“النقابي الذي يستغل صفته لتشويه المنظمة لا مكان له فيها” … عبارة استحسنها جميع المتابعين.. أدلى بها الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل بعد حادثة الاعتداء على مسنين بمركز رعاية المسنين بقرمبالية واستغلال النقابي لصفته للتفصي من العقاب.
وقد اعتبر النائب بمجلس نواب الشعب عماد الدايمي أن هذه التصريحات مهمة من قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل راجيا “أن تكون نقطة انطلاق لمراجعات عميقة ولحملة تنقية النقابة من الكثير من الفاسدين المفسدين الذين لا علاقة لهم بمبادئ فرحات حشاد ولا بقيم العمل النقابي الشريف والذين يستغلون صفاتهم النقابية لتشويه المنظمة ولخدمة مصالح لوبيات فاسدة ومافيات نافذة مقابل مصالح مالية وعينية وتعيينات وترقيات غير مشروعة ومكاسب بمختلف أنواعها”.
وأضاف الدايمي أن “الكثير من الباندية والكلوشارات يستعملون اليوم الغطاء النقابي للعربدة في مؤسساتهم ولابتزاز مديريهم وزملائهم بكل أنواع الابتزاز .. وأرسوا في بعض المؤسسات منظومات مافيوزية اجرامية خطيرة ..” وأشار إلى أن “هؤلاء الكوارث أصبحوا اليوم أحد أكبر عوائق الإصلاح الهيكلي لمؤسساتهم وأصبحوا يتدخلون في القرارات الإدارية اليومية ويشرفون على المناظرات ويختارون مديريهم ويشرفون على الترقيات ويطردون المسؤولين النظاف الصارمين في تطبيق القانون ويحمون المسؤولين الفاسدين المتورطين في ملفات فساد مفضوحة ويتوسطون في الصفقات الفاسدة ويدافعون عن مصالح المزودين ويتدخلون لنقلة زملائهم أو حصولهم على خطط وظيفية أو مهام في الخارج مقابل مبالغ مالية بالملايين .. إلخ ..
كما كشف أنه رفع شكاية لدى القطب القضائي الاقتصادي والمالي في حاملين لصفات نقابية في مؤسسات عمومية لا يعملون منذ سنوات ويخلصون أجرهم كاملا مع الساعات الإضافية ومع احتساب كل ساعاتهم ساعات عمل ليلي ومع الحصول على كل المنح .. وتجاوزات أخرى قال أنه سيكشفها للعموم قريبا.
كما اعتبر أن عندما يعلن الاتحاد انخراطه في الحرب ضد الفساد ويبدأ بالتنظيف من داخله وأمام بابه، فستنجح الحرب ضد الفساد في البلاد وستبدأ عملية إصلاح هيكلي سريع وفعال للمؤسسات العمومية والإدارة وعموم مؤسسات الدولة .. قائلا “من هنا الى ذلك الحين سيبقى طرح هذا الموضوع المحرّم لمن يجرؤ فقط”.
وتابع النائب أنه تلقى لوما فيما يتعلق بعدم اتصاله بقيادة الاتحاد التونسي للشغل للحديث المباشر معهم حول ملفات فساد بعض النقابيين المفسدين قبل طرحها للرأي العام حتى تكون قيادة الاتحاد محجوجة في صورة عدم اتخاذ قرارات صارمة في خصوص أولئك الفاسدين الذين يشوهون صورة الاتحاد ويدمرون حاضر ومستقبل المؤسسات العمومية.
كما وضّح أن الرسالة التي نشرها اليوم وجهها سابقا للامين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي في 07 أوت الماضي بخصوص تجاوزات من نقابيين “شركاء في صفقات فساد في شركة النقل بتونس والشركة الوطنية للنقل بين المدن وأنه دعاه في نص الرسالة لموقف منتصر للحق ورادع للفساد حفاظا على صورة الاتحاد، مشيرا إلأى أنه لم يحصل أدنى تفاعل من طرف الامين العام ومكتبه التنفيذي .. بل تتالت البيانات والمواقف النقابية المنددة بعملي المكافح للفساد في عدد من المؤسسات العمومية بما في ذلك البيان للاتحاد الجهوي بمدنين الذي استهدفه شخصيا وفق تعبيره.