كشفته عملية القبض على بلحسن الطرابلسي..بن علي إيرلنديا… ليلى محامية وسيرين عالمة آثار !
رغم ان السلطات القضائية الفرنسية اعادت القبض على بلحسن الطرابلسي يوما واحدا بعد اطلاق سراحه فان تسليمه الى تونس لن يكون بالسهولة التي يتصورها البعض…
قال وزير العدل،محمد كريم الجموسي، يوم السبت الماضي ان قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف باكس اون بروفانس بجنوب فرنسا والمشرف على قضية صهر الرئيس الأسبق بلحسن الطرابلسي قد قرر اعادة ايقافه وذلك بعد أن تم إخلاء سبيله في وقت سابق. وكان بلحسن الطرابلسي قد تم ايقافه تحفظيا يوم 13 مارس الفارط بضواحي مدينة مرسيليا الفرنسية منتحلا حسب بعض المصادر صفة محام تونسي. ولم توضح السلطات الفرنسية كيف دخل صهر الرئيس الاسبق الى التراب الفرنسي وهل انه يقيم منذ مدة بالجنوب الفرنسي.
واعتمدت السلطات القضائية الفرنسية في قرار ايقافها لبلحسن الطرابلسي على برقيات تفتيش دولية صادرة ضد رجل الاعمال التونسي. ولكن محامي الطرابلسي، إكسافيي نوغيراس، نجح في اقناع القضاء الفرنسي بتمكين موكله من سراح شرطي بعد إلزام بلحسن الطرابلسي بدفع مبلغ مالي قدره 100 ألف أورو إلى جانب عدم مغادرة الأراضي الفرنسية علما وان صهر الرئيس الاسبق يواجه تهمة تكوين وفاق لتبييض وغسل الأموال. في الاثناء كان مكتب الانتربول في تونس قد اعلم وزارتي العدل والداخلية بالقبض على بلحسن الطرابلسي لتتحرك وزارة العدل التونسية يوم 15 مارس وتطلب من فرنسا ترحيل بلحسن الطرابلسي الى تونس وفقا للمعاهدات القضائية والامنية التي تربط البلدين. وان كانت السلطات القضائية الفرنسية لم تتجاوب في البداية مع هذا المطلب فحسب وزير العدل، محمد كريم الجموسي، فان السلطات الفرنسية قد قبلت الطلب التونسي استنادا للفصول 30 إلى 32 من الاتفاقية التونسية الفرنسية المؤرخة 28 جويلية 1972. قبول يقول عنه عديد المختصين انه سيواجه جملة من العراقيل الاجرائية والتقنية وحتى الحقوقية وهو ما يؤخر على الاقل عملية الترحيل الى آجال غير محددة…
من رجل أعمال الى محام
بعد ان كان الجميع يظن ان بلحسن الطرابلسي لازال يقيم في مكان ما في كندا فان تواجد بلحسن الطرابلسي بفرنسا فاجأ جميع التونسيين. فكيف تمكن صهر الرئيس الاسبق من دخول الاراضي الفرنسية وهو موضوع 17 برقية تفتيش صادرة عن السلطات التونسية و43 بطاقة جلب دولية ؟ مصادر امنية فرنسية تعتقد ان صهر الرئيس التونسي الاسبق قد يكون استعمل وثائق هوية محاميه في تونس الاستاذ فيصل التريكي. ذات المصادر قالت ان بلحسن الطرابلسي قد دخل التراب الفرنسي سنة 2016 وهي السنة التي فقد له كل اثر بكندا التي فر اليها خلال الايام الاولى التي تلت ثورة 2011. علما وان المحامي فيصل التريكي كان اكد بعد فقدان اثر بلحسن الطرابلسي بكندا سنة 2016 وذلك اثر صدور حكم من محكمة كندية يقضي بترحيله الى تونس أن « موكله لم يغادر كندا رفقة أبنائه وأنه يستعد للعودة الى تونس». كما قال فيصل التريكي في تلك الفترة ان موكله « طالب بضمانات من أجل المثول أمام القضاء التونسي أهمها الشفافية وعدم التشفي وأنه “مستعد للمصارحة والاعتذار العلني والمثول أمام القضاء لكن بشروط وهي ضمانات تمكنه من الدفاع عن نفسه أمام الجميع وخاصة السماح له بالوقت الكافي لجمع كل الوثائق المتعلقة بشركاته «. ولكن كيف تمكن بلحسن الطرابلسي من الاقامة بأكثر المدن الفرنسية تونسة وهي مرسيليا ومواصلة الاشراف على اعماله سواء بفرنسا او تونس دون ان يكتشف امره احد؟
اجراءات معقدة
وبالعودة الى ما اعلن عنه وزير العدل في علاقة بقبول فرنسا بترحيل بلحسن الطرابلسي الى تونس فان عديد المختصين في الشأن القضائي والسياسيين لا يعتقدون ان الامر بالسهولة التي تتصورها على الاقل الحكومة التونسية. وحسب محام تونسي فضل عدم ذكر اسمه فان إجراءات التسليم وان تمت فان مدة النظر في هذا المطلب ستتطلب وقتا وربما سنوات. كما اوضح المحامي المذكور ان على القضاء الفرنسي النظر اولا في عديد التهم الموجهة الى بلحسن الطرابلسي ومنها الاقامة غير الشرعية بفرنسا ودخول البلاد بشكل غير شرعي وانتحال صفة واستعمال وثائق هوية مزيفة قبل ان ينظر في الاصل أي باقي القضايا المنسوبة الى رجل الاعمال ومنها التهم الموجهة اليه من طرف القضاء التونسي بما في ذلك مطلب الترحيل. على ان المحامي اعتبر ان هناك جهات نافذة في القضاء الفرنسي تعتقد ان تونس ليس بلد قانون وان القضاء التونسي لا يوفر ظروف محاكمة عادلة اضافة الى مواصلة تونس العمل بعقوبة الاعدام وهي عوامل قد تقنع اكثر من قاض فرنسي برفض ترحيل بلحسن الطرابلسي الى تونس. علما وانه سبق للقضاء الفرنسي رفض ترحيل السيدة العقربي لتونس وذلك لنفس الاسباب الحقوقية المذكورة سابقا تماما مثلما حصل مع منصف الماطري والد صخر الماطري الذي رفضت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف باكس اون بروفانس بجنوب فرنسا طلب ترحيله لتونس متهمة القضاء التونسي بالخضوع الى ضغط الشارع المطالب بالانتقام من افراد عائلة بن علي وزوجته واصفة اياه بالقضاء غير العادل.
بن علي الايرلندي
كشفت الصحيفة اليومية الايرلندية « ايرش» ان عملية امنية قامت بها الشرطة الفرنسية بمدينة نيس الفرنسية افضت بعد مداهمة لمنزل المزور الشهير دانيال كيناهان بالكشف عن عدد من وثائق الهوية تثبت ان الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي وزوجته وابناءه ينحدرون من اصول ايرلندية. كما تمكنت الشرطة الفرنسية من العثور على جوازات سفر لكل من بن علي وزوجته وابنته سيرين تحمل في الخانة المخصصة للمهنة صفة المحامية بالنسبة لليلى بن علي وعالمة اثار بالنسبة لابنتها سيرين. وقالت مصادر من الامن الفرنسي قد تكون هذه الوثائق مكنت عائلة بن علي من السفر عبر بلدان العالم دون التعرض الى أي مضايقات رغم انهم مواضيع بطاقات جلب دولية واحكام صادرة عن القضاء التونسي لذلك يتساءل الشارع التونسي كيف لسيرين بن علي ان تسافر الى البرازيل مثلا وهي التي نشرت لها صورا تثبت ذلك على شبكات التواصل الاجتماعي في تحد واضح للانتربول.
المصدر: جريدة الشروق