ما حقيقة هروب الأميرة هيا من زوجها حاكم دبي وطلبها اللجوء؟
قالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية إن الأميرة الأردنية “هيا بنت الحسين”، الزوجة السادسة لحاكم دبي الملياردير “محمد بن راشد”، تختبئ حاليا في لندن بعد انهيار زواجها، وفقا لمصادر قريبة من عائلتها.
وتسعى الأميرة “هيا” (45 عاما)، وهي أخت غير شقيقة للملك الأردني “عبدالله الثاني”، للحصول على الطلاق بعد أن هربت في البداية إلى ألمانيا مع نجلها “زايد” (7 أعوام) وابنتها “جليلة” (11 عاما)؛ حيث طلبت اللجوء السياسي.
وأفادت تقارير نشرتها وسائل إعلام عربية بأن دبلوماسيا ألمانيا ساعد الأميرة “هيا” على “الهروب” من دبي؛ ما أدى إلى بوادر أزمة دبلوماسية بين البلدين.
وتقول تلك التقارير إن السلطات الألمانية رفضت طلبا من “بن راشد” (68 عاما) لإعادة زوجته الهاربة إلى دبي.
وأكد مصدران مقربان من العائلة المالكة في دبي أن الأميرة “هيا” غادرت البلاد، وتسعى للطلاق من زوجها.
والملاحظ أن الأميرة “هيا”، لم تظهر في الأماكن العامة منذ 20 ماي، كما أن حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، التي عادة ما تكون مليئة بصور عن أعمالها الخيرية، لم تكن نشطة منذ فيفري.
أيضا، لوحظ غياب الأميرة “هيا” عن مهرجان “رويال أسكوت” البريطاني لسباقات الخيول، الذي أقيم الأسبوع الماضي.
وعادة ما كانت الأميرة ترافق زوجها خلال مشاركته في هذا الحدث الرياضي السنوي؛ حيث يمتلكان خيولا تعمل ضمن حصص دوق أدنبرة.
والتقطت عدسات المصورين “بن راشد” مع جميع مرافقيه من الرجال ولقائه ملكة بريطانيا ودوق كامبريدج خلال أسبوع “رويال أسكوت”، لكن لم يكن هناك أي إشارة لحضور زوجته.
وهناك قصيدة منشورة عبر حساب “إنستغرام” مرتبط بحاكم دبي يُقال أن “بن راشد” كتبها وتتحدث عن “خيانة” تمت.
“الزوجة الصغيرة”
والأميرة “هيا” هي واحدة من 6 زوجات لحاكم دبي؛ حيث تزوجت منه عام 2004. وغالبا ما يشار إليها باسم “زوجته الصغيرة” وهي ابنة ملك الأردن الراحل “الحسين بن طلال” من زوجته الملكة علياء.
ولا يُعرف ما إذا كان طفلاها الصغيران معها حاليا أم تمت إعادتهما إلى دبي.
وأول تقرير صحفي تناول قصة هروبها إلى ألمانيا نُشر للمرة الأولى على موقع “Eurabia.com”.
كما نشر موقع “Emirates Leaks” تفاصيل أخرى عن هروبها.
وقال موقع “ديلي بيست”، ومقره الولايات المتحدة، إن الأميرة “هيا” مختبئة في لندن.
وعلق ناشطون كثيرون على قصة هروبها عبر “تويتر”، ومن هؤلاء المغرد البريطاني الشهير “Kim Dotcom”.
إذ كتب “Kim Dotcom” إلى متابعيه البالغ عددهم نحو 700 ألف: “هناك تقارير غير مؤكدة تفيد بأن الأميرة هيا فرت من دبي إلى ألمانيا بمساعدة دبلوماسي ألماني. إذا كان صحيحا فيمكن أن نتحدث أخيرا عن ما حدث للأميرة لطيفة. أي شخص لديه أي معلومات يرجى التواصل معي”.
هروب الأميرة “لطيفة”
والأميرة “لطيفة”، هي ابنة “بن راشد”، التي حاولت دون جدوى الفرار من دبي وبدء حياة جديدة العام الماضي.
وجاء هروب الأميرة “لطيفة” (33 عاما) بعد شكواها من تعرضها للسجن لثلاث سنوات ومعاملة قاسية وغير إنسانية.
وفرت “لطيفة” مع جاسوس فرنسي سابق يدعى “جون بيار هرفي جوبير”، ولديه تاريخ في مساعدة الناس في دبي على الهرب من خلال يخته المسجل في أمريكا.
وقبل هروبها سجلت “لطيفة” فيديو قالت فيه إنه لم يُسمح لها بمغادرة البلاد منذ عام 2000، كما أنه تجري مراقبتها على مدار الساعة.
وذكرت أن لديها شقيقتين أخريَين من الأم نفسها و”أنه لا يُسمح لنا بالاحتفاظ بجواز السفر” أو السفر من دبي إلى أي إمارة أخرى دون إذن.
ولاحقا، أعادت السلطات الإماراتية الشيخة “لطيفة” بالقوة؛ حيث تم تعقبها إلى يخت على المحيط الهندي، وإعادتها قسرا إلى دبي؛ حيث تم وضعها قيد الإقامة الجبرية، ثم بدأ الأطباء بإعطائها أدوية مهدئة بعد أن أصيبت بحالة من الهستيريا.
وقالت “رادها ستيرلنج” من مجموعة ضغط بريطانية تدعى “معتقل في دبي”: “تلقينا تقارير متعددة بشأن قصة الأميرة هيا من مصادر قريبة من حكومتي الأردن والإمارات، وكل ذلك يشير إلى أنها طلبت اللجوء السياسي في ألمانيا”.
وأضافت: “لا يمكننا التعليق على صحة هذه التقارير، لكن مثل هذا الحدث سيمثل بوضوح لائحة اتهام قوية ضد الإمارات وضد الشيخ محمد بن راشد شخصيا، كما أن له عواقب وخيمة محتملة على العلاقات بين الدول المعنية (الأردن والإمارات وألمانيا وبريطانيا)”.
وتابعت “رادها”: عندما يتقدم شخص ما بطلب لجوء سياسي، فمن الواضح أن السبب في ذلك هو أن حياته في خطر، وأنه عانى من انتهاكات جسيمة”.
واستطردت: “نعلم بالفعل أن الأميرة لطيفة، ابنة بن راشد، فرت من الإمارات طالبة اللجوء وادعت سوء المعاملة على يد والدها. الآن يبدو أن الأميرة هيا، زوجة بن راشد، هربت من البلاد ولجأت إلى ألمانيا”.
واعتبرت أن “هذا يثير تساؤلات جادة حول ما الذي دفعها إلى الفرار، ولماذا شعرت بأنها غير قادرة على التقدم بطلب للحصول على الطلاق والانتقال إلى ألمانيا مع أطفالها دون خوف من الانتقام من حاكم دبي”.
وأكدت أن الأميرة “هيا” تعد “امرأة حرة، وأخت لملك الأردن. حتى الآن على ما يبدو، فإنها تشعر بعدم الأمان”.
أزمة ألمانية إماراتية
من جانبه، أفاد موقع “ديلي بيست” الأمريكي بأن الأميرة “هيا” طلبت اللجوء في البداية إلى ألمانيا، وتم الموافقة على طلبها من حيث المبدأ.
وسبق أن نشر موقع “Emirates Leaks” تفاصيل بشأن اندلاع أزمة غير معلنة في الساعات الأخيرة بين الإمارات وألمانيا على خلفية هروب زوجة “بن راشد” إلى الأراضي الألمانية.
وأكد، عبر مصادر، أن كلا من “بن راشد” وولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد” طلبا من السلطات الألمانية إعادة الأميرة الأردنية وابنها وابنتها إلى دولة الإمارات، إلا أن برلين رفضت هذا الطلب بشدة، وأكدت التزامها بعدم ممارسة الإعادة القسرية تحت أي اعتبارات بحق الأميرة الأردنية.
وتسبب رفض السلطات الألمانية إعادة الأميرة الأردنية بحالة غضب لدى “بن راشد” الذي توعد بالتصعيد ضد الحكومة الألمانية.
من جهتها، ذكرت صحيفة “القدس العربي” الصادرة في لندن أن “بن راشد” تواصل مع الملك “عبدالله الثاني” طالبا التدخل لإعادة ولديه إليه، مع التأكيد على أنه قرر هجران زوجته الهاشمية، وكل ما يريده أولاده تجنبا لإحراج دولي.
ولم يعجب كلام “بن راشد” عن الأميرة “هيا” عائلتها وزارها شقيقها الأمير “علي بن الحسين” في لندن.
وتصر الأميرة على الاحتفاظ بابنها وابنتها، وحقها برعايتهما.
وكالات