مبروك مع الحذر للرئيس المنتخب قيس سعيد الذي اسس ثورة فلسفية شعبية حديثة بقلم المدون محمد الهمامي
مبروك مع الحذر للرئيس المنتخب قيس سعيد الذي اسس ثورة فلسفية شعبية حديثة
بقلم المدون التونسي محمد الهمامي
___________________
لا ابالغ ان قلت ان الثورة التونسية التي ظن الجميع في بلادنا و الاقطار العربية و باقي دول العالم انه تم احتوائها و بالكاد بقي فيها النفس الثوري و القليل من حرية التعبيرو ان نمط الحياة القديم الذي راهنت عليه الثورة المضادة وطنيا و عربيا و اقليميا نجح بقيادة العرابين العرب و العجم و اعني الامارات و السعودية و مصر و فرنسا و امريكا و اسرائيل .
لكن تغير التوصيف القديم بعد 8 سنوات جعلوا من تونس تونسان الاولى في البلاتوهات و التنظيرات و الوعود و البرامج التي لن تتحقق وسط نسبة نمو لا تتجاوز 2 بالمائة طيلة 7 حكومات و تونس الثانية التي نسيتها الاغاني في الارياف و الشمال الغربي و الجنوب و التي تحلم بمشروع انقاذ قد ياتي بعد 100 سنة اخرى ان تواصل الوضع على ما هو عليه على كل المستويات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الامنية .
و بين هذا و ذاك استيقظ المخيال الجمعي للشعب التونسي الذي حاول ان يخرج من تقوقعه و امراضه النفسية و عقده المتعددة و شعر الشباب خاصة ان الزعيم الذي لم تنجبه الثورة في ديسمبر و جانفي 2011 افرزته شبكات التواصل الاجتماعي بعد ان وقع له فيتوا في الفضائيات منذ 8 سنوات و اعادته تصاريف الاقدار من جديد ليكون نصير لاوعي الشعب التونسي الذي خذله الجميع و بالفعل عقدوا العزم ان تعاد الثورة بميكانيزمات جديدة اطلق على تسميتها بثورة الصناديق التاريخية في العالم العربي و العالم التي نقلت تونس من السنة التحضيرية 1 لعالم الديموقراطية الى مصاف المتمرسين بالثقافة الديموقراطية.و الغريب ان الرئيس قيس سعيد اسس دون علمه لفلسفة و لمرحلة تنظير ثورة شعبية غير مالوف في التاريخ المعاصر جعلت من تونس محط انظارالعالم.
كل هذا جميل جدا حين نسمعه لكن القادم ليس ورديا كما يتوهم جميع الشباب الذين كانوا وقود الخزان الانتخابي الرئاسي لان انصار السيستام او المنظومة القديمة من رجال اعمال و مديرين عامين و سياسيين و اعلاميين و فسيفساء الادارة التونسية فهموا ان ثقافة الامتيازات ستصبح في خبر كان الشيئ الذي سيجعلهم يستبسلون في ايقاف المد الثوري الدستوري بكل السبل و الطرق بالاضافة الى مطب تكوين حكومة يظهرانها لن تتكون الا بعد تحرير القدس جراء المحاصصات و الشروط المجحفة لبعض الاحزاب التي تخمرت بكره حركة النهضة طيلة 8 سنوات و ترفض رئيس وزراء نهضاوي ليكون مايستروا الجوقة الحكومية المنتظرة مما سيجعل اعادة الانتخابات وارد جدا بعد 4 اشهر مما سيصعب المهمة على الرئيس قيس سعيد الذي سيجد نفسه رئيس منظر مخلص لللاوعي الشعب التونسي اما على مستوى الواقع الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي و المالي لن تسير الامور على ما يرام بعد صيحة فزع خبراء اقتصاد تونسيين وعرب و اروبيين عن امكانية افلاس تونس 2020 .
بالتالي نستنتج ن البرامج التي اقترحها الرئيس قيس سعيد من استثمار رجال الاعمال في المناطق المنكوبة و اعادة هيكلة الحكم المحلي الجهوي للمركزي يجب الاسراع بها حتى لا ينقلب الحب الجارف للشباب الملهم بالثورة و الوطنية الى ياس و ربما الى عصيان مدني في مرحلة متقدمة قد يجر البلاد الى اوضاع لا يحمد عقباها .
و الدليل على ما اقول ان الاستاذ قيس سعيد لوح البراحة بالاستقالة ان فشل الجميع في التوافق الحكومي مما يؤكد اعادة الانتخابات البرلمانية لتصحيح المسار .
شخصيا استشرف ان الثورة الدستورية التي تعيشها تونس لن تكتمل الا بملكية دستورية ربما تبرز العصفور النادر الذي بشر به الشيخ راشد الغنوشي في رؤية صالحة منذ 32 سنة قبل ان ينفذ فيه حكم الاعدام و التي تقول بان هناك مخلص سيكون من ذرية ال البيت
لننتظر و نرى تصاريف الاقدار القادمة