free page hit counter
اخبار محلية

وثيقة سرية تكشف العلاقات بين السفارة الأمريكية وحركة النهضة

نشر موقع “صواب” مقالا تحت عنوان”وثيقة سرية: كيف بدأت العلاقات بين السفارة الأمريكية وحركة النهضة؟” وقد كشف فيه عن بداية العلاقة بين حركة النهضة و السفارة الامريكية مستندا الى وثيقة وصفها بالسرية وفيمايلي المقال كما ورد في موقغه:

“في 3 سبتمبر 2006، أرسل القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بتونس، ديفيد بالارد، برقية سرية إلى رؤسائه في العاصمة واشنطن، تحمل الرقم (06TUNIS2155_a)، وتحت عنوان “الإسلاميون المعتدلون يبحثون عن حوار معنا حول الإصلاح الديمقراطي”. تكشف الوثيقة السرية التي نشرها موقع ويكيليكس، عن كيف بدأت الاتصالات بين السفارة الأمريكية وحركة النهضة في صيف العام 2006، خلال “حرب تموز”، التي شنتها إسرائيل ضد لبنان.

وتكشف الوثيقة عن أن الاتصالات الجديدة هي استئناف لعلاقات سابقة بين السفارة الأمريكية، في تونس والحركة الإسلامية، قد بدأت في بداية ثمانينات القرن الماضي، وتعطلت بعد خروج الحركة من ساحة النشاط بداية التسعينات. وطلب قياديو الحركة من موظفي السفارة خلال اللقاء السري الذي أشرف على تنظيمه الإسلامي رضوان المصمودي، رئيس مركز الإسلام والديمقراطية في واشنطن، والذي وصفه بالارد بأنه “عنصر اتصال للسفارة في تونس منذ وقت طويل” طالبوا بــ: “زيارة السفير لقيادي اسلامي ممنوع من السفر خارج مدينة سوسة (حمادي الجبالي)، وإدراج الإسلاميين المعتدلين في قوائم ضيوف السفارة وزيارات الولايات المتحدة”. وفي ما يلي النص الكامل للوثيقة:

                                                                   ***

الملخص:

في اجتماع عقده في تونس رضوان المصمودي، رئيس مركز الإسلام والديمقراطية، والذي يتخذ من واشنطن مقراً له – والعديد من الذين وصفوا أنفسهم بالإسلاميين المعتدلين، بما فيهم عضو مؤسس في حزب حركة النهضة الإسلامي المحظور-طلبوا من ممثلي السفارة (الأمريكية)”إعادة فتح الحوار، الذي حسب رأيهم قد تعطل بعد الاضطهاد التي تعرضت لها النهضة في أوائل التسعينات. ورغم اعتراف المشاركين في الاجتماع ”بالاختلافات الكبيرة بين حكومة الولايات المتحدة والإسلاميين التونسيين، خاصة في ما يتعلق بالحرب الأخيرة في لبنان والحرب في العراق، فقد شددوا على مجالات المصالح المشتركة، وعلى ضرورة التركيز على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في تونس. وقدمت المجموعة تأكيداتها، بأنها وجميع المنظمات التي تمثلها، تعارض استخدام العنف.
الخطاب المعتدل للإسلاميين

في 15 أوت (2006) التقى كل من بول واكانكونز وبولوف (موظفون في القسم السياسي بالسفارة الأمريكية في تونس) بالإسلاميين التونسيين المعتدلين كما يصفون أنفسهم، بمن فيهم سعيدة العكرمي من الجمعية الدولية لمساندة السجناء السياسيين، صلاح الدين الجورشي، الصحفي والناشط في المجتمع المدني، الذي كان سابقاً عضواً في حركة النهضة، وقال إنه انشق عن الحزب بسبب عدد من الاختلافات الإيديولوجية وأصبح عضوا في مجموعة الإسلاميين التقدميين، المُنحلة الأن، وزياد الدولاتلي، أحد مؤسسي حركة النهضة، الذي أطلق سراحه في عام 2004 من السجن، بعد أن قضى فيه 15 عاماً، أكثر من نصفها في الحبس الانفرادي. وقد رتب الاجتماع رضوان المصمودي، وهو أمريكي تونسي، يعيش في الولايات المتحدة ويرأس مركز دراسات الإسلام والديمقراطية، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له. والمصمودي هو عنصر اتصال بالسفارة منذ فترة طويلة، ومستفيد من مبادرة “الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية (MEPI).
وقد أوضح الإسلاميون الذين شاركوا في هذا الاجتماع، أنهم كانوا يسعون إلى لقاء مسؤولي السفارة ” لإعادة فتح الحوار”، مع التركيز على المجالات ذات الاهتمام المشترك، كما أعربوا عن أنهم يتابعون هذا الحوار “على الرغم من الاختلافات الكبيرة بشأن السياسة الأمريكية في المنطقة” لاسيما في ما يتعلق بالحرب الأخيرة في لبنان والحرب في العراق، ولكن أيضاً في ما يتعلق بدعم الولايات المتحدة الواضح للأنظمة “القمعية” في الشرق الأوسط، وزعموا أن علاقاتهم القوية سابقاً مع السفارة، والتي تضمنت في منتصف الثمانينات من القرن الماضي حوارات مع أعضاء الكونغرس الزائرين، قد تعطلت بعد اضطهاد الحكومة التونسية للنهضة في أوائل التسعينات. كما أكدوا بأنهم، يعارضون استخدام العنف.
تونس كنموذج للديمقراطية

منتقداً العديد من آرائنا، قال زياد الدولاتلي، إن تونس يمكن أن تكون نموذجاً للإصلاح الديمقراطي في الشرق الأوسط، وقال إنه نتيجة لطبيعتها المتجانسة، فإن البيئة في تونس ستكون أكثر تقبلاً للديمقراطية من أي دولة عربية أخرى. وقد أشار إلى أن تونس ليس لها طوائف مختلفة ”نحن جميعاً سنة وكلنا نتبع المذهب المالكي” علاوة على ذلك، إنه لا توج اختلافات كبيرة بين النخب المثقفة في البلاد، سواءً كانوا علمانيين أو إسلاميين ”نحن جميعاً من خريجي مدرسة بورقيبة، التي ترتكز على القيم الأوروبية للديمقراطية وحقوق الإنسان”. مشيراً إلى أن القول بأن تونس “هي 90 في المئة من العلمانيين، عامل مشجع في ما يتعلق بأفاق تطوير ديمقراطية حقيقية”.
تعليق: إن المفارقة في هذا التصريح الأخير، الصادر عن إسلامي، لم تمر مرور الكرام عن الزميل أنبوف (ديبلوماسي أمريكي)، لكن إذ كانت مسجلة مع محاورينا، فإنهم لن يسمحوا لها بالظهور. كان هذا واضحاً أكثر، عندما ادعى الدولاتلي أنه على الرغم من عدم وجود النهضة كمنظمة ناشطة في تونس، إلا أنها لا تزال تتمتع بدعم واسع في جميع أنحاء البلاد، وفازت بنسبة 60 في المئة من الأصوات عندما خاضت الانتخابات عام 1989. في حين أن معظم المراقبين يقدرون أن النسبة الحقيقية تتراوح بين 15 و30 في المئة.

وفي ما يتعلق بتصوراتهم حول مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، صرح المشاركون التونسيون في الاجتماع، أن الولايات المتحدة، بحاجة إلى إعادة بناء الثقة والمصداقية في الشرق الأوسط، خاصة بعد ابداء موافقتها على الهجمات الإسرائيلية على مدنيين لبنانيين. “بالنسبة لأولئك الذين يؤمنون مثلنا بالديمقراطية، فإن مشاهدة الأحداث التي اندلعت في لبنان الشهر الماضي، كانت نوعاً من التعذيب”. وبالنظر إلى ما أسموه الضرر الذي لحق بصورة الولايات المتحدة في المنطقة، فقد ادعوا بأن الحكومة الأمريكية “بحاجة إلى نموذج ناجح للديمقراطية في الشرق”.
وقال زياد الدولاتلي – مفترضاً أن حكومة الولايات المتحدة قد خططت في البداية أن يخدم العراق هذا الغرض – أن تونس ستكون نموذجاً أكثر ملائمة، بالنظر إلى أن العالم العربي يميل إلى مساواة حملة أمريكا من أجل الديمقراطية بالعنف وعدم الاستقرار في العراق، والذي لا تجعله مقترحاً مغرياً في الشارع العربي. علاوة على ذلك، قال إنه من مصلحة الجميع أن يكون هناك بديل للظاهرة “البن-لادنية” (نسبة لأسامة بن لادن)، وفي ظل عدم وجود مساحة ديمقراطية تسمح بأي نوع من أنواع البدائل ينجذب الجيل الشاب بشكل متزايد إلى الجماعات الجهادية مثل القاعدة “حتى في تونس”.
إضافة إلى السعي لإعادة العلاقات مع السفارة، طلبت المجموعة من حكومة الولايات المتحدة الدعم في المجالات التالية:
دعم مناصري حقوق الإنسان (في هذا السياق أعربوا عن تقديرهم للولايات المتحدة لأنها كانت أول دولة تتحدث نيابة عن المظربين عن الطعام في حركة 18 أكتوبر).
الدعوة إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين.
الدعوة إلى إطلاق حرية التنقل لعدد من القيادات الإسلامية المعتدلة، الذين حرموا من جوازات السفر (في بعض الحالات تتم معاقبة أفراد من الأسرة أيضاً).
زيارة أحد هؤلاء الإسلاميين المعتدلين الممنوع من السفر خارج مدينة سوسة (حمادي الجبالي)
إدراج الإسلاميين المعتدلين في قوائم ضيوف السفارة وزيارات الولايات المتحدة
تعليق:

كما أبلغنا محاورين في هذا الاجتماع، فإنه قد سرنا بأنهم قد أخذوا المبادرة للوصول إلينا، على الرغم من أن هذا كان أول تعامل رسمي للسفرة الأمريكية مع ما يعرف بالإسلاميين المعتدلين. فقد التقينا مع الجورشي والعكرمي، كما كان رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، التي تعمل لصالحها العكرمي، ضيفاً في حفل استقبال السفارة في 4 جويلية 2006. بالإضافة إلى ذلك كان لدينا في كثير من الأحيان اتصالات مع أطراف سياسية مماثلة مثل ممثلي حركة 18 أكتوبر.
وكذلك في اجتماعنا في 17 أوت مع نشطاء المجتمع المدني التونسي، عبر المشاركون بوضوح عن استعدادهم لإيجاد أرضية مشتركة، على الرغم من مواقفهم القوية من الأحداث الأخيرة في لبنان والعراق، ونحن نتفق مع وجهة نظرهم بأن تونس لديها القدرة بأن تكون نموذجاً ايجابياً للإصلاح الديمقراطي في المنطقة. بالنظر إلى خبرتنا في محاولة تشجيع هذه العملية، من خلال مجموعة متنوعة من السياسات والبرامج، فنحن أقل تفاؤلاً من محاورينا، حول احتمالات النجاح على المدى القريب، وسيستمر المركز (الإسلام والديمقراطية) في البحث عن الفرص المناسبة لإشراك الإسلاميين المعتدلين الساعين للتواصل معنا، مع مراعاة حساسية الحكومة التونسية (لا أحد من محاورينا لديه شاكل قانونية في نظر الحكومة التونسية لكن جميعهم مشتبه بهم). ونحن ندرك أيضاً الدوافع السياسية الواضحة لمحاورينا الإسلاميين، بالنظر إلى الدولاتلي ادعى أن 60 في المئة من التونسيين صوتوا لصالح حزب النهضة عام 1989.

image

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!