره، كما لا يمكن إنكار استفادتها من تلك الحرب”.
ومفصلاً أكثر، قال الأطرش إن “خمسة أحياء في بنغازي سويت بالأرض، وبعد انتهاء الحرب تبين أنها تساوي نصف المدينة، وأن إعادة إعمارها في شكل مشاريع تجارية وخدمية منحت لشركات إماراتية، وأثبتت ذلك عقود موقعة لدى لجنة إعمار بنغازي في الحكومة المؤقتة الموالية لحفتر”.
وتحدث الأطرش عن شركة “ليركو” التي تعمل في راس لانوف في منطقة الهلال النفطي لتشغيل الحقل بشراكة ليبية – إماراتية، وشركة تراسا الإماراتية التي ملكت حق صيانة وتشغيل أكثر من ميناء في الهلال النفطي.
وأعرب الأطرش عن اعتقاده أن وجود الإمارات ضعيف في الجنوب، مرجحاً سعيها لتكثيف وجودها في مناطق الساحل الشمالي، مؤكداً أن طرابلس تمثل هدفاً كبيراً لها.
وتحدث الخبير الليبي عن الوجود الإماراتي في ليبيا قبل ظهور حفتر. وقال في هذا الإطار، “ثبت في عام 2012 دعم الإمارات لجمعة إنقاذ بنغازي التي دفعت من خلال مئات المواطنين للانتفاضة ضد كتائب الثوار في بنغازي، وتسببت في مقتل العشرات، ودورها في احتضان رئيس حزب تحالف القوى الوطنية، أكبر أحزاب البلاد، ورئيسه محمود جبريل، في أول انتخابات برلمانية عام 2012، والدعم المالي والسياسي الذي قدمته لسفير ليبيا لديها العارف النايض، الذي لا تزال تراهن عليه سياسياً حتى الآن رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية المقبلة”.
وبحسب الأطرش، فإن أبوظبي كانت منخرطة طوال الوقت، لعرقلة مسارات التوافق السياسي، مدللاً على ذلك بفضيحة منح المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا، الإسباني برناردينو ليون، مهندس اتفاق الصخيرات الذي تمكنت من خلاله من تثبيت وجود مجلس النواب وإزالة “المؤتمر الوطني العام”، لوظيفة مرموقة لديها، براتب 30 ألف دولار شهرياً، وصولاً إلى لقاء أبوظبي الأخير بين السراج وحفتر، والذي لم يفصح عن مضمونه بشكل واضح حتى الآن.
إخلاء مسؤولية: تم تجميع هذا الخبر تلقائيًا بواسطة برنامج كمبيوتر ولم يتم إنشاؤه أو تحريره بواسطة هاشتاقك
العربي الجديد