لأنه يشعر انه مس في كرامته ..عبد القادر مقداد يختفي ويعتزل الفن منذ ان رفع في وجهه “ديغاج” ايام الثورة
منذ ثورة 14 جانفي احتفى الممثل الكبيرعبد القادر مقداد عن الأنظار وعن الأعمال التلفزية والمسرحية بطريقة لا يمكن تفسيرها خاصة وان الرجل يعتبر من القامات الكبرى في تونس في مجال التمثيل والفن وما زال له الكثير ليقدمه، حتى حضوره الإعلامي منذ الثورة شبه منعدم اذ كانت له إطلالة إعلامية واحدة كانت فقط لتكذيب إشاعة وفاته.
مصدر مقربة من الفنان القدير اكدت انه يعيش منذ اثورة حالة من الإحباط وخيبة الأمل ويشعر بانه تم خدشه في كرامته بعد ان قامت مجموعة ايام الثورة بمداهمة مكتبه في وإدارة مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة وطردته رافعة في وجهه عبارة “ديغاج” متهمة اياه بأنه كان احدد فناني نظام بن علي والتجمع.
حسب ذات المصادر، فان عبد القادر مقداد المعروف عنه الكبرياء والعزة عبد لم يستسغ اهانته وطرده بتلك الطريقة بعد سنوات من البذل والعطاء بدون حساب وهو الذي جعل جهة قفصة تتربع على عرش المسرح التونسي الهادف لسنوات طويلة، عبد القادر مقداد لم يستسغ أهانته وهو الذي لم يحقق اي مكاسب شخصية طوال حقبة حكم بن علي وحتى حضوره التلفزي كان نادرا فيها.
وفي كل الحالات ما وقع لعبد القادر مقداد ايام الثورة من تصرف غير لائق تجاه شخصه يعتبر خطئ فادح تجاه شخص قدم الكير للفن والمسرح التونسي وعلى الجميع تحمل مسؤوليتهم تجاه هذا الفنان الكبير.
في نفس الاطار وبالرغم من صمته واختفائه ..يبقى عبد القادر مقداد احد عمالقة الإبداع المسرحي وكانت وستبقى بصمته واضحة وجلية في المدونة المسرحية التونسية من خلال فرقة مسرح الجنوب بقفصة التي تبقى واحدة من أبرز الفرق المسرحية بأعمالها التي توقعت وناقشت بشكل كاريكاتوري هزلي خفيف عديل القضايا والإشكاليات التي لها علاقة بالشأن السياسي انطلاقا من «حمّة الجريدي» ومرورا بـ«عمار بوالزور» و«فئران الداموس» و«العريس»و«جواب مسوقر» حتى «الشابي».. وللممثل والمخرج عبد القادر مقداد حضور بارز في الدراما التلفزيونية كانت بدايتها بـ«حبّوني وتدلّلت» فـ«الدوّار» كما جسّد دور الملحن «خميس ترنان» في مسلسل تناول سيرة هذا الملحن الفذ وغير ذلك من الإنتاجات الدرامية التي كان حضور عبد القادر مقداد متوجها فيها.