free page hit counter

اخبار محلية

مقارنة استهلاك زيت الزيتون: تونس أم دول المتوسط (إحصائيات)





استهلاك زيت الزيتون في تونس: 2.5 لتر للفرد مقابل 20 لتر في اليونان… تحليل اقتصادي معمق 1500 كلمة





زيت الزيتون التونسي: إنتاج قياسي 340 ألف طن واستهلاك محلي 2.5 لتر للفرد فقط… تحليل اقتصادي معمق

– تونيميديا | تحليل اقتصادي شامل (1500 كلمة)

ينتج تونس 340 ألف طن من زيت الزيتون لموسم 2024-2025 بارتفاع 55% عن الموسم الماضي، لكن معدل استهلاك الفرد التونسي لا يتجاوز 2.5 لتر سنوياً فقط. هذا الرقم يضع تونس فوق المتوسط العالمي لكنه أقل بـ8 مرات من اليونان (20 لتر) و5 مرات من إسبانيا (13 لتر). ما هي الأسباب الاقتصادية والاجتماعية لهذه المفارقة وكيف يمكن معالجتها؟


الإنتاج التونسي: قوة عالمية تحت الضغط

يُعد قطاع زيت الزيتون العمود الفقري للاقتصاد الفلاحي التونسي، حيث تمتلك تونس نحو 85 مليون شجرة زيتون تمتد على 1.8 مليون هكتار، أي 29% من الأراضي الفلاحية. لموسم 2024-2025، توقع الديوان الوطني للزيت إنتاجاً قياسياً يبلغ 340 ألف طن، بارتفاع 55% عن الموسم السابق الذي عانى من الجفاف.

هذا الإنتاج يضع تونس في المرتبة الرابعة عالمياً بعد إسبانيا وإيطاليا واليونان، مع مساهمة القيروان بنسبة 35% من الإجمالي تليها صفاقس والمهدية. لكن 85% من هذا الإنتاج يُصدر إلى أوروبا (إيطاليا وإسبانيا أساساً)، مما يحد من توافره محلياً بأسعار مناسبة للمواطن.

تاريخياً، كان الاستهلاك المحلي أعلى بكثير. في السبعينيات، كان التونسي يستهلك 8-10 لترات سنوياً قبل أن يتراجع تدريجياً إلى 2.5 لتر حالياً بفعل الضغوط الاقتصادية وارتفاع الأسعار النسبية.

الاستهلاك المحلي: 2.5 لتر فقط… الأرقام الصادمة

يبلغ الاستهلاك الإجمالي لزيت الزيتون في تونس نحو 30 ألف طن سنوياً، أي 2.5 لتر لكل فرد من أصل 12 مليون نسمة. هذا الرقم يبدو مرتفعاً مقارنة بالمتوسط العالمي (0.4 لتر) لكنه صادم أمام جيران تونس المتوسطيين.

في اليونان، يستهلك الفرد 23 لتراً سنوياً، متفوقاً على كل الدول العالمية. إسبانيا تليها بـ10.96 لتر، وإيطاليا بـ7.96 لتر. حتى تركيا، المنافس الجديد، تتجاوز 5 لترات للفرد. هذه الأرقام تعكس ثقافة غذائية تدمج زيت الزيتون في كل وجبة يومية.

مقارنة شاملة: تونس أم دول المتوسط

الدولة إنتاج سنوي (طن) استهلاك الفرد (لتر) نسبة التصدير
🇹🇳 تونس 340,000 2.5 85%
🇪🇸 إسبانيا 1,487,000 10.96 50%
🇮🇹 إيطاليا 548,500 7.96 65%
🇬🇷 اليونان 352,800 23 40%
🇹🇷 تركيا 450,000 5.2 60%

المصدر: الديوان الوطني للزيت وتقارير دولية 2025


الأسباب الجذرية: 5 عوامل رئيسية للاستهلاك الضعيف

1. ارتفاع الأسعار المحلية: 11-14 دينار للتر

يباع زيت الزيتون البكر في تونس بين 11 و14 دينار تونسي للتر الواحد، بينما لا تتجاوز أسعار الزيوت النباتية المستوردة 4-5 دنانير. هذا الفارق السعري يدفع الأسر المتوسطة نحو البدائل الأرخص رغم تفوق زيت الزيتون غذائياً.

2. ضعف القدرة الشرائية والتضخم

مع تضخم يتجاوز 8% سنوياً وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، أصبح زيت الزيتون رفاهية وليس ضرورة. الأسر ذات الدخل المنخفض (60% من السكان) تقتصر على كميات رمزية من الزيت المحلي.

3. الاعتماد الكلي على التصدير

تصدر تونس 85% من إنتاجها، خاصة إلى إيطاليا وإسبانيا حيث يُعبأ الزيت التونسي باسم “إيطالي” أو “إسباني”. هذا التوجه يحد من الكميات المتاحة محلياً ويرفع الأسعار الداخلية.

4. تغير العادات الغذائية

الجيل الشاب يميل نحو الوجبات السريعة والزيوت الصناعية بدلاً من الطبخ التقليدي الذي يعتمد على زيت الزيتون. هذا التحول الثقافي قلل الطلب اليومي على المنتج الوطني.

5. غياب السياسات الداعمة

لا توجد حملات توعية وطنية أو دعم للأسعار المحلية مثل ما تفعله اليونان وإسبانيا. كما أن جودة التعبئة والتغليف المحلية أقل تنافسية من المنتجات المستوردة.

التأثيرات المتعددة: اقتصادياً وصحياً واجتماعياً

الخطر الاقتصادي: هشاشة القطاع

يوفر قطاع زيت الزيتون نحو 120 ألف وظيفة مباشرة ويُساهم بـ2.5% من الناتج المحلي الإجمالي. لكن الاعتماد الكلي على التصدير يجعل القطاع عرضة لتقلبات الأسعار العالمية، كما حدث في موسم 2023 حيث تراجعت الصادرات بنسبة 29%.

التحدي الصحي: ارتفاع الأمراض المزمنة

زيت الزيتون غني بالدهون الأحادية غير المشبعة ومضادات الأكسدة، مما يقلل من مخاطر أمراض القلب والسكري. تراجع استهلاكه في تونس يُفسر جزئياً ارتفاع هذه الأمراض بنسبة 35% خلال العقد الأخير.

الخسارة الاجتماعية: تراجع الهوية الغذائية

زيت الزيتون جزء لا يتجزأ من الهوية المتوسطية التونسية. استبداله بالزيوت الصناعية يُهدد هذا التراث الغذائي الذي يُعتبر أساس النظام الغذائي المتوسطي المُدرج في اليونسكو.


استراتيجيات الحل: 7 خطوات وطنية ملموسة

  1. دعم الأسعار المباشر: تخصيص دعم حكومي لزيت الزيتون البكر ليصل سعره إلى 7 دنانير للتر
  2. حملات توعية وطنية: إطلاق حملة “الزيت التونسي في كل مطبخ” عبر التلفزيون والمدارس
  3. تحسين التعبئة: إنشاء علامات تجارية وطنية جذابة لزيت الزيتون المعبأ
  4. تثمين المنتج المحلي: تخصيص 20% من الإنتاج للسوق المحلي بأسعار مدعومة
  5. برامج مدرسية: توزيع زيت الزيتون في المدارس كجزء من الوجبة اليومية
  6. شراكات تجارية: تشجيع السوبرماركتات على تخصيص رفوف للزيت التونسي
  7. تنويع الأسواق: فتح أسواق جديدة في آسيا وأفريقيا لتقليل الاعتماد على أوروبا

توقعات المستقبل: موسم 2025-2026 مرهون بالإصلاحات

يُتوقع إنتاج 450-500 ألف طن لموسم 2025-2026، لكن نجاح هذا الإنتاج يعتمد على سياسة وطنية تربط بين الفلاحة والاستهلاك المحلي. بدون تدخل حكومي فوري، ستظل تونس “مصنع زيت الزيتون” لأوروبا دون أن يكون منتجها الأول.

الفرصة متاحة الآن مع الإنتاج القياسي والطلب العالمي المرتفع. معالجة هذه المفارقة ليست رفاهية بل ضرورة اقتصادية وصحية وثقافية لتونس.

تونيميديا – الاقتصاد التونسي باختصار

نُشر هذا التحليل الشامل (1500 كلمة) ضمن قسم الاقتصاد بموقع
تونيميديا

تابعونا يومياً لآخر أخبار الاقتصاد التونسي والتحليلات المتخصصة |
قسم الاقتصاد


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً