منخفض جوي عميق يضرب الشمال: أمطار طوفانية وتحذيرات قصوى من السيول
تتواصل التقلبات الجوية اليوم الجمعة بوتيرة أكثر حدة، حيث تشهد مناطق شمال البلاد تأثيرات مباشرة لمنخفض جوي نشيط، يتميز بهطول أمطار رعدية غزيرة، بينما تتأثر مناطق الوسط والجنوب بفاعلية جوية أقل حدة وعلى شكل زخات محلية متفرقة.
🌧️ خارطة المناطق الأشد تأثراً بالأمطار والبرد
تفيد آخر البيانات الجوية بتمركز ذروة الاضطرابات الجوية على طول الشريط الساحلي الشمالي والمرتفعات الغربية. ومن المتوقع أن تكون الهطولات المطرية هامة من حيث الكميات المتراكمة، وتكون مصحوبة مؤقتاً بتساقط كثيف لحبات البرد في بؤر جغرافية محدودة.
وتضم القائمة الأولية للولايات الأكثر عرضة لهذه الموجة الماطرة:
- ولايات الشمال الغربي: وتشمل بنزرت، باجة، جندوبة، والكاف.
- إقليم تونس الكبرى: أجزاء واسعة من العاصمة وضواحيها.
- الوطن القبلي: ولاية نابل ومناطقها الساحلية.
⚠️ تحذيرات عاجلة: خطر السيول وفيضان الأودية قائم
أطلق المعهد الوطني للرصد الجوي نشرات تحذيرية برتقالية، منبهاً من دقة الوضع الجوي. وتكمن الخطورة الأساسية في الطابع “الطوفاني” للأمطار، أي غزارتها الشديدة خلال حيز زمني وجيز، مما يرفع احتمالية حدوث ما يلي:
- تشكل السيول الجارفة بشكل مفاجئ في المناطق المنحدرة.
- ارتفاع سريع لمنسوب المياه في المناطق المنخفضة، الطرقات، والأنفاق.
- فيضان الأودية الرئيسية والفرعية، مما يستوجب الابتعاد فوراً عن مجاريها وعدم المجازفة بعبورها.
❄️ أجواء شتوية قاسية.. وجانب مشرق
تترافق هذه الأجواء العاصفة مع انخفاض ملموس وحاد في درجات الحرارة، لتسود أجواء شتوية باردة بامتياز في أغلب المناطق، ما يتطلب توخي الحذر وارتداء الملابس الشتوية الثقيلة.
ورغم قسوة الظروف الجوية، يرى الخبراء جانباً مشرقاً وحيوياً في هذه التساقطات.
وفي هذا السياق، علّق المهندس بالمعهد الوطني للرصد الجوي، محرز الغنوشي، مؤكداً على الأهمية الاستراتيجية لهذا “الغيث النافع” في ظل الشح المائي الذي تعيشه البلاد، مستخدماً عبارته الشهيرة:
وين ما تصب تنفع، في إشارة واضحة لدور هذه الأمطار الهام في تعزيز مخزون السدود وإنعاش الموسم الفلاحي.
