عدنان منصر: أكاد أجزم أن القرار الجمهوري بحل البرلمان جاهز..ومناوراتهم ضربة سيف في الماء
دوّن، اليوم الاثنين، الناشط السياسي عدنان منصر تعليقا على صفحته الخاصة على “الفايسبوك” على إثر “تصريحاتقيادات النهضة تتمثل في سحب الثقة من الشاهد وإسقاط حكومته، وانتخاب شخصية أخرى لقيادة حكومة النهضة وقلب تونس، واقتراحها على رئيس الجمهورية، وتكوينها حكومة نهضوية-قلبية، والتصويت عليها قبل انقضاء مهلة الأربعة أشهر”.
وفي ما يلي ما دونه منصر:
“مثلما كان متوقعا في عملية احتساب السيناريوهات الممكنة أمام النهضة لتلافي حل البرلمان، فإن الخطة التي صرحت بها قيادات النهضة، والتي لم تفاجئ أحدا من المطلعين، تتمثل في سحب الثقة من الشاهد وإسقاط حكومته، وانتخاب شخصية أخرى لقيادة حكومة النهضة وقلب تونس، واقتراحها على رئيس الجمهورية، وتكوينها حكومة نهضوية-قلبية، والتصويت عليها قبل انقضاء مهلة الأربعة أشهر، وبالتالي تلافي استعمال الرئيس لحقه الدستوري في حل البرلمان.
عندما ترى تعقيدات هذا السيناريو (بغض النظر عن دستوريته من عدمها) تستطيع أن تفهم أيضا حدة الإمكانات التي يمكن أن تذهب إليها النهضة لتلافي الانتخابات السابقة لأوانها، وهذا يؤكد أن ما يقال حول عدم تخوف النهضة من الانتخابات ليس إلا كلام ليل.
لسنا هنا في وارد تفصيل تخوفات النهضة من إعادة الانتخابات، ولكن الأمور لا تبدو جيدة في أفضل التوقعات. أطالع منذ أيام آراء كل من تكلم وكتب من رجال القانون الدستوري والإداري وحتى الجزائي، ولم أجد رأيا واحدا يعتبر أن سيناريو النهضة سليم. عملية انتقاء فقرات وفصول الدستور والقفز من فصل لآخر، هي من الأفعال التي ينبه أساتذة القانون طلبتهم من ارتكابها عادة، ولكن لا بأس. في حالات كثيرة، يسمى ذلك تخطيطا للانقلاب على الدستور، وهو نفس الدستور التي تثور ثائرة الأصدقاء هناك عندما يتوجسون من اقتراب خصومهم منه. يمكن أن يكون السبب هو وجود دستور ثالث، إضافة للدستور المنشور، وذلك الذي كتب على الجدران، وهو دستور النوايا. هذا الأخير يتغير ويتمطط ويتقلص بالمواقع والأزمنة، ولا ضرورة لمن يحسن القفز البهلواني لتحويره ولا لتنقيحه.
أكاد أجزم أن القرار الجمهوري بحل البرلمان جاهز بعد، وأن بعضهم في عدة أماكن قد جعل هذا التوجه محتوما، وأن مناوراتهم، وهم يقرون أنها مناورات، لن تكون في نهاية الأمر سوى ضربة سيف في الماء. سوف أجازف بقول آخر: أن هذا القرار سيبقى سيفا مسلطا عليهم في أي مناورات قادمة، إذا ما فهموا أخيرا أن أهون الشرين هو في منح الثقة لحكومة الفخفاخ ولو لم يكونوا فيها.
هناك لحظات يجب أن تتوقف فيها الألاعيب والمناورات. هذه اللحظات تأتي عادة عندما يقرر بعض الفاعلين غلق كل الأبواب أمام الناس، ويذهب في اعتقادهم أن مصير كل شيء رهن مشيئتهم فقط. أعتقد أن هذه اللحظة قد حانت !”