free page hit counter
اخبار محلية

تمويل الإرهاب.. كيف أنشأت “النهضة” أجهزة سرية للتحكم بالدولة التونسية؟







تمويل الإرهاب.. كيف أنشأت “النهضة” أجهزة سرية للتحكم بالدولة التونسية؟
eremnews.com

يثير ملف تجميد أموال رئيس حركة ”النهضة“ الإسلامية في تونس راشد الغنوشي واستدعائه للتحقيق بتهم تتعلق بغسيل الأموال وتمويل الإرهاب، تساؤلات عدة حول علاقة الحركة بغسيل الأموال وكيفية استغلالها الجمعيات الخيرية لهذا الغرض وحقيقة ضلوعها في تمويل أعمال إرهابية عاشتها تونس خلال العقد الأخير.

ويأتي طرح هذا الملف على خلفية استدعاء رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في 19 يوليو/ تموز الجاري للتحقيق معه بناء على دعوة من قبل قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب.

التحقيق في الملف المالي للحركة

في هذا السياق، أكد مصدر أمني لـ ”إرم نيوز“ أن قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب وجه استدعاء إلى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بصفته متهما للمثول أمامه على خلفية ما يعرف بقضية جمعية ”نماء تونس“.

وبحسب ذات المصدر، فإن الغنوشي، يواجه ثلاث قضايا منها شبهة غسيل الأموال والاعتداء على أمن الدولة إضافة إلى ملف الاغتيالات السياسية.



قيادات في حالة فرار

ووفقا للمعطيات التي حصل عليها ”إرم نيوز“ فإن صهر راشد الغنوشي، رفيق عبد السلام هو أيضا مشمول بالملاحقة القضائية من أجل الانتماء لتنظيم إرهابي وهو مطلوب لدى الوحدة الوطنية لجرائم الإرهاب منذ 26 يونيو/حزيران الماضي.

وكانت اللجنة التونسية للتحاليل المالية التابعة للبنك المركزي، أمرت في 5 يوليو/تموز الجاري البنوك التونسية والديوان الوطني للبريد تجميد أموال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وابنه معاذ وصهره رفيق عبد السلام.

جناح مالي لجهاز النهضة السري

وأكد مصدر من هيئة الدفاع عن السياسيين التونسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، أن الهيئة ستعلن عن المعطيات والأدلة بخصوص علاقة قيادات حركة النهضة بجمعية ”نماء تونس“ التي قال إنها تقف وراء تمويل الجهاز السري المتهم بالوقوف وراء عمليات الاغتيال التي حصلت في تونس خلال سنة 2013.


وأكد المصدر لـ“إرم نيوز“، أن الجمعية التي تأسست منذ سنة 2011 كان الهدف منها تلقي الأموال من الخارج وتسفير الشباب لبؤر التوتر.

في هذا الصدد، اعتبرت النائبة السابقة بالبرلمان مباركة البراهمي، وهي أرملة محمد البراهمي في تصريح لـ ”إرم نيوز“ أن تدخل القضاء جاء متأخرا مضيفة أن هيئة الدفاع اعتبرت أن راشد الغنوشي زعيم لعصابة إرهابية واتهمته بغسل الأموال وتهريبها، لكن نظرا للوضع الذي كان عليه القضاء لم يكن يتعاطى مع هذه الملف، وفق قولها.

وأضافت البراهمي أن حركة ”النهضة“ أنتجت خلال فترة حكمها، التطرف والإرهاب ووفرت الحماية للإرهابيين ووظفت القضاء لهذا الغرض.

ودعت مباركة البراهمي، الجهاز القضائي إلى أن يذهب إلى أبعد مدى مؤكدة أن هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي قدمت معلومات هامة كشفت عن تورط مسؤولين كبار تورّطوا سابقا مع الجهاز السري لحركة النهضة وكانوا جزءا منه.



صندوق أسود

ولطالما مثل الجهاز السري لحركة النهضة الصندوق الأسود للأحداث التي عاشتها تونس، فهو يمثل الجناح العسكري للحركة الإسلامية، بحسب ما أكدته بعض النقابات الأمنية في تونس.

وأكد القيادي النقابي الأمني عصام الدردوري لـ ”إرم نيوز“ أن بعث الجهاز السري لحركة النهضة، لم يأت من عدم ويعكس ما اتسمت به الحركة عبر مختلف السياقات التاريخية من سرية في عملها.

وأوضح الدردوري، وهو رئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن، أن حركة النهضة لا تستطع الحكم إلا في إطار سيطرتها على أجهزة الدولة عبر سياسة التمكين وخلق أجهزة موازية داخل كل مؤسسة لغاية إضعاف المؤسسات وإرباكها.

وتابع الدردوري، أنه في إطار إحياء مشروع الحركة، وهو السيطرة على الدولة أو إرباك المؤسسات وإرساء مؤسسات مغايرة لمفهوم الدولة الحديثة، دفعت الحركة بجماعات أخرى تتمثل في تنظيم ”أنصار الشريعة“ المحظور والجمعيات الخيرية التي تستغلها في غسيل الأموال وذلك بهدف السيطرة على الفئات الهشة وتشويه صورة الدولة وضعفها وضرب ثقة الفرد بالدولة لطرح مشروعها البديل، وفق تعبيره.


وظائف الجهاز السري

يقوم الجهاز السري لحركة النهضة، وفق ما أكده مصدر أمني لـ“إرم نيوز“، بملاحقة ومتابعة العناصر التي تمثل تهديدا للحركة، ويتولى تكوين ملفات للقيادات الأمنية وابتزازها وتدريب وتكوين المتطرفين وملاحقة رجال الأعمال وابتزازهم.

وأضاف المصدر، أن حركة النهضة أعادت توظيف القيادات الأمنية داخل وزارة الداخلية وترقيتهم (تصعيد رتبهم) على غرار فتحي البلدي المستشار السابق لعلي العريض، القيادي البارز في الحركة الذي شغل وزيرا للداخلية ثم رئيسا للحكومة بين 2011 و2013.

وكشف المصدر ذاته، أن من خصائص هذا الجهاز السري الصبغة الاستخباراتية ولا يعلم بوجوده إلا أعداد من قادة حركة النهضة على رأسهم راشد الغنوشي، وهي تواجه اليوم تهم الإرهاب.

وأوضح المصدر، أن الجهاز السري للحركة أصبح وجوده حقيقة قضائية يوم الإطاحة بمصطفي خذر وتم كشف المعطيات التي كان يحوزها مصطفى خذر الذي يمثل الرجل الغامض في الحركة ومفتاح الغرفة السوداء بوزارة الداخلية.

الرجل اللغز

ومثّل مصطفي خذر الرجل اللغز في علاقته بحركة النهضة، وكان خذر قد واجه تهمة القتل العمد في ملف اغتيال السياسي محمد البراهمي ثم أطلق سراحه ليختفي بصورة غامضة بعد ذلك.



من هو مصطفى خذر؟

بحسب مصادر أمنية فإن مصطفى خذر لعب دورا هامّا في جهاز الأمن الموازي الذي صنعته حركة النهضة وقد حُجز لديه أرشيف المصلحة الجهوية المختصة بمحافظة مدنين التي تمثل منطقة حدودية مع ليبيا.

كما حجزت كميات كبيرة من وثائق وزارة الداخلية بمحله الخاص وبينت التحقيقات أن مصطفى خذر هو من كان يجيب على البريد الإلكتروني لوزير الداخلية في فترة حكومة علي العريض.

ووفق المصادر ذاتها فقد تم حجز تقارير أمنية لمصطفى خذر تم إرسالها لقيادات أمنية موالية لحركة النهضة وقائمة تتضمن أسماء لتعيين قيادات أمنية في مناصب هامة للدولة، وثبت أنّ خذر الذي يواجه اليوم تهمة اغتيال محمد البراهمي يتواصل مع عناصر متشددة بالخارج.

وأفاد مصدر أمني لـ ”إرم نيوز“ بأن إحدى أجهزة المخابرات الأجنبية التجأت لمصطفى خذر حتى يتوسط في عملية الإفراج عن أسير لدى تنظيم ”جبهة النصرة“.

وكانت هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي قد كشفت أن مصطفى خذر كان على علاقة برجل الأعمال فتحي دمق الذي يعتبر، وفق مصادر أمنية، مفتاح عملية اغتيال شكري بلعيد، وحُجزت لديه وثائق مكتوبة بخط يديه مرسلة إلى ابنته تكشف علاقته بقيادات حركة النهضة، وفق قولها.

وفتحي دمق هو رجل أعمال تم التحقيق معه بعد حجز قائمة لأسماء سياسيين وإعلاميين وقضاة كانوا مستهدفين بالاغتيال وتمّ حجز القائمة بحوزته.

شبكات التسفير

وأكدت النائبة السابقة بالبرلمان فاطمة المسدي في تصريح لـ ”إرم نيوز“ أنه من المنتظر أن تكون هناك اعتقالات أخرى في قضايا غسيل الأموال وتلميع الإرهاب مشيرة إلى أن استدعاء الغنوشي أمام التحقيق خطوة هامة لفتح ملفات عديدة.

واعتبرت فاطمة المسدي، أن مصادرة أموال راشد الغنوشي وقيادات من الحركة يعتبر في حد ذاته إدانة، مضيفة أنّه سبق أن قدمت ملفات للقضاء تؤكد تورط أئمة من حركة النهضة في غسيل أدمغة الشباب واستقطابهم لبؤر توتر إضافة إلى الأمن الموازي للحركة الذي ساهم في إرسال الشباب إلى بؤر التوتر بجوازات سفر مزورة، وفق تأكيدها.

وكشفت المسدي، أن حركة النهضة لعبت دورا هاما في ملف الجمعيات التي قامت بتمويل وتسهيل التحاق الشباب ببؤر التوتر.

وأكدت النائبة السابقة أنّ من بين النقاط التي تطرقت لها ارتباط ملف إرسال الشباب إلى بؤر التوتر بالعمليات الإرهابية التي وجدت بتونس، مشيرة إلى أنّها تقدمت بالملف إلى المحكمة العسكرية التي أحالته على أنظار القطب القضائي لمكافحة الإرهاب.

حركة ”النهضة“ تنفي

وفي هذا الإطار، قال القيادي في حركة النهضة محمد القوماني في تصريح لـ ”إرم نيوز“ إن موقف الحركة من الاتهامات التي وجهت لها ومنها غسيل الأموال أعلنت عنه في ندوة صحفية حيث فندت جميع الاتهامات.

وأضاف القوماني أنه تم تكليف فريق من المحامين سيتولى الدفاع عن الحركة.

كما اتصلت ”إرم نيوز“، بقيادات أخرى من حركة النهضة لكنها رفضت الرد أو التعليق.

وفي وقت سابق، اعتبرت حركة ”النهضة“ الإسلامية في بيان لها، الأربعاء الماضي، أنها تتعرض إلى ما وصفتها بحملة تشويه وتلفيق لتهم كيدية.

وأصدرت الحركة بيانا أوضحت فيه ملابسات قرار تجميد الأموال على خلفية التحقيق في قضية جمعية ”نماء تونس“ واعتبرت أن ”إصرار السلطات على حشر اسم رئيس النهضة في ملف هذه الجمعية وغيرها من القضايا يأتي في سياق التشويه وتلفيق التهم الكيدية“.

وأوضحت الحركة أن هذه الإجراءات تهدف إلى ”خلق حالة استقطاب وتخويف الناس من مغبة فشل الاستفتاء على الدستور والإيهام بعودة الحركة إلى السلطة في هذه الحالة، رغم تفنيد الواقع السياسي لذلك وتعبير الحركة مرارا عن إرادتها الجازمة في استعادة المسار الديمقراطي وليس العودة إلى السلطة أو العودة إلى ما قبل 25 يوليو/ تموز “.

وأكدت الحركة أن ”الغنوشي قام بالتصريح بممتلكاته وأن معاملاته البنكية قانونية ولم يتلق أي أموال من أي جهة خارجية كانت أو داخلية بما فيها جمعية ”نماء تونس“، محل التحقيق القضائي، ولم يقم بأي تحويلات مالية لصالح أي جمعية“

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى