انقطاع واسع للمياه هذا المساء بسبب عطب طارئ…

وأوضحت الصوناد أنّ العطب المذكور تسبب في انقطاع فعلي للتزويد انطلاقا من الساعة الخامسة مساءً، مع
تراجع الضغط بصفة تدريجية قبل الانقطاع التام في بعض النقاط العالية، مؤكدة في المقابل أنّ الفرق
الفنية تدخلت على عين المكان للشروع في أشغال الإصلاح والمحافظة قدر الإمكان على استمرارية الشبكة
في المناطق غير المعنية مباشرة بالعطب.

تفاصيل العطب وأثره على السكان

بحسب المعطيات الأولية، يتمثل العطب في تسرّب هام على مستوى القناة الرئيسية ذات القطـر
500 مم، ما استوجب إيقاف الضخ نحو خزانات باحة المدينة مؤقتًا، حتى تتمكن فرق الصيانة من التدخل
بأريحية وتأمين محيط الأشغال حفاظًا على سلامة الأعوان والسكان على حدّ سواء.

هذا التوقف في الضخ ينعكس مباشرة على مستوى الامتلاء داخل الخزانات، وبالتالي على قدرة
الشبكة على تأمين الضغط الكافي في الحنفيات المنزلية، خاصة في العمارات والمناطق العالية
الارتفاع. ومن المنتظر أن يشعر السكان في الساعات الأولى من العطب بانخفاض ملحوظ في
الضغط، يليه انقطاع شبه تام في ضوء تراجع ما تبقى من مخزون في الخزانات.

ويشمل الاضطراب أساسا الأحياء الواقعة ضمن مجال تزويد خزانات باحة المدينة، مع اختلاف
درجة التأثير من حيّ إلى آخر تبعًا لطبيعة الشبكة واستهلاك كل منطقة، في حين تظل بعض
الأحياء المجاورة أقل تأثرًا بحكم ارتباطها بقنوات أو خزانات أخرى ثانوية.

متى تُستأنف خدمة التزويد بالماء؟

أشارت الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه إلى أنّ الفرق الفنية شرعت فعلًا في عمليات
الإصلاح منذ الإعلان عن العطب، وأنها تعمل بنسق حثيث للانتهاء من الأشغال في أقرب الآجال الممكنة.
ووفق التقديرات الأولية، من المنتظر أن يُستأنف التزويد تدريجيًا بداية من منتصف الليل، مع إمكانية
تواصل الاضطراب في الساعات الأولى من الصباح في بعض النقاط البعيدة أو المرتفعة.

كما نبّهت الصوناد إلى أنّ العودة إلى النسق العادي للتزويد قد تستغرق بعض الوقت بعد إعادة تشغيل
القناة، إذ يتطلب الأمر تعبئة تدريجية للخزانات وإعادة التوازن إلى الضغط داخل الشبكة. وبالتالي، يمكن
أن تتفاوت آجال رجوع المياه بين حي وآخر، حتى وإن تم الإعلان رسميًا عن نهاية الأشغال.

في هذا السياق، توصي الشركة المتساكنين بترشيد الاستهلاك مباشرة بعد عودة التزويد، وعدم استنزاف
الشبكة في الساعات الأولى عبر الاستعمال المكثف أو ملء الخزانات بسرعة، حتى يتمكن جميع المتساكنين
من الاستفادة من المياه في ظروف مريحة.

نصائح للأهالي خلال فترة الانقطاع

أمام هذا الانقطاع الاضطراري، ينصح الخبراء والأطراف الفنية المتساكنين باتخاذ جملة من الاحتياطات
البسيطة التي من شأنها التخفيف من تداعيات الوضع إلى حين عودة التزويد بصفة طبيعية، ومن أبرز هذه
النصائح:

– استعمال المخزون المتوفر من المياه بشكل عقلاني، وتخصيص الأولوية للشرب والطهي والنظافة
الأساسية فقط، مع تجنب الاستعمالات الثانوية مثل غسل السيارات أو تنظيف المساحات الخارجية.
– تجنب تخزين المياه في أوعية غير ملائمة أو مكشوفة، حرصًا على السلامة الصحية ومنع تلوث المياه أو
اختلاطها بالشوائب، خاصة في المنازل التي تضم أطفالًا أو مسنين.
– في حال اقتناء مياه معبأة، يُستحسن التثبت من مصدرها وتاريخ صلوحيتها، وإبعادها عن مصادر الحرارة
المباشرة أو أشعة الشمس.

كما يُنصح أصحاب الأنشطة الاقتصادية الصغيرة في المنطقة، مثل المقاهي والمطاعم ومحلات الخدمات، بإعلام
حرفائهم مبكرًا بأي تغييرات ظرفية في أوقات العمل أو نوعية الخدمات، تفاديًا لسوء الفهم، وبما يضمن
احترام شروط النظافة والصحة العمومية طيلة فترة الانقطاع.

كيف تتعامل الصوناد مع مثل هذه الأعطاب؟

عادة ما تعتمد الصوناد إجراءات تقنية دقيقة في التعامل مع الأعطاب الكبرى على القنوات الرئيسية،
تبدأ بعزل الجزء المتضرر من الشبكة وتأمين التدفق نحو بقية المناطق، ثم تحديد موقع العطب بدقة
عبر فرق ميدانية مختصة. بعدها يتم تفريغ الجزء المتضرر من المياه قبل الشروع في أشغال القص
والتعويض والتركيب، ثم إعادة الاختبار التدريجي قبل إعادة الضخ بصفة عادية.

هذه العمليات تتطلب في بعض الأحيان وقتًا أطول من المتوقع، خاصة عندما يتعلق الأمر بقنوات مدفونة
في مناطق عمرانية مكتظة أو في مسالك طرقات رئيسية تستوجب تنسيقًا مع السلطات المحلية لتنظيم
حركة المرور وضمان سلامة مستعملي الطريق أثناء الأشغال.

ورغم ما تسببه هذه الانقطاعات من إزعاج للأهالي، فإنها تظلّ ضرورية لحماية الشبكة على المدى البعيد
والحدّ من التسربات والهدر في المياه، خصوصًا في ظل الظرف المائي الدقيق الذي تعيشه البلاد وما
يرافقه من ضغوط على الموارد المائية السطحية والجوفية.

حقوق الحرفاء وضرورة الإعلام المسبق

في الأحوال العادية، تُلزم القوانين المنظمة للمرافق العمومية الشركات الوطنية بإعلام الحرفاء مسبقًا
في حال برمجة أي انقطاع أو أشغال على الشبكة، سواء عبر البلاغات الرسمية أو صفحات التواصل
الاجتماعي أو وسائل الإعلام. لكن في حالات الأعطاب الفجئية، يكون هامش المناورة أضيق، ما يجعل
البلاغات تأتي متزامنة تقريبًا مع الانقطاع أو بعده بقليل.

ورغم طابع العطب المفاجئ، يطالب عديد المتساكنين في مثل هذه المناسبات بمزيد من الشفافية في
التواصل، عبر نشر تفاصيل أوفى عن الأحياء المتضررة، والتوقيت التقريبي لعودة المياه، والتحديث
المستمر للمعطيات كلما تقدمت أشغال الإصلاح، حتى يتمكن المواطن من تنظيم يومه وتعديل برامجه
العائلية أو المهنية وفق الوضع.

من جهتها، تذكّر الصوناد بأن قنواتها الرسمية على شبكة الإنترنت وصفحاتها على وسائل التواصل
الاجتماعي تمثل المنصة الأساسية لمتابعة آخر البلاغات، ودعت المتساكنين إلى اعتماد هذه المصادر
الموثوقة بدل التداول غير الدقيق للمعلومات على بعض الصفحات غير الرسمية.

خلاصة: انقطاع ظرفي يستوجب اليقظة والتعاون

في المحصلة، يشكل الانقطاع الحالي للمياه بباحة المدينة وضعًا ظرفيًا مرتبطًا بعطب تقني على
القناة الرئيسية، تسعى الصوناد لمعالجته في أسرع الآجال الممكنة. وبينما تبقى أشغال الصيانة
ضرورية للمحافظة على ديمومة الشبكة وتقليص التسربات، فإن حسن التصرف في الموارد المتاحة
والتعاون بين المواطنين والمصالح الفنية يظلّ عنصرًا أساسيًا لتجاوز هذه الفترات بأقل قدر من
الإزعاج.

ويُنتظر أن يعود نسق التزويد تدريجيًا بداية من منتصف الليل، مع تواصل بعض الاضطرابات
في الساعات الأولى من الصباح في النقاط البعيدة أو المرتفعة، إلى حين امتلاء الخزانات
واستقرار الضغط داخل الشبكة بشكل نهائي.