فضيحة التوجيه الجامعي: وزارة التعليم العالي تحدد مصدر التلاعب وتتحرك قضائيًا
كشفت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن تفاصيل جديدة وخطيرة في ما بات يُعرف إعلاميًا بـ“مظلمة توجيه 12 تلميذًا من الكاف”، حيث تم توجيههم إلى اختصاصات لم يختاروها، رغم حصولهم على معدلات محترمة تُمكنهم من ولوج شعب أخرى.
وأكد مصدر مطلع بالوزارة في تصريح لإذاعة موزاييك، أن التحقيقات أثبتت وجود تلاعب بـالمعطيات الشخصية للتلاميذ، تم عبر مركز عمومي للأنترنت، حيث جرى تغيير اختياراتهم دون علمهم، بعد تعمير بطاقة التوجيه الجامعي.
عنوان IP يقود إلى المشتبه به
المصدر ذاته أفاد أن فرق التحقيق بالتنسيق مع وزارة تكنولوجيات الاتصال ووزارة التربية تمكنت من تتبّع أثر التلاعب وتحديد عنوان الـIP المستخدم وتوقيت التعديل بدقة، في خطوة وصفت بـ”الحاسمة” لتحديد المسؤوليات.
وأكد أن الوزارة تعمل حاليًا على تسوية الوضعيات حالة بحالة، بشكل يُمكّن كل تلميذ من التوجيه إلى الشعبة التي تُماثل اختياراته الأصلية استنادًا إلى رصيده من النقاط.
تحرك إداري وعدلي مرتقب
وزير التعليم العالي منذر بلعيد شدد على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الإدارية والتتبعات العدلية ضدّ أي شخص ثبت تورّطه في هذه الحادثة، التي وصفها بـالاعتداء التخريبي الممنهج الذي يُهدّد مصداقية منظومة التوجيه الجامعي في تونس.
وشدد على أن الوزارة لن تتساهل مع أي محاولة للتشويش أو استغلال الثغرات الرقمية للمساس بحقوق التلاميذ، مؤكدًا على التزام الدولة التونسية بحماية الشفافية والعدالة في منصة التوجيه الجامعي.
شهادات تلاميذ تهزّ الرأي العام
وكانت التلميذتان جنان عبيدي ومرام خميس من بين أوائل من كشفوا هذه الفضيحة، حيث أكدت جنان أنها اختارت شعب العلوم الاقتصادية فقط، لكن تم توجيهها إلى اختصاص الموسيقى. أما مرام، فتم توجيهها إلى الفلسفة رغم اختيارها اختصاص علوم التمريض والتربية.
هذه الشهادات لاقت تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات بضرورة التحقيق العميق في مدى أمان المنصة الرقمية المستخدمة، خاصة في المناطق الداخلية حيث يُضطر التلاميذ لاستخدام مراكز عمومية لا تخضع للرقابة الكافية.
