لطالما نبّهنا الجامعة الموقّرة إلى سوء اختيار توقيت المباريات خاصة الهامة منها ولكن لا حياة لمن تنادي إذ يتكرر نفس الخطأ غدا الأربعاء 18 جانفي 2023 بمناسبة الكلاسيكو المرتقب بين النادي الصفاقسي والترجي التونسي والذي يجمع بين ناديين عريقين يتنافسان على المراتب الأولى. وعادة ما تستقطب هكذا مقابلات الجماهير الرياضية في كامل البلاد بالإضافة إلى أنصار الفريقين وخاصة الجمعية المحلية..
ونعلم أن من أهم المتابعين نجد التلاميذ والطلبة والموظفين والعاملين والذين لديهم التزامات مهنية أو عائلية أو اجتماعية فكيف سيشاهدون المواجهة؟ ولمن نقدم الكرة إذًا؟ أم تراهم سيتركون أعمالهم من أجل الفرجة؟ نقول هذا والمباراة تدور وسط الأسبوع وكان بالإمكان جعلها على الساعة الخامسة مساء على الأقل كما حصل في رادس الأسبوع الماضي.. وهو أمر غريب خاصة أن أنصار النادي الصفاقسي يعتبرون من أفضل الجماهير على مستوى الروح الرياضية.
وحتى إن وجدت فئة قليلة تحدث الشغب فهي استثناء ولا نظن أن هناك تخوّفات أمنيّة مبرّرة في هذا الاتجاه.. أما ملعب الطيب المهيري فهو مجهز بالأضواء الكاشفة ولا نظن صفاقس عاجزة عن احتضان مقابلة كروية بسيطة بعد العصر…
كل ذلك يشكل خسارة لأحباء الناديين بل لعشاق الكرة أو ما يشبه كرة القدم والتي تزداد أمراضها كل يوم في تونس في ظل جامعة متعنتة وواقع سياسي متعفّن واضطرابات مجانية مفتعلة وصلت حد الميادين فلا نحن سمحنا لمتابعي الرياضة بدخول الملاعب ولا تركناهم يشاهدون المقابلات على التلفزيون القطري ممثلا في قناة الكأس ونحمّل المسؤولية أيضا للتلفزة الوطنية التي لا تبادر ويعجبها تمثيل دور الضحية ولا تريد أن يحلّ المشكل… والخسارة أيضا تشمل المستشهرين والقناة الباثة التي لا يلائمها هذا التوقيت السيء.