عيد الاستقلال التونسي في نسخته 63 بين الحقيقة والخيال زمن العولمة
بقلم المدون محمد الهمامي
————————-
برتوكولات عالمية الفناها و حفظناها و رسخت في المخيال الجمعي للشعب التونسي ببسطائه و مثقفيه و نخبه السياسية اصحاب ربطات العنق الزاهية التي تنوق مع كل نائق في الطريق حسب الطقس و المناخ السياسي الحزبي السائد .
اكليل من الزهور و قراءة الفاتحة على شهداء الوطن و تكريم لكبار السن من المناضلين القدامى و توزيع اعانات على عائلاتهم و تابين الخصال النضالية لمن تصدوا للمستعمر الفرنسي.
لكن نحن ولدنا في زمن ما بعد بناء الجمهورية الاولى و بنائيها الاحرار الذين رحلوا جميعا و تركوا ارثا كبير ليكمله الجيل الحالي الذي عايش فترة بن علي و ما بعد الثورة المباركة و تمكن من معاينة ارشيف الاستقلال الذي كان ممنوعا في الماضي و كثرت تساؤلاته بعد ان تم كشف العديد من الاسرار المتعلقة بالامن الاستراتيجي لبلادنا الحبيبة مثل الثروات النفطية و الملح و الغاز الصخري و اسرار المؤسسة العسكرية .
مما يطرح لغزعظيم ما هي فائدة الاستقلال مقابل بقاء الحماية ؟
63 سنة مرت على وثيقة تبيح لنا الاستقلال لنملك ما فوق التراب التونسي اما ما هو مدفون تحت التراب فممنوع الخوض فيه او المطالبة به لاي سبب من الاسباب لانه يعتبر السبب الاصلي في الاستعمار الذي بدا منذ 1881 زمن البايات و يظهر انه يتواصل ليوم الناس هذا بعد اختزال 8 سنوات اكدوا ان للمقيم العام الفرنسي الجديد سفير فرنسا الحالي دور في نحت السياسة الخارجية و الداخلية لبلدنا الحبيب تونس الشيئ الذي دفع شعب الفايسبوك بتسميته الحاكم الفعلي لتونس وسط تقسيم السلطة و التكالب على ادوار البطولة من قبل فسيفساء المشهد السياسي الحزبي و العائلي
و المقاربة التي تطرح نفسها اليوم اين نحن من البلدان التي استقلت في نفس توقيتنا الزمني او بعدنا الاكيد اانا نتذيل اسفل درجات الترتيب الاحصائي لمؤشرات التنمية على كل المستويات الاقتصادية و الاجتماعية من صحة و تعليم و نسب بطالة باستثناء الحرق والانتحار الجماعي وظاهرة الطلاق و استهلاك الكحول و المخدرات التي اصبحنا من روادهاعربيا و افريقيا و عالميا
الاكيد ان الاستقلال الحقيقي زمن العولمة اصبح مصطلح مضحك بعد تقاطع المصالح الاقتصادية و هيمنة القطب الواحد و ثقافته الاحادية الجانب لكن اضعف الايمان ان يكون الوازع الوطني الوفي للشهداء الاولين و الاخرين كبيرا و صادقا و ان تحاول الدولة السعي لتكون لها ادنى درجات السيادة على ما فوق ارابها و ما تحته و الا ستصبح مقاطعة و حديقة خلفية للمستعمر القديم الذي يضحك علينا كل موعد 20 مارس طيلة 63 سنة
اتمنى ان تامم ثروات البلاد لتخرج تونس من عنق الزجاجة الفرنسية و من نفق صندوق النقد الدولي الذي ادخلنا سجون دون جدران وما زاد الطين بلة البلوكاج السياسي الذي تعيشه بلادنا و سط تكالب محموم على الحكم و متاجرة بالوطنية
و مع كل ما قلت ساترحم على شهداء الوطن املا في الاستقلال الحقيقي الغير مشروط