نظرية ”البحث عن العصفور النادر” …حتى يتحوّل الخصوم إلى”خطّاب على باب مونبليزير”

طارق عمراني

في حواره مع الإعلامي توفيق مجيد في برنامج ” تونس باريس” على قناة فرانس 24 قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في إطار إجابته عن مرشح حركة النهضة للرئاسية بأن حركته مازالت تبحث عن العصفور النادر…تصريح ملأ الدنيا و شغل الناس و أثث صفحات التواصل الإجتماعي و المنابر الإذاعية و أثار الجدل كما جرت العادة بعد كل تصريح لشيخ حركة النهضة أحد أكبر الفاعلين في المشهد السياسي التونسي إذا لم يكن أكبرهم

هذا التصريح فتح مرحلة جديدة في تأويل التعاطي مع مسألة مرشح النهضة المدعوم من مونبليزير حيث تتالت التسريبات في المرحلة الأخيرة عن هوية هذه الشخصية بين من اعتبر ان النهضة ستدعم رئيس الحكومة يوسف الشاهد و آخر رجح فرضية الدعم لكمال مرجان و رواية أخرى أطنبت في الخيال بالإشارة إلى نبيل القروي علاوة على رواية الإعلامي لطفي لعماري الذي تبنى فكرة دعم حركة النهضة غير المباشر لقيس سعيد بعد أن أحترقت ورقة المنصف المرزوقي حسب تعبيره مضيفا أن النهضة قد اخترقت مؤسسات سبر الأراء و تحديد سيغما كونساي بعد أن تصدر أستاذ القانون الدستوري لآخر دراسة نوايا التصويت في الإنتخابات الرئاسية
غير أنه و من المؤكد أن حركة النهضة و التي تتعامل بحذر مع موضوع “الرئاسية ” لن تفصل في دعمها لأي مرشح على الأقل في المدى القصير و ذلك على أعتبار أن المشهد السياسي مازال غامضا خاصة بعد تغيير الخارطة السياسية و تشتتها بحيث أصبحت أرخبيلية و غير قابلة للتنبؤ و هو ما أشار إليه عديد المراقبين و أخرهم حسن الزرقوني في حواره الأخير مع مراسل صحيفة لوبوان الفرنسية بنوا دالما حيث أعتبر الزرقوني أن تونس قادمة على ” زلزال سياسي ” مع صعود صاروخي لبعض الأحزاب و الشخصيات الشعبوية خاصة أن تونس تعرف اليوم خيبة أمل من الطبقة السياسية و موجة من النوستالجيا للنظام السابق .
تصريح الغنوشي و عصفوره النادر يفتح الباب أمام التأويل و يؤكد أن حركة النهضة تسعى إلى إمتصاص حملة الشيطنة التي تقودها عديد الأحزاب و الشخصيات السياسية ضدها و لعل هذا التكتيك يمكن أن يلجم عديد الأصوات و يجعلها تفكر طويلا قبل كل تصريح و ربما تجعلها تعيد النظر في مواقفها على إعتبار أن أبواب مونبليزير لازالة مفتوحة أمام كل “الخطاب ”
حركة النهضة لن تفصل في مرشحها الذي ستدعمه في الرئاسية إلا بعد الإنتخابات التشريعية و هو ما سيجعل من هذا الصيف موسما لكل العصافير المحلقة على أسوار مونبليزير

Exit mobile version