الموقف الجزائري اثار تساؤلات داخل المجتمع التونسي وغضب البعض، خصوصا أن تصريحات الرئيس الجزائري عن “المأزق التونسي” كان واضحة وصريحة\nبعد 10 أشهر من قرارات الرئيس التونسي، قيس سعيد، وتفهم الجزائر ذلك المسار السياسي، دخلت تونس في أزمات سياسية ودستورية.\nوأبرز هذه الأزمات رفض الاتحاد التونسي للشغل الحوار مع السلطة. والموقف الجزائري سرعان ما تغير، وباتت الدولة الجزائرية ترى أن تونس تعاني “مأزقًا سياسيًّا” خصوصًا مع تعطل البرلمان، ولذا عرضت التدخل لحلحلة الأزمة في تونس، لكن لماذا تغير الموقف الجزائري؟\nأبدت الدولة الجزائرية، في البداية، على لسان الرئيس عبدالمجيد تبون، تفهمها لخطوات الرئيس التونسي الذي أعلن في 25 يوليو 2021 تجميد عمل البرلمان التونسي، وأعقبه ذلك بالإعلان عن خارطة طريق، تتمثل في تنظيم استفتاء حول الدستور وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.\nوفي أغسطس 2021 الماضي، قال تبون إنه يرفض الضغوطات الخارجية التي تمارس على تونس، قائلًا “إن تونس قادرة على حل مشكلاتها بمفردها دون أي ضغط، ونحن لا نقبل أن يُضغط عليها من الخارج، من أي طرفٍ كان”، ووصف نظيره التونسي، في أكتوبر 2021 بأنه “مثقف وديمقراطي ووطني حتى النخاع”.\nالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإيطالي: “مستعدون لمساعدة تونس على الخروج من المأزق الذي دخلته والرجوع إلى الطريق الديمقراطي” pic.twitter.com/8mtfCTJy5U\n— Alaeddine Zaatour علاء زعتور (@alazaatour) May 26, 2022\nتصريحات عبدالمجيد تبون الجديدة في أثناء زيارته الأخيرة لإيطاليا، أظهرت التغير الواضح في المواقف، بعدما قال إن “الجزائر وإيطاليا مستعدتان لمساعدة تونس على تجاوز المأزق الراهن، والرجوع إلى الطريق الديمقراطي”، وهو ما يعني أن الجزائر لا تنظر بعين الارتياح إلى ما يجري في تونس.\n\nوقد شدد تبون، في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، على أن بلاده مستعدة للتعاون مع روما، من أجل مساعدة تونس وكذلك ليبيا، على العودة إلى المسار الديمقراطي، بالإضافة إلى أن الجزائر باتت تخشى انفلات الأوضاع السياسية والأمنية في تونس، وهو ما جعلها تغلق الحدود بين البلدين، مكتفية بالنقل الجوي.\nتطورات العلاقات التونسية – الجزائرية\nالموقف الجزائري أثار تساؤلات داخل المجتمع التونسي وغضب البعض، خصوصًا أن تصريحات الرئيس الجزائري عن “المأزق التونسي” كانت واضحة وصريحة، علمًا بأن الرئيس التونسي قيس سعيد، قد أوضح مرارًا وتكرارًا أنه لن يتراجع عن خطواته، وأن الضغوطات الخارجية لن تزعزعه ولن تغير برنامجه السياسي.\nومن المفارقة أن الرئيس تبون زار تونس في وقت كانت فيه تونس تشهد احتجاجات ضد الرئيس التونسي، فضلًا عن أنه تحدث بأن قيس سعيد “أحاطه” بأسرار دوافعه في تعطيل البرلمان، ولكن اليوم الجزائر تطالب بإعادة النظر في أسعار الغاز والكهرباء المصدرين إلى تونس، رغم الظروف الاقتصادية في تونس.\nلقد خاطب لعمامرة نظيره التونسي عثمان الجرندي في القمة الإفريقية الاستثنائية في غينيا، قائلًا “إن دولة الجزائر سوف تظل دائمًا وأبدًا سندًا للدولة التونسية، كما كانت تونس، ولا تزال، سندًا للدولة الجزائرية، بناء على ما يجمعهما من ماضٍ وحاضر ومستقبل، فضلًا عن المصير المشترك”.\nوأضاف أن “الرئيسين تبون وقيس سعيد تحدوهما إرادة مشتركة من أجل الارتقاء بالعلاقات الجزائرية التونسية، إلى أفضل المراتب في جميع المجالات”، وهو ما يعني أن لعمامرة حاول امتصاص غضب الدولة التونسية، منعًا لتصاعد الأزمة بين البلدين، وسعيًا إلى تهدئة الأجواء في الوقت نفسه.\nالثقة بالتونسيين والتعامل الإعلامي مع الأزمة\nمصدر جزائري قال لـ”جريدة الشروق الجزائرية” إن “التصريحات أثارت قراءات متحيزة وتأويلات لا تتوافق مع التعبير الصريح لرئيس الجمهورية عن تضامن الجزائر الفعلي مع تونس وشعبها الشقيق، لمساعدتهم من أجل تجاوز الصعوبات التي يواجهونها”. وأضاف أن “الجزائر تبقى وفية لمبدئها المبني على عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول، ونرفض قطعًا التدخل في شؤون الدول”.\nوتابع المصدر “نثق بعبقرية التونسيين، لإيجاد حلول تلبي تطلعاتهم، بكل سيادة”. هذا وقد تجنبت وكالة الأنباء الجزائرية، نقل تصريحات تبون عن تونس بنفس المصطلحات، فلم تُشر إلى مصطلحي “المأزق” و”الطريق الديمقراطي”، فلم يخف الإعلام أن الخلافات باتت ظاهرة للعيان، خصوصًا أن الجزائر تخشى أي قلاقل جديدة في محيطها الإقليمي، فهي تعاني ما يجري على حدودها مع مالي والنيجر وليبيا.\nرابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1169068 \nالجزائرالرئيس التونسي