محمد الغنوشي الوزير الأول الأسبق يوجه رسالة من المنفى
محمد الغنوشي يجيبكم من منفاه الإختياري وهو يرد بحسرة وغصة …
الآن تنادوني وتشكون وضعكم فأين كنتم يوم تجمع حول مكتبي في القصبة جموع غفيرة مما أسميتموه شباب الثورة واعتصموا لعدة أيام مطالبين باستقالتي وصبرت عل العقلاء والوطنيين ينقذوني من ذاك الرعاع الغبي المدفوع من قوى الضلام والخيانة ولكن بلا جدوى فاضطررت لتقديم استقالتي محاولا إخفاء دموعي لاحسرة على المنصب ولكن على المستقبل والبلد الذي أراه ينهار وتتار العصر يهدم ما بنته أجيال بتضحيات وعمل جبار ثم اعتصم هذا الشباب الأرعن في ما أسموه اعتصام القصبة الثاني بعد أن أقنعهم مثقفوا آخر زمان ونخبة الغبن بفرض مجلس تأسيسي جائكم بشذاذ الأفاق وجرذان الإخوان الذين خرجوا من ضلمات السجون وشتات المنافي مشحونين بغل ونقمة ونهم فأرسوا لكم دستورا هجينا ونظاما سياسيا حبك هه بخبثهم ومكرهم وجهلهم لينتج لكم برلمانا من السماسرة وأرذل الثوريين وأوسخ ما في المجتمع من حثالة وإرهاب فاشربوا ما جنيتموه على أنفسكم من ثورية حمقاء وابكوا على وطن خربتموه بأيديكم عندما سلمتموه بأيديكم وإرادتكم لأسوئ ما أنجبت بلادكم من لعين البشر وأقذره..
محمد الغنوشي يقول هذا وهو يذرف دموع الدم والألم والمرأرة على وطن كان بستان ورد وخضرة فأصبح بأيدي أبنائه بورا وخرابا وأطلالا ترتع فيه الذئاب والضباع والأفاعي