free page hit counter

اخبار محلية

فضيحة أخرى في تونس: سرقة قوارير الأكسجين المخصصة لمرضى “الكوفيد”

فضيحة أخرى في تونس: سرقة قوارير الأكسجين المخصصة لمرضى "الكوفيد"

يبدو أنه كتب علينا أن نعيش في ظل أسر الفضائح المتتالية فلا نكاد ننتهي من فضيحة حتى نقع في أخرى ولا ننتهى من فساد حتى نجد أنفسنا وسط فساد آخر أخطر وأكبر فلم تكد ننتهى من فضيحة النفايات وتوريد زبالة دولة إيطاليا، وما رافق ذلك من توجيه تهم بالفساد إلى جهات عدة مؤثرة في الدولة واتهامها بالوقوف وراء هذه الفضيحة التي أوصلت الفساد في تونس إلى قاع العفن حتى استفقنا منذ أيام على فضيحة فساد أخرى تتعلق بصناعة تبغ النرجيلة من زيوت السيارات المستعمل وبقايا فضلات الحيوانات وهي جريمة أخرى من جرائم التحايل التي تزايدت وتفاقمت من دون أدنى خوف أو خشية من انكشاف أمر أصحابها أو إلحاق الضرر بالناس.
بعد هذه الفضائح وبعد كل هذا الفساد الذي بات الخبز اليومي للشعب والأخبار اليومية التي تعودنا عليها ها أننا اليوم نصطدم بفضيحة أخرى مدوية هي بمثابة المأساة التي التصقت بجزء كبير من أفراد الشعب.. استفقنا اليوم على فضيحة سرقة 37 قارورة أكسيجين من مستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس مخصصة للمرضى الذين يعانون من صعوبات في التنفس وكذلك لمرضى الكوفيد 19 وهي جريمة قال الإعلام أنه فتح في شأنها تحقيق قضائي.

إن المشكل في هذه الفضيحة الأخيرة في السؤال الذي تطرحه وكذلك في الإجابة المتوقعة حيث أن سرقة قوارير الأكسجين لم تعد تطرح الهاجس الذي تعودنا على طرحه كل مرة وهو تمدد رقعة الفساد في تونس وتحكمها في كل مفاصل الدولة والمجتمع وإنما السؤال الذي أصبح اليوم مطروحا بإلحاح كبير هو كيف سمح الفرد التونسي لنفسه أن يسرق قوارير الأكسجين ليحرم مرضى من العلاج والشفاء واستعادة الحياة المتوقفة على جرعات من هذا الدواء؟
وأي فرد يحمل الجنسية التونسية وتربى في هذه التربة يسمح لنفسه أو يفكر في سرقة دواء يحتاجه المرضى في فترة حالكة من تاريخ البلاد ؟ وأي شخصية تونسية هذه التي تملك من الخصال ما تسمح لنفسها بارتكاب جرائم خطيرة تتعلق بحياة الناس والإضرار بالصالح العام.
أحيانا أمام كم الفساد الذي يأتيه الكثير من أفراد الشعب التونسي و نوعية الجرائم التي يركبها ينتابني سؤال كبير حول البيت التي تربى فيه هؤلاء والمدرسة التي تعلموا فيها قواعد التربية وأي مجتمع احتضنهم. فما يحصل اليوم في مجتمعنا من فساد يجعل المرء في حيرة لتفسير شخصية الفرد التونسي وطبيعته وكيف تحول إلى شخص فاقد للوطنية والشعور بالانتماء وهو على استعداد دائم لفعل أي شي فيه منفعة شخصية ولو تتطلب الأمر بيع البلاد وسرقة خيرات المجموعة الوطنية.
فبعد توريد القمح المسرطن وبعد صفقة البنج غير المؤهل للاستعمال وبعد توريد النفايات المنزلية من إيطاليا وردمها في بلادنا وبعد انتاج ” المعسل ” المستعمل في تدخين النرجيلة من زيوت السيارات المستعمل وفضالات الحيوانات ، ها أن الجشع التونسي قد ألهم أحد المواطنين بسرقة قوارير الاكسجين المخصصة لمرضى ضيق التنفس من مستشفى عمومي والمتاجرة بها من أجل كسب بعض المال وإن كثر فهو زائل.
فماذا عسانا نقول بعد كل هذه الفضائح؟ وكيف العمل تجاه كل هذا الكم من الفساد المتواصل دون توقف؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى