free page hit counter
منوعات

أسرار الزئبق الأحمر الذي يبحث عنه الكثير أماكن وجوده واستخراجه واستخدامه .. كيف بدأت قصته؟

أقاويل كثيرة عن حقيقة “الزئبق الأحمر” الذى يدعى البعض أنه يستخدم فى كشف الكنوز أسفل الأرض، ويرى آخرون أنه يستخدم فى التحنيط، كذلك ارتبطت الشائعات بينه وبين الفراعنة.

وعلى الرغم من أن الباحثين يؤكدون أنه لا يوجد ما يسمى بالزئبق الأحمر إلا أن هناك الكثير من الأحاديث التى تتعلق بأنه مادة موجودة بالفعل وتستخدم فى التنقيب عن الكنوز تحت الأرض، منها:

1- يؤكد البعض أن مادة الزئبق الأحمر تصل كثافتها إلى 23 جراما فى السنتمير مكعب.
2- يعد من المواد النادرة على سطح الأرض، ويبحث عنه الكثيرون، ومن الممكن أن يدفعوا مقابل الحصول عليها ملايين الدولارات.
3-أقاويل تؤكد أنه تم اكتشاف هذه المادة للمرة الأولى فى عام 1940، داخل أحد التوابيت التابعة للأسرة “27”.
4-يؤكد بعض المشعوذين أن الزئبق الأحمر حقيقة ويستخدم فى تسخير الجن، ويساعد الإنسان على السرقة وتحقيق الكثير من الأغراض الأخرى.
5- أما علماء الآثار فيؤكدون أنه لا وجود لما يسمى بالزئبق الأحمر المصرى، ولا علاقة له بالفراعنة من قريب أو من بعيد.

الزئبق الأحمر.. مادة غامضة يظهر الحديث عنها مع الاكتشافات الأثرية ونظريات المؤامرة، لدى الكثيرون اعتقاد عام أنها مادة خطيرة ذات قوى خارقة، مؤخرا عاد الزئبق الأحمر ضمن عمليات البحث على جوجل بعدما انتشر الحديث عنها على مواقع التواصل الاجتماعى فى أعقاب اكتشاف تابوت الإسكندرية الأسود، والذى أدعى البعض أن السوائل فى داخله كانت الزئبق الأحمر وليس مجرد مياه صرف صحي.. فما هو أصل خرافة الزئبق الأحمر ولماذا تثير كل هذا الجدل.

image

مادة لا وجود لها

كل المواقع العلمية ذات المصداقية تنكر وجود ما الزئبق الأحمر كمادة خارقة وبحسب تصريحات الدكتور وسيم السيسى لـ”اليوم السابع” فإن الزئبق الأحمر الحقيقى مجرد “أكسيد الزئبق” أى أنه مجرد زئبق تغير لونه بالأكسدة وكل ما يتوارد عن المادة ضرب من الخيال العملى والنصب ولا علاقة له بالمومياوات المصرية أو استخراجه من الذهب بل هو مجرد زئبق عادى، والمادة التى يتحدث الناس عنها لا وجود لها.

 

أول ذكر لمصطلح “الزئبق الأحمر” علميا لم يأت إلا فى عام 1979 ولم يكن له علاقة بالاكتشافات الخاصة بالمومياوات والتوابيت المصرية بل كان على سبيل حرب الدعاية بين أمريكا والاتحاد السوفيتى فى الحرب الباردة بحسب مجلة “نيو ساينتست” فى أعدادها فى فترة الثمانينات والتى كانت تتحدث عن علاقة الزئبق الأحمر بصنع أسلحة نووية.

 

أما فى الإعلام فلم يتم استخدام اسم الزئبق الأحمر إلا فى الأواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات.. وبينما كانت الشائعات الغربية تتحدث عن المادة باعتبارها سلاح يشبه القنبلة النووية أو مادة يتم استخدامها فى صنع القنبلة النووية، ولم يحدث أن ذكرت وسائل الإعلام السوفيتية أو الغربية أى شئ وسيلة استخراج المادة الخارقة الخرافية.. لكنها ظلت وسيلة تخويف متبادلة بين الجانبين.. لكن الشائعات فى العالم العربى أخذت شكلا أخر منها أن الزئبق الأحمر يتم استخدامه فى تحضير الجن.

 

والأكثر من هذا أن البعض اعتبرها حارس للمومياوات لدرجة أنه عندما تم اكتشاف التابوت والإعلان عن سائل أحمر داخله لم يتردد الكثير قبل الإعلان عن لعنة الفراعنة وأن الزئبق الأحمر سيطلقها.

 

قد تعتقد أن ضحايا خدعة الزئبق الأحمر هم مجرد أشخاص يبحثون عن تحضير الجن فى العالم العربى لكن فى الواقع الأمر يتخطى هذا على نحو عالمى.

 

فى 1994 نشرت القناة الرابعة البريطانية فيلم وثائقى يفترض أنه يكشف أسرار سوفيتية نووية باسم Trail of Red Mercury and Pocket Neutron ، ولكن الملاحظ أن الفيلم الوثائقى جاء بعد عام واحد من نشر تقرير بصحيفة “برافدا” الروسية يدعى أن مذكرات سرية تم تسريبها عن الاتحاد السوفيتى المنهار تتحدث عن أن أمريكا هى من يملك المادة الخارقة والتى يتم استخدامها فى تصنيع قنابل نووية وصواريخ توجه نفسها نحو الهدف.

 

بينما فريق من الباحثين فى معمل لوس ألاموس الوطنى قال إن كل هذه المعلومات ليست سوى عملية نصب كبرى وقعت فيها وسائل إعلام والباحثين عن الشهرة ممن روجوا للمادة غير الحقيقية باعتبارها طريق مختصر لصنع قنبلة نووية أو قنبلة ذرية وهى معلومات يسهل بيعها للباحثين عن السلاح فى السوق السوداء التى ازدهرت فى أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتى.

 

وبحسب دراسة لنشر “العلوم الذرية” فى 1997 كان هناك عروض عديدة لبيع الزئبق الأحمر فى الشرق الأوسط وكان البائع الذى تم تتبعه رجل أعمال روسى ووجد العديد من المشترين فى العديد من الدول كانوا على استعداد دفع مبالغ خيالية مقابل مادة هم أنفسهم لا يعرفون شكلها.. وكان السعر وقتها بين 100 ألف دولار و300 ألف دولار لكل كيلوجرام.

 

وكان وضع البضاعة فى صناديق وحاويات عليها العلامة الصفراء المميزة للمواد المشعة كنوع من التدليل على خطورتها لكن تمكنت الشرطة من إيقافه واتضح أن الشحنات ليست سوى زئبق عادى مع صبغة حمراء اللون، وهى بالتأكيد ليست مادة مشعة أو يمكن استخدامها فى القنابل أو غيرها.

 

ولكن فى 2015 حدث ما جعل الزئبق الأحمر يخرج من نطاق قصص الخيال العلمى والنصب ليعود للصفحات الأولى فى الجرائد وهو تحقيق صحفى من “نيويورك تايمز” يكشف أن حتى تنظيم داعش كان يعتقد أن المادة حقيقية وكان يبحث عن وسيلة امتلاك الزئبق الأحمر لصناعة السلاح.

 

وبحسب التحقيق فإن أحد المخبرين ويدعى أبو عمر كان يعمل لصالح عدة مجموعات إرهابية فى سوريا منها داعش، ولم يكن لديه مانع من أن يكشف للصحيفة أنه يعمل كوسيط لجلب أسلحة وأموال لداعش وأن قيادات فى التنظيم الإرهابى أعلنوا استعدادهم لدفع 5.5 مليون دولار مقابل كل وحدة من الزئبق الأحمر يكون شكلها مثل الصور التى أرسلوها لأبو عمر فى رسالة على واتساب.

 

وعندما شاهد مراسلى نيويورك تايمز الصور اتضح أنها مأخوذة من على الإنترنت وبعضها كان فى تقرير لوكالة جيهان التركية التى كانت نشرت خبرا عن قدرات غير معقولة للزئبق الأحمر بدون أى مصادر.

 

وحاول المراسل شرح أن الأمر كله عملية نصب ولا يوجد شئ اسمه الزئبق الأحمر لكن أبو عمر ظل متأكدا من وجود المادة الخرافية.

 

حملة ضد الزئبق الأحمر

الحديث عن الزئبق الأحمر وكثرة عمليات النصب التى حدثت بسببه جعلت الكثيرون يحاولون الوقوف ضد هذه الشائعات عبر حملة Campaign against Red Mercury أو “الحملة ضد الزئبق الأحمر” والتى أنشأت موقع إلكترونى يوثق الحوادث التاريخية التى تم الترويج فيها للزئبق الأحمر سواء كمنشط جنسي أو وسيلة لتحضير الجن أو سلاح نووى.

 

ويقول مؤسس الحملة مايكل بي مور، إنه أنشأ الحملة بعدما كتب فى عدة مناسبات عن أشخاص تعرضوا للقتل فى محاولة استخراج الزئبق الأحمر من مناجم والبعض كان يبحث عنه فى مواد متفجرة وكل هذا حدث فى أفريقيا عندما كان يعمل كصحفى بها.

 

وقال فى الموقع “الزئبق الأحمر لا وجود له والكثير من الأبرياء عانوا بسبب هذه الخدعة”.

 

وأكد أن هدف الحملة ليس مجرد إعلان على الإنترنت أو توثيق لحوادث النصب والمآسى الخاصة بالخدعة بل أيضا لتقدين نصائح حول كيفية الرد على هذه الخدعة وما يجب أن يقوم به الفرد إذا عرض عليه أحدهم شراء أى مادة قيل أنها الزئبق الأحمر

image

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى