في حوار لصحيفة “العرب” اللندنية بعددها الصادر اليوم الثلاثاء 29 جانفي 2019 قال رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي “يسود الحديث في تونس عن البعد العالمي لحركة النهضة… صحيح أنها من جماعة الإخوان المسلمين لكن لا ننكر أنها قامت بمجهود لتتحول إلى حزب سياسي عادي” معتبرا أن “هذا المجهود غير كاف وأضاف “عندما انعقد المؤتمر الأخير للنهضة حضرت في افتتاحه حتى أشجّع على التحول إلى حزب سياسي حقيقي لكن تبيّن أن هذا المجهود غير كاف.
وذلك لأنه قام على فكرة الفصل بين الدعوي والسياسي، وهذا غير ممكن وليس هو المطلوب”، مواصلا “على كل حال الثابت الآن أنه يجب التأكد من وجود هذه الذراع السرية لسلامة الأوضاع أولا، وثانيا للتأكد مما إذا كان لهذه الذراع دور في الاغتيالات أم لا”، مشددا على “وجود رغبة لدى بعض الأطراف في التعتيم على الموضوع لضمان دعم النهضة في الانتخابات القادمة.”
وتابع الباجي “أنا من موقعي كرئيس للجمهورية، بقطع النظر عن انتماءاتي الشخصية، أدعم الشفافية… فالشعب يجب أن يكون على بيّنة من الطريق الذي نسير فيه… وهذه الشفافية تقتضي أنه إذا كانت هناك تفاصيل ثابتة بالوثائق لن نتخلّف عن إشهارها لسلامة المسيرة التي نمشي فيها… ولا بدّ أن نتأكد مما إذا كانت هناك ذراعا سرية… النهضة تنكر وجود هذه الذراع، لكن الكثير من المراقبين السياسيين والمحامين الذين يتابعون قضايا اغتيال الشهداء يقولون إن الجهاز موجود… دولة مثل تونس تريد أن تكون ثورتها نزيهة… يجب أن تعرف هل هذا الجهاز موجود أم لا… لهذا يجب أن نقوم بالاستقصاء والتحقق للتأكد من أنه موجود… نحن لا نتّهم دون حجة..”
واعتبر رئيس الجمهورية ان ملف الاغتيالات السياسية في تونس لا يقل أهمية عن ملف الجهاز السري الذي كان وراء تجنيد وتسفير المجاهدين الى بؤر التوتر.