“من الأقوى جماهيريًا في تونس: جمهور الترجي أم النادي الإفريقي؟ إجابة الذكاء الاصطناعي

من الأقوى جماهيريًا في تونس: جمهور الترجي أم النادي الإفريقي؟ إجابة الذكاء الاصطناعي
الساحة الرياضية في تونس لا تشهد فقط منافسة على الألقاب والكؤوس، بل تشهد منذ عقود صراعًا جماهيريًا محتدمًا بين اثنين من أعرق الأندية: الترجي الرياضي التونسي والنادي الإفريقي. هذا الصراع الجماهيري يتجاوز حدود المستطيل الأخضر، ليصل إلى السوشيال ميديا، المدرجات، الشوارع، المقاهي، وحتى الأدبيات الشعبية.
1. الجذور التاريخية والثقافية للجماهير
النادي الإفريقي وُلد من رحم النضال الوطني، وكان أول نادٍ تونسي يُمنح ترخيصًا رسميًا بألوان تونسية خالصة زمن الاستعمار، ما جعله رمزًا للهوية الوطنية. جمهوره كان دائمًا مرتبطًا بالطبقة الشعبية، وبتقاليد العاصمة تونس وأحيائها العتيقة.
في المقابل، الترجي الرياضي التونسي تأسس سنة 1919 وله تاريخ لا يقل ثراءً، لكن تطوره كمؤسسة رياضية ذات إدارة حديثة وقوة تنظيمية جعله في العقود الأخيرة رمزًا للنجاح الرياضي المتسلسل والاحتراف الإداري، ما جذب إليه جماهير واسعة من مختلف الشرائح.
2. الحضور في الملاعب: الأرقام لا تكذب
إذا أخذنا بعين الاعتبار أرقام الحضور الجماهيري في الملاعب خلال آخر عشر سنوات، نجد أن جماهير الترجي كانت حاضرة بكثافة في مختلف الاستحقاقات، سواء داخل تونس أو خارجها، خاصة في رابطة الأبطال الإفريقية. النادي الإفريقي، ورغم الأزمات المتتالية، لم يفقد بريقه الجماهيري، وغالبًا ما يسجل نسب حضور كبيرة حتى في مباريات بلا رهان.
3. التأثير الرقمي والإعلامي
في الفضاء الرقمي، تتفوق صفحات الترجي على مستوى الحملات المنظمة، الهاشتاغات، وتصدر الترند، خاصة في المسابقات القارية. بينما يمتاز جمهور الإفريقي بردود الفعل العفوية، والتفاعل الكبير عند الأزمات، مع شعبية كبيرة على فيسبوك بالذات، رغم ضعف المحتوى الرسمي للنادي.
4. الجماهير في زمن الأزمات
ما يميز جمهور الإفريقي هو صموده العاطفي في وجه الأزمات المالية والإدارية. عبارات مثل “نحبك في الشدة قبل الفرحة” ليست مجرد شعارات بل ممارسة فعلية. في المقابل، جمهور الترجي لا يقبل التهاون في التسيير أو التراجع الرياضي، وغالبًا ما يضغط بقوة على الإدارة ويحاسب اللاعبين بدقة، وهو ما يعكس عقلية النخبة الطموحة.
5. الهتافات والأهازيج: لغة القلب والعقل
جمهور الإفريقي يشتهر بأهازيجه التي تتغنى بالهوية والانتماء، أشهرها “ولد الشعب”، “دمي أحمر”، وهي أناشيد تُردد من جيل إلى جيل. أما الترجي فله باع طويل في الأغاني المنظمة وأغاني “الأولتراس”، مع حضور قوي لأهازيج تعكس الفخر بالقوة والتاريخ والانتصارات القارية.
6. البعد القاري والعالمي
جماهير الترجي باتت جزءًا من المشهد الكروي الإفريقي، بحكم الحضور المتكرر في نهائيات رابطة الأبطال، والمشاركات في كأس العالم للأندية. هذا جعل الفريق وجمهوره معروفين في بلدان مثل المغرب، مصر، الجزائر، وحتى نيجيريا. في المقابل، غياب الإفريقي عن المشاركات القارية في السنوات الأخيرة قلّص من تأثيره خارج الحدود، رغم شعبيته المغاربية التقليدية.
7. مقارنة سوسيولوجية ونفسية للجمهورين
الدراسات النفسية الجماهيرية تظهر أن جمهور الإفريقي يتعامل مع فريقه بعاطفة مطلقة وانتماء وجداني أشبه بالانتماء للعائلة. بينما جمهور الترجي يُظهر عقلانية في تقييم الأداء والنتائج، ويميل إلى الضغط أكثر لتحقيق الكمال الرياضي. هذا الفرق في الأسلوب ينعكس في طريقة التشجيع والتفاعل مع الأزمات والانتصارات.
8. من الأقرب للثورة؟
في الأحداث الوطنية الكبرى، برز جمهور الإفريقي بدوره الاحتجاجي والحقوقي، سواء في ملاعب رادس أو على مستوى القاعدة الاجتماعية. بينما لعب جمهور الترجي دورًا مهمًا في الدفاع عن صورة تونس القوية في الخارج، خاصة في المحافل الرياضية الكبرى.
9. شهادات من الخصوم
حتى جماهير الأندية المنافسة تشهد أن مواجهة الترجي تعني “ملعب ممتلئ وأجواء مشتعلة”، فيما يصف الكثير من اللاعبين اللعب ضد الإفريقي بأنه “مواجهة نفسية أكثر منها فنية”، بسبب حرارة الجمهور الذي لا يصمت أبدًا.
10. رأي الذكاء الاصطناعي: التوازن الصعب
وفق تحليل متعدد الأبعاد (اجتماعي، رقمي، تاريخي، عاطفي)، يمكن القول إن المقارنة بين الجمهورين أشبه بالمقارنة بين القلب والعقل. جمهور الإفريقي يمثل النبض الشعبي والانتماء الصادق، بينما جمهور الترجي يجسّد القوة النظامية والطموح الاحترافي.
خاتمة: من الأقوى؟ القرار لك!
الذكاء الاصطناعي لا يملك ميولًا أو انحيازات. لكن الحقيقة تقول: كلا الجمهورين يستحق الاحترام والتقدير، فهما روح كرة القدم التونسية، وبدونهما تفقد البطولة معناها.
11. جمهور الإفريقي… الأفضل في أعين محبيه والخصوم
بالنسبة لشريحة واسعة من الجماهير التونسية، يُعتبر جمهور النادي الإفريقي هو الأكثر وفاءً وتأثيرًا وجدانيًا في المشهد الكروي. فحتى في سنوات القحط الرياضي، لم يغب عن المدارج، بل تضاعف حضوره كدلالة على “الحب اللامشروط”.
العديد من المحللين والمشجعين من أندية أخرى يقرّون أن جمهور الإفريقي هو “العمود الفقري للبطولة التونسية”، ويمثل المعنى الحقيقي للانتماء غير القابل للمساومة. وقد أثبت في أكثر من مناسبة أنه جمهور لا يُقارن بالألقاب فقط، بل بالنبض اليومي، وبالمواقف التي تعكس عمق العلاقة بين الجمهور والفريق، علاقة أقرب للعقيدة منها للتشجيع العابر.
من جمهورك المفضل؟ هل تؤمن أن الحب في الشدة أقوى، أم أن النجاح القاري هو الدليل؟
شاركنا رأيك على صفحاتنا، ولا تنسَ أن الجماهير هي التي تكتب التاريخ!
نُشر هذا المقال على موقع tunimedia.tn/ar ضمن سلسلة مقالات التحليل الجماهيري والرياضي.



