تقدّم موسم الجني واستقرار النسق

أفاد الرئيس المدير العام للديوان الوطني للزيت، معز بن عمر، أنّ موسم جني الزيتون يسير حالياً في تونس بنسق عادي، مسجلاً تقدّماً بنحو 17 بالمائة إلى غاية التاريخ الراهن. ويأتي ذلك في سياق موسم يُنتظر أن يشهد صابة معتبرة، مع ارتفاع تدريجي في وتيرة الجني بالمناطق المنتجة.

بن عمر أوضح، خلال يوم إعلامي حول زيت الزيتون انتظم بالمدرسة العليا للتجارة بمنوبة بمناسبة اليوم العالمي لشجرة الزيتون، أنّ عمليات الجني تشهد منحى تصاعدياً، وأنّ ذروة الإنتاج مرجّحة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مع تواصل التحضيرات اللوجستية والاقتصادية لمواكبة هذه المرحلة.

أسعار زيت الزيتون في المعاصر

في ما يخص الأسعار، أكد الرئيس المدير العام للديوان الوطني للزيت أنّ السوق تشهد حالياً مستويات أسعار تتراوح بين 11 و14 ديناراً للتر الواحد من زيت الزيتون بالمعاصر. ويعود هذا الفارق إلى اختلاف الجودة، والصنف، والجهة المنتجة، إلى جانب طبيعة الطلب في كل منطقة.

ويُذكر أنّ الديوان الوطني للزيت يتدخل بصفة دورية لتعديل السوق وضمان توازن الأسعار، سواء عبر تدخلات تخزينية أو برامج ترويجية، بما يحول دون تقلبات حادة قد تضرّ بالفلاحين أو المستهلكين. مثل هذه المعطيات تندرج ضمن متابعة موقع تونيميديا tunimedia.tn/ar لمستجدات قطاع الزيت في تونس.

لمزيد من المتابعة حول الملفات الاقتصادية والقطاعية، يمكن الرجوع إلى المواد التحليلية ذات الصلة المنشورة على تونيميديا عبر الرابط:

https://www.tunimedia.tn/ar/قسم-مقالات-مرتبطة-حسب-الموضوع

برنامج وطني لتشجيع الاستهلاك والترويج

أعلن معز بن عمر عن وضع برنامج وطني لتشجيع استهلاك زيت الزيتون في السوق المحلية، بالتوازي مع جهود منظمة لتنويع الأسواق التصديرية. ويرتكز البرنامج على حملات توعوية وتعريفية بقيمة زيت الزيتون الغذائية والصحية، إلى جانب تنسيق مع مختلف المتدخلين من فلاحين ومصدّرين ومهنيي التحويل.

وتسعى السلطات إلى تعزيز حضور زيت الزيتون التونسي في سلاسل التوزيع الداخلية، وتثمين الاستهلاك العائلي والمطاعم والمؤسسات السياحية، بما يساهم في امتصاص جزء من الصابة المرتقبة ويحدّ من الضغط على المخزون مع المحافظة على سعر متوازن.

تونس ومكانتها في سوق زيت الزيتون العالمية

من جانبه، أكّد وزير الفلاحة، عز الدين بالشيخ، خلال تدخّله في اليوم الإعلامي، أنّ تونس تُصدّر زيت الزيتون إلى أكثر من 60 دولة، وهو ما يعكس المكانة العالمية التي يحظى بها هذا المنتج في الأسواق الدولية. وتُعتبر تونس من أهم المصدّرين في العالم من حيث الكميات، خاصة في مواسم الصابة الكبيرة.

وتشير بيانات منشورة في تقارير منظمات دولية متخصّصة في زيت الزيتون إلى أنّ الزيت التونسي عزّز حضوره بفضل جودته وقدرته التنافسية في الأسواق الأوروبية والأميركية والآسيوية، مع توسّع تدريجي نحو أسواق جديدة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية. يمكن الاطلاع على معطيات إضافية عبر موقع المجلس الدولي للزيتون:

Home

خلفية سياقية حول القطاع

قطاع زيت الزيتون يُعدّ من أعمدة الفلاحة التونسية، سواء من حيث المساحات المغروسة أو من حيث المساهمة في الصادرات والعملة الصعبة. وتمتد زراعة الزيتون على مساحات واسعة من الشمال إلى الوسط والجنوب، مع تفاوت في الإنتاج حسب المناطق والظروف المناخية.

وقد شهد القطاع خلال السنوات الأخيرة تذبذباً في الإنتاج بسبب التغيّرات المناخية، وتفاوت كميات الأمطار، وتكاليف الإنتاج، وهو ما انعكس على الأسعار في السوق الداخلية وعلى تطوّر الصادرات. وتعمل الهياكل الرسمية على مواءمة السياسة الفلاحية مع هذه التحديات عبر برامج دعم للفلاحين، وتحسين جودة الزيوت، وتطوير طاقات الخزن والتحويل.

قراءة سريعة في دلالات الأسعار الحالية

تُظهر مستويات الأسعار المتداولة حالياً في المعاصر، بين 11 و14 ديناراً للتر، توازناً نسبياً بين كلفة الإنتاج والطلب في السوق، لكن استمرار هذا التوازن يبقى رهين حجم الصابة النهائية وحجم الصادرات. فإذا ارتفع العرض بشكل كبير دون توسع مواكب في الاستهلاك والتصدير، قد تتجه الأسعار نحو ضغط نزولي، ما يستدعي تدخلاً أقوى لتعديل السوق.

في المقابل، إذا رافق ذروة الإنتاج طلب نشيط من الأسواق الخارجية واستجابة من السوق المحلية لحملات التشجيع على الاستهلاك، يمكن المحافظة على مستويات سعرية مقبولة للفلاح والمستهلك على حدّ سواء، مع تعزيز مداخيل الصادرات.