قام رئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيد، بزيارة مفاجئة إلى عدة شركات في مناطق مختلفة من البلاد، تسليطًا الضوء على أحداث مثيرة ومعلومات صادمة حول تورط شبكة فساد في تفليس إحدى الشركات الكبيرة.
رحلة الرئيس بدأت في شركة لصنع العصير في زغوان، حيث قام بجولة داخل المصنع للاطلاع على عمليات الإنتاج. ومن ثم، زار شركة تجميع الحليب في نفزة، حيث كشف عن حقائق صادمة بشأن وضع الشركة واستخدام العلامة التجارية بطرق غير قانونية.
المفاجأة الكبرى كانت في زيارته للمقر السابق لشركة ستيل بباب سعدون. هنا، أشار رئيس الجمهورية إلى أن العلامة التجارية لشركة ستيل تم بيعها مرارًا وتكرارًا لشركات مختلفة، رغم وجود الشركة في حالة تصفية. وأوضح أن هناك شبكة من الفساد متورطة في تفليس “ستيل”، مؤكدًا وجود تلاعب في عمليات الشركة منذ عام 2002.
وفي لقاء مع مسؤولين بشركة ستيل، أكد رئيس الدولة وجود شبكة فسادية متورطة في تفليس المصنع واستحواذها على العقارات والحسابات البنكية. كما تم التحقيق في العديد من العقارات والحسابات الجارية التي تشير إلى التلاعب والاستيلاء غير القانوني.
وفي ختام اللقاء، ألقى رئيس الدولة الضوء على وثائق تفصيلية تكشف عن التلاعب بشركة صناعة الحليب، وكشف عن شقق تابعة للشركة لا تزال في مرحلة التصفية منذ عقود. وأختتم بتأكيد أن تونس تشهد فسادًا هيكليًا يستهدف المنشآت العمومية، مقارنة هذا الوضع بـ”عملية إبادة جماعية” تشبه “العدوان الصهيوني على الفلسطينيين”، في تصريح قوي ينبه إلى خطورة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة.