دعا زعيم المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، عناصر الجيش للانشقاق عن حكومة الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، على خلفية الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، وذلك في خطاب لغوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، أمام حشد من أنصاره، في العاصمة كاراكاس، حسبما نقلت وكالة أسوشيتيد برس الأميركية، اليوم الأحد.
وخاطب غويدو الجيش قائلا: “لا نريدك فقط أن تتوقف عن إطلاق النار على المتظاهرين، نريدك أن تكون جزءا من إعادة إعمار فنزويلا”.
وحث الجيش على “الانشقاق عن حكومة مادورو، والانضمام إلى الشعب”، حسب تعبيره ونقلا عن المصدر ذاته؛ كما وصف غوايدو، الاحتجاجات في البلاد بأنها “اختبار للجيش”.
وفي السياق، شدد غوايدو على مواصلته حشد المعارضة للخروج في مظاهرات حتى “تنحي مادورو عن الرئاسة والموافقة على إجراء انتخابات رئاسية يشرف عليها مراقبون دوليون”.
مادورو لترامب: ترتكب أخطاء ستلطخ يديك بالدماء
من جهته، قال مادورو، إنه في حال واجه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سيقول له “توقف، أنت ترتكب أخطاء ستلطخ يديك بالدماء”، وذلك في لقاء مع قناة La Sexta التلفزيونية الإسبانية، اليوم الأحد.
واعتبر مادورو أن الإدارة الأميركية، “ترغب في العودة إلى القرن العشرين الذي كانت فيه حكومات المنطقة ترضخ لها”، وأضاف أن أميركا اللاتينية ودول الكاريبي “لا يمكن أن تكون الحديقة الخلفية” للولايات المتحدة.
وبخصوص المهلة التي ستنتهي يوم 5 شباط/ فبراير الجاري، والتي منحتها دول أوروبية له لإجراء انتخابات رئاسية وإلا ستعترف برئيس البرلمان، غوايدو، “رئيسا مؤقتا”، قال مادورو “لا نقبل إنذارا من أحد”.
وجدد استعداده للحوار القائم على الاحترام من أجل استقلال بلاده، وردا على سؤال حول ما إذا كانت فنزويلا تتجه “لحرب أهلية”، قال “لا يمكن لأحد اليوم تقديم إجابة قاطعة على هذ السؤال. كل شيء يعتمد على مستوى العدائية والجنون لدى الإمبراطورية الشمالية (الولايات المتحدة) وتحالفها الغربي”.
وأضاف “نحن نعيش في بلدنا بشكل بسيط، ولا نريد لأحد أن يتدخل في شؤوننا، ونقوم باستعداداتنا للدفاع عن بلدنا”.
وقال إن الشعب الفنزويلي منظم للدفاع عن نفسه، مشيرا إلى أنه “أصدر تعليمات لإنشاء 50 ألف وحدة دفاعية من المواطنين الذين تلقوا تدريبا عسكريا”، وتابع أن المواطنين “يعرفون ماذا يفعلون وأين يذهبون في حال اندلاع نزاع محلي أو إقليمي أو دولي”.
ترامب: إرسال قوات إلى فنزويلا أحد الخيارات
هذا وقال ترامب، اليوم الأحد، إن إرسال قوات إلى فنزويلا هو “أحد الخيارات” المطروحة، وزعم أنه رفض طلبا من مادورو للقائه.
وقال ترامب في مقابلة بثتها شبكة “سي بي إس”، الأميركية، “بدون شك… هذا أحد الخيارات”، وأضاف “لقد طلب لقائي وأنا رفضت ذلك. نحن على مسافة بعيدة جدا في هذه العملية”.
وأمس، اقترح مادورو، إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، في محاولة لحل الأزمة، علمًا بأنه كان من المقرر إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة عام 2020.
وتشهد فنزويلا توترا منذ 23 كانون الثاني/ يناير الماضي، إثر إعلان غوايدو، نفسه “رئيسا مؤقتا” للبلاد، وإعلان الرئيس مادورو، قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، متهما إياها بتدبير محاولة انقلاب ضده.
وسارع ترامب، بالاعتراف بزعيم المعارضة “رئيسا انتقاليا”، وتبعته كل من كندا، وكولومبيا، وبيرو، والإكوادور، وباراغواي، والبرازيل، وشيلي، وبنما، والأرجنتين، وكوستاريكا، وغواتيمالا ثم بريطانيا.