لا ليس كي سيدي كي جوادو.. قيس سعيد ليس نبيل القروي..
كتب أحدهم معلقا على طرفي “النزاع” في نهائي الرئاسيات عبارة “كي سيدي كي جوادو” لا يا صديقي “سيدي” مهما تكن من نقائصه يبقى من فصيلة البشر أما “جوادو” فينتمي الى مرتبة الحيوانات العاشبة، اذًا يختلف سدي على جوادو في الآدمية كبداية ثم للسرد بقية..
لا ليس قيس سعيد كنبيل القروي، لأننا بصدد منصب قضمته القصبة ولم تترك له غير الدفاع والخارجية، وبعض المناوشات الاخرى الجانبية، أما قيس فمن طينة رجال القانون الذين لا يتعدون حدودهم وإذا سعى لترقية منصبه فسيمر حتما عبر البرلمان ربما في دعوة الى تغيير نظام الحكم، أما نبيل فيمكنه التصرف في صلاحياته المحدودة بتمطيطها ومدها وتسريبها الى أن تدخل من هذه الثكنة لتخرج من الأخرى، وربما تثقب الاقتصاد لتمرق من التنمية، أما إذا وقعت القصبة تحت امرة قلب تونس فتلك مصيبة، اذا لتحول نظام الحكم إلى ملكية سلطانية هرقلية كسرية عسكرية كيم يونغية، حينها سيفعل نبيل بتونس ما فعلته الكونتيسه اليزابيث باثوري بفتيات المجر.
تواجد قيس سعيد في قصر قرطاج وفي مثل هذه المرحلة الدقيقة من عمر انتقال تونس الديمقراطي لا شك سيوفر عدة ضمانات لصيرورة المسار، لعل أبرزها تامين البلاد من الانقلابات ومن القرارات الرئاسية المضادة للثورة وللانتقال، سوف يصعب على الامارات اللعب في خاصرة تونس انطلاقا من قصر قرطاج، سوف لن يكون القصر في تواصل عاطفي مع سفاح مصر وإن تعامل معه لرفع العتب الدبلوماسي، سوف لن ينفذ سعيد حالات عفو خادشة للحياء القانوني وتمس من عرض الدولة، وتضع السلطة في شبهة مخادنة، لن يمارس سلوكات مسقطة كتلك التي مارسها السبسي مع برهان بسيس.
مرة اخرى ينقذنا الشعب التونسي من سيناريوهات كارثية، فقيس سيكون عين الثورة في قلب الدولة إذا ما تم إقصاء النهضة وتمكن قلب تونس من بناء شراكة مع بقايا السيستام “تحيا – نداء – الحر- عيش” اما اذا تقدمت النهضة فتلك منحة اخرى ستجعل من السهل الشروع في تنقيل آليات البناء السياسي لتُستبدل بآليات البناء الاجتماعي، حينها تكون الثورة قد امّنت ثغرة القصبة وقرطاج، ولم تعد مداخل ومخارج التجربة في متناول قوى العقال الشرير، يترتب على ذلك طمأنينة قد تعجل بالانغماس الكلي في معالجة معضلة التنمية الغائبة والوضع الاجتماعي المتعثر… إذًا سيدي ليس كي جوادو وقيس ليس كنبيل.
نصرالدين السويلمي