فنزويلا: زعيم المعارضة يعلن نفسه “رئيسا مؤقتا” وترامب يعترف به

أعلن رئيس البرلمان الفنزويلي، الذي تسيطر عليه المعارضة، خوان غوايدو، اليوم الأربعاء، نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، في خطوة أيدها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي سارع بالاعتراف بغوايدو، بالإضافة إلى دول أخرى في القارة الأميركية.

جاء ذلك أمام حشد من آلاف المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس الحالي، نيكولاس مادورو، حسبما نقلت وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية.

مادورو: محاولة انقلاب تقودها الولايات المتحدة

في المقابل، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، عن قطع العلاقات الدبلوماسية مه الولايات المتحدة، فيما أكدت التقارير أنه أصدر أوامره بطرد الدبلوماسيين الأميركيين،  وأمهلهم مدة 72 ساعة لمغادرة البلاد.

وقال مادورو “قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع الحكومة الإمبريالية للولايات المتحدة. ليرحلوا من فنزويلا، هنا لدينا كرامة”، ومنح ممثلي البعثات الدبلوماسية الأميركية 72 ساعة لمغادرة البلاد.

https://mobile.twitter.com/NicolasMaduro/status/1088164387226075141?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1088164387226075141&ref_url=http%3A%2F%2Fwww.arab48.com%2F

وتحدث مادورو عما اعتبره “محاولة الولايات المتحدة تنفيذ انقلاب في فنزويلا”، وقال أمام مؤيديه: نحن الأغلبية ونحن شعب هوغو تشافيز، سنبقى في قصر الرئاسة مع أصوات الشعب الذي هو الوحيد المخول في انتخاب رئيسًا دستوريًا لبلاد”.

في حين رفع غوايدو، الذي يعتبر زعيم المعارضة بالبلاد، يده اليمنى أمام أنصاره وأدى القسم رمزيا، مشيرا إلى أن الدستور يكفل له ذلك إلى حين الدعوة لإجراء انتخابات جديدة.

وأضاف “أنا أعلم أنه ستكون هناك تداعيات لذلك، لكن من أجل تحقيق هذه المهمة وإعادة صياغة الدستور الذي نحتاج إليه، نحتاج إلى اتفاق ودعم كل الفنزويليين”.

وقوبل إعلان رئيس البرلمان باعتراف منظمة الدول الأميركية (تضم 35 دولة في أميركا الشمالية والجنوبية)، والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، به رئيسًا بالوكالة، بالإضافة إلى كل من كندا والأرجنتين وباراغواي والبرازيل وبنما وبيرو وتشيلي وغواتيمالا وكندا وكوستاريكا وكولومبيا والمكسيك وهندوراس.

وقال ترامب في بيان صدر عنه: “أعترف رسميًا اليوم برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو رئيسًا لفنزويلا بالوكالة”. وأضاف أنه يعتبر الجمعية الوطنية برئاسة غوايدو “الفرع الشرعي الوحيد لحكومة انتخبها الشعب الفنزويلي وفق الأصول”.

وتابع أن الجمعية الوطنية أعلنت الرئيس نيكولاس مادورو “غير شرعي، ومنصب الرئاسة بالتالي فارغ”. ودعا ترامب في بيان نشره البيت الأبيض، الدول الغربية، إلى الانضمام إليه في الاعتراف بغوايدو.

وزعم ترامب إن إدارته ستستخدم “كافة إمكانات قوتها الاقتصادية والدبلوماسية من أجل استعادة الديمقراطية في فنزويلا”. كما دعا إلى تنحي الرئيس، نيكولاس مادورو.

واشنطن تهدد: “جميع الخيارات” مطروحة إذا استخدم مادورو القوة ضد المتظاهرين

وحذرت الولايات المتحدة، الأربعاء، من أن “كل الخيارات” ستكون مطروحة إذا استخدم مادورو القوة في المواجهة مع قادة المعارضة.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية للصحافيين: “إذا اختار مادورو وزمرته الرد بعنف، وإذا اختاروا إيذاء أي عضو من أعضاء الجمعية الوطنية… فكل الخيارات ستكون مطروحة على الطاولة بالنسبة للولايات المتحدة فيما يتعلق بالإجراءات التي يتعين اتخاذها”.

ولم يستبعد المسؤول، الذي طالب بعدم الكشف عن اسمه، تدخلا عسكريا من نوع ما؛ ومع ذلك، ركز على ما قال إنه سيكون تدابير اقتصادية قوية ضد مادورو.

وقال المسؤول “دعونا نكون واضحين، لدينا مجموعة من الخيارات. سنأخذ كل واحد من هذه الخيارات على محمل الجد”.

وتابع أنه فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية ضد قيادة مادورو، “لا يزال لدينا هامش كبير من التحرك”.

وأضاف المسؤول أن الضغوط الأميركية ستؤكد لهم “بشكل واضح جدا أنه ليس لديهم مستقبل (…) ولذا، فإن أيامهم ستكون معدودة بطريقة أو بأخرى”.

تحقيق جنائي ضد نواب البرلمان

في الوقت نفسه، أمرت المحكمة العليا الفنزويلية، وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد وتتألف من قضاة يعتبرون مؤيدين للنظام، بإجراء تحقيق جنائي ضد نواب البرلمان، متهمة إياهم بمصادرة صلاحيات الرئيس مادورو.

وتوافد معارضو ومؤيدو مادورو إلى الشوارع وسط أجواء من التوتر الشديد في مختلف أنحاء البلاد، حيث قتل خمسة أشخاص خلال اضطرابات سبقت التظاهرات بينهم شاب في السادسة عشرة قتل بالرصاص في غرب كراكاس.

وقتل الأربعة الآخرون خلال أعمال نهب في ولاية بوليفار في الجنوب، حيث أحرق تمثال للرئيس الراحل هوغو تشافيز.

وتجمع المعارضون الذين ارتدى عدد كبير منهم ملابس بيضاء في عدة أحياء في العاصمة وأجزاء أخرى من البلاد للمطالبة بـ “حكومة انتقالية” وانتخابات جديدة.

من جانبهم، تجمع أنصار الحكومة، ومعظمهم يرتدي ملابس حمراء، في أجزاء أخرى من العاصمة لدعم رئيس الدولة ورفض مطالب المعارضة التي اتهموها بتنفيذ محاولة انقلاب بتدبير من واشنطن.

وجرت التظاهرات في أجواء متوترة، بعد يومين على التمرد الوجيز لـ27 عسكريا في ثكنة شمال كراكاس، من خلال توجيه دعوات إلى العصيان.

وفي كلمة بثتها الإذاعة والتلفزيون، اتهم مادورو، الإدارة الأميركية عبر نائب الرئيس مايك بنس، بأنها أمرت “بانقلاب فاشي”. وردا على ذلك، طلب من وزير الخارجية خورخي إريازا البدء “بإعادة نظر شاملة للعلاقات” الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.

يذكر أن مادورو أدى اليمين الدستوري، قبل أيام ، إثر فوزه بفترة ولاية جديدة مدتها 6 سنوات في انتخابات فنزويلا جرت في 20 أيار/ مايو 2018، لكن منافسيه الرئيسيين رفضوا نتائج الانتخابات معتبرين أن “مخالفات واسعة النطاق” شابتها.

Exit mobile version