وظيفة التمثيل في السياسة والادارة/ الفة الحامدي وشركة الخطوط التونسية..

وظيفة التمثيل في السياسة والادارة/ الفة الحامدي وشركة الخطوط التونسية..
وقفت على كرسي… كي تصعد الى أعلى.. وترتفع فوق الرقاب.. كمثل فعل الامام الخطيب… في رمزية المنبر.. هي في الأعلى وهم في الأسفل.. تشرئب اليها الاعناق…
لبست سوادا… ورفعت عقيرتها، صارخة، سادرة…
ذلك السواد لون اختارته بعناية.. انه لون الحزن… والأسى.. وهو لون يتناسب مع بشرتها القمحية… وشعرها الاغنج…

تحركت بيديها، والتفتت يمنة ويسرة… رفعت صوتها، وخفتته… تكلمت بلهج قفصية في الجنوب الغربي لتونس… وأرفقتها بجمل من لغة ومصطلحات فرنسية.. كي تستدل على تكوينها العلمي في ما يشبه التثاقف… او التظاهر بالثقافة كمنزلة اجتماعية..

الفة الحامدي وبقطع النظر عن مسألة الكفاءة والاختصاص. تجيد المسرح وفن التمثيل والاثارة وجلب الانظار..
وكانت تحتاج الى منجز ما… اي شيء…

لكن ماذا قالت..؟؟؟

واضح انها كلفت من كلفت بتصوير خطبتها… ثم ترويجها في شبكات التواصل الاجتماعي…. من اجل جلب الانظار اليها.. ومن اجل تحقيق وظيفة اعلامية اشهارية دعائية.. لشخصها هي..
وهي التي ظهرت دعائيا في فضاء الفيس بوك..

لكن مضمون القول.. مثير للانتباه…
الملفوظ فضفاض… لن يمكن فعليا من انقاذ المؤسسة.. لانه محض كلام… والكلام يموت حين يقال…
ما معنى انها استدعت رؤساء أكبر الشركات الجوية العالمية الى مكتبها. للاجتماع بها…؟
هل سياتون اليها فعلا.. ؟؟
هل يسمعون باسمه اصلا..؟؟
هل هذا القول كذب وزفزفة…
ام هو حقيقة… لان رؤساء كبرى شركات الطيران سوف يستجيبون لطلب هذه العالمة الباحثة النحريرة..

ألفة الحامدي تؤكد انها شخصية وكفاءة معلومة ومشهورة لدى كبرى الشركات العالمية وانها حققت انجازات ومشاريع..
أين..؟ لسنا نعلم اين.. ؟؟

لكنها تطالب اعوان واطارات شركة الخطوط التونسية بالنهوض والتضحية لانقاذ المؤسسة.. هذا جيد..
لقد طالبتهم بان بكونوا رجالا..
بالرجولية… والرجولة مصطلح شرقي يعنى المروءة وجماع القيم النبيلة والفاضلة كالصدق والامانة والشجاعة.. هو خطاب أخلاقي وقيمي بالاساس..

وهي تطالب بتخصيص مأوى للسيارات، لها ولضيوفها…
وتطالب النقابات بالكف عن المطلبية… وبالكف عن التدخين اثناء الاعتصامات..
هنا يصبح التدخين مسرحة للموقف… فيه سخرية وهزل… ونقد لاذع.. وترذيل لما هو نقابي..

لكن انقاذ المؤسسة يتطلب اصلاحات هيكلية بدءا من تسريح جزء من العمال تسريحا حافظا للحقوق.. وانتهاء بضخ اموال لمساعدة الشركة على ترميم ذاتها…
عدا ذلك فان المسرح والتمثيل في السياسة قصير حبله، وطيء حمله..
قريبا ستنجز السيدة الفة مسرحية تمثيل جديدة… لانها تحتاج الى ذلك…. بيد ان الشركة تحتاج الى اموال ضخمة للانقاذ..
والا فهو الخراب..

المعز الحاج منصور
شبكة المدونين الاحرار

Exit mobile version