كافون في ذمة الله .. اسباب الوفاة

عاجل: الساحة الفنية التونسية تودّع “كافون”.. أيقونة الراب والريڨي التونسي
صوت الثورة والشارع الشعبي
برز “كافون” كأحد الأصوات الفنية التي خرجت من قلب الأحياء الشعبية، وتحديدًا من المدينة الجديدة، ليصبح لسان حال جيل ما بعد الثورة. كانت كلماته صادقة، مباشرة، وخالية من التجميل، تعكس واقع الشباب التونسي الذي واجه البطالة، التهميش، والفقر، لكنه ظل يحلم بالكرامة والحرية.
من خلال أغانٍ مثل “حومة العربي” و“دينار”، نقل كافون نبض الشارع، وصنع فنًا ملتزمًا يتقاطع فيه الوعي السياسي والاجتماعي مع الروح الموسيقية الحرة، فكان صوته صورة واقعية لتونس التي كانت تبحث عن ذاتها في مرحلة تحوّل مفصلية.
أسلوب متفرّد وموسيقى عابرة للطبقات
ما ميّز “كافون” عن غيره من فناني الراب هو قدرته على المزج بين إيقاعات الريڨي وجرأة الراب، في توليفة موسيقية لا تشبه إلا نفسه. لم يكن مجرد مغنٍّ، بل كان ظاهرة ثقافية صنعت جمهورًا واسعًا من مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية.
أغانيه كانت تحمل بصمة خاصة: مزيج من البساطة والتأمل، ومن السخرية المرة والحنين، ومن الصراخ الغاضب والرسائل الإيجابية. لم يسعَ إلى النجومية المصطنعة، بل جعل من الفن وسيلة للمقاومة، ومن صوته منصة للبوح والصدق.
رحيل مؤلم وصمت طويل قبل النهاية
في السنوات الأخيرة، غاب “كافون” عن الأضواء بسبب تدهور حالته الصحية. صراعه مع المرض كان طويلًا ومرهقًا، اختار خلاله العزلة، مبتعدًا عن الساحة التي لطالما صدح فيها بصوته. هذا الغياب لم يُنسِ جمهوره حبّه، بل زاد من تعلّقهم به وانتظارهم لعودته.
وفاته شكّلت صدمة للشارع التونسي، ولعشاق موسيقاه الذين رأوا فيه صوتًا نادرًا لا يُعوّض، فنانًا لا يشبه غيره، وإنسانًا حمل هموم الناس في فنه، ومضى في صمت يشبه تواضعه.