كافون، الذي سطع نجمه عقب الثورة التونسية عام 2011، برز كأحد أبرز وجوه الراب في البلاد، واشتهر بأغنية “حوماني” التي شارك فيها مع الفنان محمد أمين الحمزاوي. وقد اعتُبرت الأغنية حينها صوتًا للشباب في الأحياء الشعبية ومنعطفًا مهمًا في مسار موسيقى الراب التونسي.

تميّز الراحل بأسلوب موسيقي فريد، جمع فيه بين الراب والريغي بلمسة تونسية أصيلة، وقدم مجموعة من الأغاني الناجحة التي لاقت رواجًا واسعًا، من بينها “معليش”، “شق شق”، و”شبيني وبينك”، محققة ملايين المشاهدات على منصات التواصل.

لم يقتصر حضوره على الساحة الموسيقية، بل خاض أيضًا تجربة التمثيل، حيث شارك في عدد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، أبرزها دوره في فيلم “وه!” سنة 2016، وكان آخر ظهور فني له خلال شهر رمضان 2025 في مسلسل “رقوج الكنز” من إخراج عبد الحميد بوشناق.

معاناة صحية ونهاية مؤثرة

عرفت السنوات الأخيرة من حياة كافون تراجعًا كبيرًا في وضعه الصحي، مما أجبره على الابتعاد عن الأضواء. وقد خضع مؤخرًا لعملية جراحية مستعجلة انتهت ببتر جزء من ساقه الثانية، بعد أن فقد كعب ساقه سابقًا نتيجة مضاعفات صحية مزمنة.

برحيله، تفقد الساحة الفنية التونسية فنانًا ترك أثرًا عميقًا في قلوب جمهوره، وصوتًا عبّر بصدق عن معاناة وآمال الشباب، كما ألهمت مسيرته العديد من محبيه بتحديه للمرض وتمسكه بالحياة والفن حتى اللحظات الأخيرة.