نشر محسن مرزوق رئيس حركة “مشروع تونس” التحديثة التالية على جداره في الفايسبوك اليوم السبت:
الآن وقد غادر الرئيس منطقة الخطر الصحي والحمد لله، يمكن الحديث عما سمّي بمحاولات يوم الخميس لاستغلال الوضع سياسيا من بضعة أطراف وفق ما تتناقله بدون حذر بعض مواقع التكاذب الاجتماعي
ولاننا، ولسنا وحدنا، كنّا في قلب الرحى كما يقول المثل، نؤكد أنه لم يكن ممكنا حتى مجرد التفكير في استغلال الوضع او الانقلاب عليه
ففي البرلمان الخط الوطني رغم خلافاته هو المسيطر.
وعلى المستوى السياسي، أطبق الشعب التونسي بغيرته الوطنية على الموضوع مغلقا حتى ربع فتحة للانقلابيين المحتملين إن وجدوا.
أما في رأس الدولة فقد تحول رئيس البرلمان سي محمد الناصر على عجل للبرلمان مغلقا أقواساً تأويلية عن وضعه الصحي هو أيضا.
رئيس الحكومة يوسف الشاهد هو من تنقل للمستشفى العسكري وصرح مفندا الإشاعات ومؤكدا أن حالة الرئيس تحت السيطرة ومستقرة. وكان ذلك ظهر يوم الخميس ذاته مما أوقف الإشاعة المدمرة.
وكان الرئيس في المستشفى العسكري محاطا بحراس الوطن بما فيهم الأطباء العسكريون، تحت إمرة وزير وطني لا يخشى في الحق وفِي الوطن لومة لائم هو عبد الكريم الزبيدي.
يعني توثبت الدولة وتوحدت وارتفع نشيد حماة الحمى من شارع وطني حاصر بسرعة كل من تسول له نفسه شيئا قبيحا.
ماذا تبقى؟ النقاشات الدستورية حول القانون وتطبيقه في مثل هذه الحالات، مسألة صحية في دولة ديمقراطية تريد تجربة وتطوير مؤسساتها.
أما الذين بحثوا عن الإثارة والذين استعجلوا والذين انحطت أخلاقهم، فقلة لا يخلو منها مجتمع، كان يوم الخميس مناسبة لتعريتهم كما هم. ويستطيع أفضلهم أن يعتذر والشعب مسامح كريم.
في نهاية الامر، هو درس لنا لنتوقف عن جلد ذاتنا وسبها وتجريحها. في يوم تلقينا فيه هجوما إرهابيا غادرا، وصارع فيه رئيسنا الموت في مستشفى، انتفض هذا البلد الصغير جغرافيا والرائد سياسيا، برموز دولته وشعبه ونخبه ووقف شامخا قويا لا تزلزله الزلازل.
هذا هو الدرس. فلنتوقف عن المازوشستية المريضة. لنؤمن بأنفسنا. نحن أقوياء. نحن جبابرة. سننهض. سنتطاول ونرتفع. سننتصر في النهاية على الاٍرهاب والفقر والتهميش والبطالة والحقرة والتأخر.
نحن بكل بساطة تونسيون.
تونسيون دفعة واحدة كما يقول صديقي الراحل أولاد أحمد.