جواز السفر التونسي في 2025… هل تراجع؟ التفاصيل هنا

أقوى وأضعف جوازات السفر العربية لعام 2025
تحديث وتحليل لمؤشر Henley & Partners Passport Index لعام 2025.
ما هو مؤشر Henley Passport Index؟
يُعدّ مؤشر Henley Passport Index الترتيب الرسمي والأوسع انتشاراً لجوازات السفر في العالم، استناداً إلى بيانات International Air Transport Association (IATA) المتعلقة بإمكانية الدخول بدون تأشيرة أو بحصول تأشيرة عند الوصول. 2
ينطلق المؤشر من فكرة أنّ حرية التنقل الدولي تُعدّ أحد أبرز مؤشرات «القوة الناعمة» للدول، فكلما كان جواز السفر يسمح بدخول عدد أكبر من الوجهات دون تأشيرة مسبقة، كلما اعتُبر أقوى نسبياً. 3
أضعف جوازات السفر العربية في 2025
وفق أحدث البيانات المتاحة، فإنّ عدداً من الدول العربية تقع ضمن ذيل الترتيب في مؤشر Henley لعام 2025، مما يعكس قيوداً على حرية الحركة لمواطنيها.
- السّـوريا – تُعدّ من أقل الجوازات رسوخاً من حيث الوصول بدون تأشيرة. 4
- العراق – جوازه من بين الأقل وصولاً للوجهات العالمية. 5
- اليمن – بسبب النزاع والأوضاع الداخلية، تأثّرت حرية الحركة كثيراً. 6
- ليبيا – أيضاً ضمن الدول ذات الجوازات ضعيفة القدرة من حيث الدخول بدون تأشيرة. 7
- السودان – تواجه تأشيرات الدخول الكثير من مواطنيها. (بيانات تضامنية عامة)
- مصر – رغم بعض التحسّن، لا تزال تواجه تحديات وصول مقارنة بدول أخرى.
- الأردن – جوازه يُصنّف ضمن الفئة الأقل حرية تنقّل عربياً. 8
- الجزائر – أيضاً من الجوازات التي ما زالت محدودة الوصول نسبياً.
- تونس – رغم بعض التسهيلات، إلا أنّ ترتيبها ليس من الأعلى عربياً.
- المغرب – تحسّن نسبي لكن يعتبر ضمن شريحة الدول المتوسطة-الضعيفة في حرية الوصول.
هذه القائمة التي أُشير إليها كانت متداولّة بصُور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتُطابق تقريباً ما يُظهره المؤشر الرسمي من حيث المواقع المتدنية في الترتيب العالمي. (مثلاً ذكرت مصادر أن سوريا ترشّحت بـ 26 وجهة تقريباً) 9
أقوى جوازات السفر العربية في 2025
على الجانب الآخر، هناك دول عربية نجحت في تحسين مواقعها أو الحفاظ على قوة نسبية لجواز السفر.
على سبيل المثال، جواز الإمارات العربية المتحدة ارتفع إلى مركز متميّز ضمن العالم، مما يشير إلى تحرّكات دبلوماسية واتفاقيات تأشيرية مثمرة. 11
ومع ذلك، يجب التنويه بأن التصنيف الكامل لدول عربية كثيرة لم يُفصل في المصادر المتاحة علناً في جميع الحالات، لذا التركيز كان على أمثلة بارزة وتحليل عام.
لماذا يختلف ترتيب الجوازات إلى هذا الحد؟
هناك عدّة عوامل تُفسّر التفاوت الكبير، منها:
- الوضع السياسي والأمني للدولة – فالدول التي تعاني نزاعات أو غياب استقرار تعاني مقوّماً أدنى لجوازاتها.
- عدد اتفاقيات التأشيرة الموقّعة مع دول أخرى – كلما زادت الاتفاقيات التي تتيح الدخول بدون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول، ارتفع ترتيب الجواز.
- العلاقات الدبلوماسية والتبادل الاقتصادي – الدول التي تمتلك حضوراً دبلوماسياً نشطاً وتبادلات تجارية وسياحية موسّعة تملك حرية تنقّل أكبر لمواطنيها.
- الإجراءات الداخلية المتعلقة بالسفر والهجرة – سياسات دول الدخول reciprocity وتسهيلات التأشيرة تؤثّر على التصنيف. 12
تحليل مختصر لكل فئة
الفئة “الأضعف”
الدول التي تُصنّف ضمن ذيل الترتيب تواجه معوقات تنقّل واضحة، كما أنّ حصول مواطنيها على التأشيرة أو الدخول إلى دول كثيرة يتطلب إجراءات إضافية أو رفضاً متكرّراً. وهذا ينعكس على مدى انفتاحهم على العالم. النتيجة: الجواز ليس فقط وثيقة سفر، بل مرآة لمدى الانخراط الدولي للدولة.
الفئة “الأقوى”
على الرغم من أن جواز بعض الدول العربية لا يزال بعيداً من المراتب الأولى عالمياً، فإنّ التحسّن في بعض الحالات (كالإمارات) يظهر أن رفع ترتيب الجواز يتطلّب استراتيجية واضحة تشمل تحسين العلاقات الدولية، تسهيل التأشيرات، والانفتاح السياحي والتجاري.
خاتمة وتوصيات
يتبيّن من هذا التصنيف أنّ حرية التنقّل الدولي ليست وليدة اتفاقية واحدة أو تحسّن داخلي فقط، بل نتاج تراكم لعوامل متعددة. للدول العربية التي ترغب في تحسين موقع جوازها ما يلي:
- السعي لإبرام / توسيع اتفاقيات تأشيرة ثنائية أو جماعية.
- تعزيز الاستقرار الداخلي والسمعة الإيجابية على مستوى العالم.
- تشجيع التبادل الثقافي، الاقتصادي، السياحي مع الدول التي يُرغَب الوصول إليها بشكل أكبر.
- تبسيط الإجراءات التأشيرية وإزالة الحواجز الإدارية أمام الزوار والمواطنين.
في المقابل، على المواطنين أن يكونوا واعين بأنّ التصنيف لا يغيّر هويتهم الوطنية، لكنه يعكس مدى الحرية التي يُمنحونها في الحركة الدولية، وهو عامل يستحق المتابعة ربما سنوياً.



