هل ظلم الشعب التونسي الرئيس قيس سعيد؟ ام ان الاخشيدي ظلمته مصيدة المقيم العام؟
بقلم المدون التونسي محمد الهمامي
بعد الخطاب المقتضب للرئيس قيس سعيد الذي شهدته ولاية قبلي بمناسبة تدشين المستشفى المتنقل هدية قطرزمن الجائحة لتونس اولجرحى حرب الاستنزاف في ليبيا الشقيقة وجب علينا استدعاء ادبيات مدرسة علم النفس التحليلي لنفهم شخصية الاخشيدي الذي مازال يراه قسم من الشعب التونسي ملاكا يتجول في عالم مثل افلاطوني ملتحفا بدستوريظهر انه لا ينفع الا في اروقة الجامعة و قسم آخر صب عليه جام غضبه لان قوله وعرلالال1له لا يتوافقان و يتهمونه باشعال نار الفتنة و الفوضى و رمي الكرة للشعب ليتحمل مصيره امام من انتخبهم .
و بين هذا و ذاك نسي غالبية الشعب التونسي الذي جعلوه مختبر تجارب على كل المستويات النفسية و الاجتماعية والثقافية والاقصادية و السياسية و الامنية و طبقوا عليه المثل الشهير اعلاميا { كلمة الصباح و كلمة العشية تصبح المسلمة يهودية} مع خلق فزاعات طيلة 9 سنوات تراوحت بين الارهاب و حرق البلاد و الاراضي الفلاحية و المصانع وافلاس تونس المنتظراكلتها جائحة كورونا التي اوقفت الساعة الزمنية الحضارية لبلد 12 مليون ساكن صرة العالم جغرافيا و في هذا السياق و بعد 7 حكومات و بعد ثورة افتراضية في شبكات التواصل الاجتماعي برز المخلص حسب شباب تونس المقدر ب 3 ملايين تقريبا الذي راهن علىه كل من طلق و كفر بالساسة و السياسييين و احزابهم و ايديولوجياتهم .
تركيبة كيمائيية نفسية تعتمد على بروز اللاوعي ليتجسد في الواقع تقريبا تختزل هاته التغريدة غالبية شباب تونس الذي خط تاريخه على جدران المنازل و المدارس و الملاعب ليصدح باعلى صوته لا للفساد و المفسدين لكنه تناسى ان تونس تعيش تجربة برلمانية ناشئة شعارها تقسيم السلط حتى لا تعود الدكتاتورية و قد اخطؤوا جميعا بالهالة الاعلامية التاريخية التي رافقت انتصار الرئيس قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية الفارطة التي اوهمتهم ان الاصلاح سيكون وليد ليلة و ضحاها متناسين انهم اما رئيس وزراء يحمل الجنسية الفرسنية له صلاحيات اكبر من الرئيس زاد في قولبتها بعد التفويض المؤقت الممنوح من البرلمان و تماهى و راوح كل مقارباته مع فلسفة المقيم العام السفير الفرنسي الحالي في حماية النخبة الصدئة و الفتيان الذهبيين التي راهنت عليهم فرنسا اعلاميا او اقتصاديا او سياسيا او ثقافيا للمحافظة على مصالحها و احترام اتيكات و برتوكولات الشكلية للنضام البرلماني التونسي في تجربته الناشئة.
و المتامل في خطابات الرئيس قيس سعيد المتكررة التي ناشد فيها الشعب ان يتحرك تدل كلها ان الاخشيدي وقع في المصيدة و اصبح لا حول و لا قوة له خاصة انه عاجز عن تفعيل حل البرلمان لان فرنسا ترفض هذا المقترح و تريد استقرار يخدم مصالحها رغم نفورها من تجربة الاسلام السياسي المشارك في الحكم و اعني النهضة .
و تبدو هاته اللخبطة السياسية التي وقع فيها الشعب التونسي بكل شقوقه الاسلامية و اليسارية و العروبية و الليبرالية و النوفمبرية انها ستتواصل لانهم الفوا منذ عشرات السنين ان يكون للشسفينة ربان واحد اما اليوم الجميع يحكم من رجال اعمال و مهربين وبارونات المخدرات و السلاح و قسم من الامن الفاسد التابع للحقبة النوفمبرية و سفارات اجنبية و بالطبع المقيم العام بالشراكة مع الساسة الذين فقدوا مصداقيتهم مع استثناءات قليلة تجاه الشعب.
الاكيد ان هذا الوضع لن يتواصل بعد ان تخف وطئة الجائحة التي غيرت البوصلة العقلية للشعب التونسي و خفضت من سقف مطلبيته اما الرئيس قيس سعيد فله فرصة ان يبقى فارس شباب تونس في مخيالهم الجمعي لو تجرا و قدم استقالته و صارح الشعب اكثر من اللمز و الهمزو الترميز دون ذكر اسماء الفاسدين و خلط الخارطة السياسية و قلبها على الجميع.
شخصيا ارى ان تونس ليست مستعدة لسيناريوهات هتشكوكية ثورية لانها في حاجة للاستقرار و البحث عن حلول لا من جيوب المتقاعدين و الموظفين و عامة الشعب الذي اصبح يقتات جزء منه من القمامة و لا من مضاعفة القروض الدولية و لتهراة الاقتصاد و الاجيال القادمة بل بانتشار ثقافة التاميم لرجال الاعمال الفاسدين و لكل ثروات البلاد الباطنية منذ حقبة الاستعمار و اعلم علم اليقين ان هذا الحل لا يستقيم بثقافة الصندوق الانتخابي بل ربما ستفرزه تصاريف الاقدار لو برز عصفور نادر ينجح في ما تمناه الاخشيدي من برنامج و احلام طوباوية اما العكس ستبقى بلادنا تونس الخضراء مقبرة دون ابواب شعبهايولول و ينبر و ينقد في الفايسبوك و ساستها تنفذ ما يامرون لهم سادة العالم مصلحوه و مفسدوه { الماسونية } و هذا ما يسمى في مادة العلاقات الدولية بالديموقراطية البورجوازية….