موقع المونيتور الأمريكي يكشف عن مخطّط حفتر لزعزعة الإستقرار في تونس قبل الإنتخابات و الدور الإماراتي فيه
تحدث عن التأثير المباشر الذي تمثله الحرب التي يخوضها المشير خليفة حفتر في ليبيا على تونس حيث قامت الأجهزة الأمنية التونسية بمدينة بنقردان بحجز سيارة كانت تحاول دخول الأراضي الليبية و بداخلها مبلغ كبير من العملة الصعبة، كما أعلنت وزارة الداخلية التونسية بداية هذا الشهر عن قضائها على 3 من أخطر عناصر تنظيم “جند الخلافة” في مدينة بن عون بسيدي بوزيد في عملية إستباقية ناجحة، كما أعلنت تونس في شهر أفريل عن إيقافها للخبير الأممي المنصف قرطاس.
و اعتبر المقال أن هذه الحوادث المنفصلة تقدم الدلائل على كيفية تأثير العنف المتصاعد في ليبيا على تونس حيث أن تونس و لاشك مستهدفة من الحرب التي أعلنها أمير الحرب خليفة حفتر على العاصمة الليبية طرابلس، و أردف موقع المونيتور بأن دبلوماسيين غربيين تحدثوا له شرط عدم نشر هوياتهم أن الأموال التي تم إيقافها في المعبر الحدودي براس جدير هي أموال كانت متجهة لإحدى الفصائل الليبية المتناحرة، كما أن هناك تكهنات كبيرة وواسعة النطاق تؤكد أن الخبير الأممي المنصف قرطاس موقوف في تونس بضغط إماراتي فلا يخفى على أحد دعم الدولة الخليجية الغنية لميليشيات خليفة حفتر.
وأردف المقال بأن التصريحات التونسية الرسمية حول ليبيا تبقى حذرة و هادئة إذ اعتبر ماكس غاليان المحلل السياسي المختص في الشأن المغاربي بأن هذه الإستراتيجية الإتصالية معقولة و مفهومة بالنظر إلى حساسية الوضع في ليبيا التي تمثل العمق الإستراتيجي لتونس و حديقتها الخلفية كما أن تونس الديمقراطية العربية الوحيدة لن تكون في مأمن من الإضطرابات الإقليمة و تآمر بعض الإمبريالات الصاعدة عليها على غرار الإمارات التي تحاول التضييق على حركة النهضة الإسلامية أكبر قوة سياسية مهيكلة في تونس
ويقول يوسف الشريف،المحلل السياسي الذي كتب بشكل مكثف عن ليبيا وتونس، “إذا فاز حفتر، فسيواجه تمردًا طويل الأمد في ليبيا، ستحاول العديد من الجماعات المتطرفة التي تتطور في منطقة الساحل زعزعة نظامه”، وفي الوقت نفسه، “سيكون حفتر متوجسا من تونس إذا بقيت ديمقراطية، لأن العديد من أعدائه سيهربون إليها و سيمثلون خطرا عليه”.
وقال الشريف إن حفتر “سيحاول زعزعة استقرار تونس وإضعافها ” خاصة إذا مافازت حركة النهضة في الإنتخابات المقبلة و بالتالي فهناك سعي محموم لزرع بذور الفوضى قبل الإنتخابات التي تعرفها تونس نهاية السنة، كما أشارت آمي هاوثورن، مديرة الأبحاث في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، وهي مؤسسة فكرية مقرها واشنطن العاصمة، إلى قلق كبير آخر “إن احتمال أن يتحول الليبيون النازحون بسبب حملة حفتر نحو الحدود قد يمثل عبئًا جديدًا على الدولة التونسية، التي استضافت بالفعل ما بين 600000 ومليون لاجئ ليبي منذ عام 2011”.
الخطر الأكبر، مع ذلك، هو أن الإرهابيين سيستغلون الوضع ويضعون موطئ قدمهم في تونس، قال مارك بيريني، سفير الاتحاد الأوروبي السابق في تونس وباحث في جامعة كارنيغي أوروبا، للمونيتور “إذا كان النجاح العسكري لحفتر قد جاء بثمن عنف هائل، فقد يؤدي أيضا إلى موجة من اللاجئين نحو تونس، و كما رأينا في سوريا، فإنه من السهل على الإرهابيين الإندساس بينهم، وسيشمل ذلك العديد من التونسيين الذين انضموا إلى تنظيم الدولة، ويعتقد أن بعضهم عادوا من سوريا إلى ليبيا مع سقوط التنظيم في سوريا”، و إستشهد المقال بالتصريح الذي وصفته بالغريب الذي أدلى به المشير خليفة حفتر لقناة فرانس 24 أنه قام بإطلاق سراح الإرهابيين و أجبرهم على إجتياز الحدود نحو تونس كما يجدر التنويه بأن خليفة حفتر يعتمد في جبهاته الأمامية العسكرية على الكتائب السلفية الشرسة، و أعتبر شاران غريوال و هو زميل ما بعد الدكتورا في معهد بروكينغز للدراسات بأن تقدم خليفة حفتر يشكل تهديدا مباشرا لتونس و قد يؤدي ذلك إلى تبعات عنيفة و تدفق كارثي للاجئين و عدم الإستقرار