free page hit counter
اخبار محليةفن

“مُفاجأة رمضان المُدويّة” : شوفلي حل ونسيبتي العزيزة يهزمان قناتيْ الحوار التونسي والتاسعة بالضربة القاضية!

يبدو أنَّ الكوميديا أصبحت عزيزة النفس، وبمثابة عُملة نادرة ليست في متناول الجميع، فمن خلال مُتابعة أولى حلقات الأعمال التي ترقّبها الجمهور بشغفٍ كبير، يحقّ لنا الجزم بأنَّ البرمجة الرمضانيّة في مختلف التلفزات عموميّة وخاصّةً جاءَت فقيرة، خالية من “الضحكة” ومفتقدة لإبتسامة ظلّت حكراً على شهر الصيام.

ولعلّ تكرار واستنزاف ذات الوجوه والشخصيّات، مثّل أحد عوامل فشل وإفلاس الإنتاجات الفكاهيّة، فضلاً عن ضحالة الكتابة الكوميديّة الساخرة والسقوط المدوّي في المباشرتيّة والإسفاف، وعلى الرغم من استعانة القنوات التلفزيّة المتنافسة، بأسماء سطعت نجوميّتها من خلال حضورها اللافت في منوعات ترفيهيّة على امتداد الشبكة الشتويّة، إلّا أنّها عجزت عن تقديم مادّة “عندها القبول” للتخفيف من آثار الظروف الراهنة في البلاد وما تركتهُ أزمة «الكورونا» من ضغوط نفسيّة على المواطن.

وبعد تحقيق نجاحات ساحقة في الأجزاء الأولى، تلقى سلسلة “دنيا أخرى” للمخرج حمدي الجويني المعروضة على الحوار التونسي، موجةً من الانتقادات الحادّة وصلت حد الاستياء الشديد في إحدى الحلقات، التي شكّلت صدمة لبعض الفئات، إذ لم يقتنع القائمون على العمل بضرورة إنهاء السلسلة وعدم اتباع موضة تمطيط الأجزاء، حتى لا تفقد قيمتها لدى جمهور المُتابعين، ولكم في سيتكوم نسيبتي العزيزة أفضل مثال على صحّة هذا الرأي…

ورغم الشعبية الجارفة التي يتمتّعان بها، ذهبت محاولات “التوأم الفنّي” كريم الغربي وبسّام الحمراوي سدى، دون إبراز مواقف كوميديّة حقيقيّة تستنهض مستوى السلسلة الهزليّة التي وقعت في فخ الاستسهال والاستخفاف بالعقول، عبر صياغة سيناريو ضعيف ورديء رداءة الوضع الفني العام في تونس،

ولا أعتقد أنَّ المَشاهد والأحداث والمواقف ستتغيّر نحو الأحسن في قادم الحلقات، استئناساً بالمثل الشعبي القائل، “من نفقتو باين عشاه”، كما تجدر الملاحظة أنَّ غياب أو التخلّي عن خدمات الصادق حلواس وفيصل الحضيري وحنان الشڨراني، عنصر أسهمَ في تقهقر “دنيا أخرى” إلى أسفل المراتب.

من جهتها، فاجأتنا قناة التاسعة، المنافس اللدود لزميلتها الحوار التونسي، ببثّ سيتكوم هزلي يحمل عنوان “حجر صحّي”، ومن خلال عنوانه المستعار من المعجم الصحّي، نقف عند ملاحظة أولى وهي السرعة، ربّما، في إنجاز العمل، ما صبغَت عليه نوعاً من الارتجاليّة، هذا دون أن نغفل على ضعف النص وركاكة السيناريو، الذي تنقصهُ الرّوح ولمسة المؤلّف “الصنايعي” المحترف…

وفي غياب الكتابة الكوميديّة البنّاءة والتي ترتفع بالذائقة العامّة، ظهرت لمّة الثنائي جعفر الڨاسمي وكوثر الباردي باردة فاترة لا طعم لها، وحتى لا نظلم العمل، لننتظر بقيّة الحلقات، ومن يدري، فقد تنقلب المعطيات رأساً على عقب.

وبين عملين لا يلبّيان رغبات “التوانسة” ولا يكسبان ثقة الصغار والكبار، تسترجع العائلة وهي المضطرّة إلى التسمّر أمام شاشة التلفاز في “سهريّة رمضان”، أجواء الماضي غير البعيد، وإعادة استهلاك الأعمال القديمة، فتراها تُقبل بنهمٍ شديد على مُتابعة سيتكومات طُبعت في الذاكرة الجماعيّة، كـ نسيبتي العزيزة (الجزء 1 و2)، وشوفلي حل، وشعبان في رمضان، وغيرها من الإنتاجات الراسخة، لدرجة أنَّ شركات سبر الآراء وضعتها في أعلى سُلّم نسب المشاهدة.

وبذلك يوجّه عموم المشاهدين صفعة قويّة ورسالة مضمونة الوصول إلى صنّاع الكوميديا في تونس، من أجل مراجعة مضامين وجودة عدد من الأعمال واستخلاص العبر منها في قادم المشاريع والمناسبات…فـ الفن الكوميدي رسالة وقضيّة جادّة، قبل أن يكون مجرّد «ضحكة وتفذليكة».

المصدر : الجمهورية

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى