فلاح عصامي يضاعف إنتاج البذور في تونس
حسن الشتيوي فلاح يملك ضيعة فلاحية بمنطقة برج العامري من محافظة منوبة شمال تونس يبلغ من العمر ستين عاما وعصامي التكوين في المجال الفلاحي ولم يسبق له أن التحق بأكاديمية أو مركز متخصص في المجال الفلاحي، غير أن تجربته العملية في الأرض وعلاقته الحميمة بالقمح والشعير جعلتاه رائدا في مجال البذور المحلية التي بوسعها أن تمنح البلاد أمنها الغذائي.
حبة الشتيوي وحبة أبوبكر البركة هما البذرتان اللتان أنتجهما حسن الشتيوي بمجهود فردي (الجزيرة) وتزيد علاقة حسن الشتيوي بالقمح والشعير على 45 سنة، وخبر أوجه العناية بها ورعايتها وعمل على تحصين زراعته من البذور الأجنبية المهجنة التي باتت تنافس بذرة القمح التونسي الأصيل.
ويؤكد الشتيوي أن البذرة التونسية تملك قيمة إنتاجية أفضل من البذرة الهجينة، وأن لها قيمة غذائية أعلى وتتمتع بقدرة أكبر في مقاومة الآفات والطفيليات.
ولم يكتف حسن الشتيوي بزراعة القمح والشعير على النحو التقليدي فحسب، بل انطلق في مجهود فردي استثنائي قاده لإنتاج نوعين جديدين من البذور ذات الإنتاجية الخارقة سماهما تباعا “حبة الشتيوي” و”حبة أبوبكر البركة”.
حبة الشتوي
يقول الشتيوي للجزيرة نت “كنت أتابع الحبوب وأرقبها وأسعى لإدخال بعض التغييرات عليها عبر ابتكار آليات للتلقيح بين بذور القمح والشعير وهو ما ساعدني على إنتاج “حبة الشتوي” مشددا على صعوبة المهام التي يقوم بها والمتمثلة في تهيئة بذرة واحدة تنبت 86 سنبلة في وقت يبلغ فيه المعدل العادي للحبوب بين تسع وعشر سنابل لكل حبة.
ويوضح الشتيوي أن حبة أبوبكر البركة بذرة برية غير معروفة اكتشفها صدفة وكانت مطمورة في كوم من التربة، وأن الفضول المعرفي دفعه لرعايتها ومراقبتها قبل أن يكتشف أنها تنتج ما يفوق 190 سنبلة، وأنها تتميز بجذور شبيهة بجذور البقوليات.
وتقول هاجر شبّاح المهندسة الزراعية والعضو بالنقابة التونسية للفلاحين للجزيرة نت “أجرى حسن الشتيوي عديد التجارب بمجهودات ذاتية شملت كمية البذر ومواعيده والتسميد والري وركز كثيرا على البذرة أكثر من تركيزه على المساحة”.
متابعة دائمة
تابعت شباح أن الشتيوي آمن بالإمكانيات الإنتاجية الكبرى للبذرة حتى في الأراضي الصغرى، وأنه ظل يتابع الحبوب ويراقبها مستفيدا من تجربته الواسعة في مجال الزراعات الكبرى، مما جعله يخلص إلى نتائج عالمية، على حد تعبيرها.
وتضيف أن قيمة العمل الذي يقوم به حسن الشتيوي يتمثل في ضمان حصاد وفير وقياسي من الحبوب وتوفير كميات هائلة من الأعلاف تصل إلى عشرة أضعاف المحصول العادي، مما يساعد على الحد من استيراد هذه المادة من الخارج والتخفيف من أزمة الأعلاف التي يعاني منها الفلاح التونسي عموما.
وتشدد هاجر على أن حبتي الشتيوي وأبوبكر البركة هما اكتشافان رائعان وأنهما سيخضعان لبحث علمي لمدة ثلاث أو أربع سنوات عبر استنباتهما في جهات مختلفة من البلاد ذات خصائص مناخية مختلفة لاختبار مدى تأقلمهما مع التربة.
المصدر : الجزيرة