جدل في تونس بعد خطاب “السيدة الأولى” عقيلة قيس سعيد
وظهرت زوجة الرئيس سعيد، في موكب رسمي لتكريم عدد من النساء بمناسبة عيد المرأة، وما أجج الجدل ولفت الانتباه إلقاؤها خطاباً رسمياً تحدثت فيه عن مكاسب الدستور الجديد واحترام حقوق المرأة وحماية مكاسبها.
وجاء خطاب شبيل قبل كلمة رئيسة الحكومة، نجلاء بودن لتستأثر بالاهتمام والانتباه من حيث بروتوكول التقديم والحضور والظهور.
واستغرب مراقبون خطاب شبيل، الأول لزوجة رئيس منذ 12 عاماً، حيث ودع التونسيون بعد الثورة خطابات السيدة الأولى وأدوارها السياسية، مع ليلى طرابلسي زوجة الرئيس السابق زين العابدين بن علي التي تعيش في منفاها في جدة منذ هروبها في 2011 عقب ثورة الياسمين.
وبعد الثورة انحصر ظهور زوجات الرؤساء السابقين في مواكب وزيارات دون أن يلقين خطابات سياسية، الشيء الذي صعّد حجم الانتقادات للرئيس سعيد الذي كان قبل توليه من أشد منتقدي المنظومة الاستبدادية ورموزها.
وتداول نشطاء تصريحات سابقة لسعيد، منددين بتناقض خطابه، منها في حوار صحافي قبل توليه الحكم، حيث قال إنه “في حال وصل إلى الرئاسة فإن عائلته (زوجته وأبناءه) ليس لهم دخل في السياسة وليس لهم مساندة خاصة لشخصه. وأن زوجته لن تكون السيدة الأولى لتونس لأن كل التونسيات هن سيدات تونس”، بحسب تعبيره وقتها.
وقال المحلل السياسي والباحث في الفلسفة السياسية المعاصرة، شكري بن عيسى، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إن “عقيلات الرؤساء في العالم يلعبن أدواراً اجتماعية وثقافية وحتى سياسية، ولكن في تونس يرتبط الأمر بذكريات سيئة للغاية وتركة ثقيلة خلفتها زوجات الرؤساء السابقين والنساء الأول، بداية من وسيلة بن عمار، زوجة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وثم ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، اللتين لعبتا أدواراً سياسية متقدمة في العلن كما في الخفاء بطرق قذرة وغير شرعية بلغت حد تقويض الدولة والمؤسسات”.
وبين أن “زوجة الرئيس سعيد، وإن كانت تختلف عن الزوجات السابقات باعتبارها متعلمة ومثقفة وقاضية درجة ثالثة، إلا أنها أصبحت تتحرك تحت رغبة أنصار سعيد في لعب دور هام ومتقدم، وبدا ذلك بوضوح في ظهورها أمس حيث تزيدت في خطابها وكانت مبجلة وذات حظوة على حساب رئيسة الحكومة”.