free page hit counter

اخبار محلية

المستهلكون في صدمة… والمهنيون يكشفون المستور عن غلاء اللحوم






أزمة أسعار لحم الضأن في تونس: الأسباب الحقيقية، مسالك التوزيع، والحلول العاجلة












أزمة أسعار لحم الضأن في تونس: الأسباب الحقيقية، مسالك التوزيع، والحلول العاجلة

متابعة موقع تونيميديا | تم التحرير: 9 أوت 2025

أسواق بيع الخرفان في تونس بهوية tunimedia - نسبة 3:2
صورة توضيحية: سوق أسبوعي لبيع الخرفان. يُنصح باستبدالها بصورة أصلية بنسبة 3:2 تحمل هوية الموقع بشكل مهني.
أكّد مهنيون في قطاع اللحوم الحمراء أنّ أسعار لحم الضأن قفزت إلى ما يفوق 60 دينارًا/كلغ في عدد من الأسواق، مع نقص ملحوظ في المعروض من الخرفان. ويرى رئيس النقابة الوطنية للجزّارين أحمد العميري أنّ الصورة الرسمية حول وفرة الإنتاج لا تعكس الواقع الميداني.

خلاصة الوضع: فجوة بين العرض والطلب

تتقاطع شهادات الجزّارين والمربين حول وجود فجوة واضحة بين العرض المحدود والطلب المرتفع، خصوصًا بعد موسم عيد الأضحى حيث عادة ما تتعرّض القطعان إلى استنزاف نسبي. في المقابل، لا تزال كلفة التربية والتغذية والنقل مرتفعة، ما يرفع سعر الكيلوغرام النهائي لدى المستهلك.

الأسباب المباشرة لارتفاع الأسعار

  • تراجع الإنتاج الحقيقي: انخفاض في أعداد القطيع القابل للتسويق مقارنة بتقديرات تفاؤلية سابقة.
  • ارتفاع كلفة الأعلاف: الذرة والشعير وفول الصويا شهدت موجات غلاء عالميًا، تنعكس مباشرة على كلفة الكيلو القائم.
  • مسالك توزيع طويلة: تعدّد الوسطاء يزيد هوامش الربح المتراكمة قبل وصول اللحم إلى المستهلك.
  • اختناقات في الرقابة: غياب رقابة فعالة ومستمرة يفتح المجال أمام المضاربة والاحتكار المحلي.
  • تكاليف لوجستية: الوقود، النقل البري، ورسوم الخدمات تضيف أعباء إضافية على السعر النهائي.


كيف ينعكس الغلاء على القدرة الشرائية؟

مع استمرار التضخم وتآكل الدخل الحقيقي للأسر، تصبح اللحوم الحمراء منتجًا شبه فاخر في سلّة الاستهلاك الأسبوعية لدى شريحة واسعة من العائلات. ويقود ذلك إلى انخفاض الاستهلاك والتحول إلى بدائل أرخص نسبيًا مثل الدواجن أو البروتينات النباتية.

مقارنة مرجعية للأسعار في نقاط مختارة

المنتج سعر بيع تقريبي (دينار/كلغ) ملاحظات ميدانية
لحم ضأن طازج 60–68 تفاوت كبير حسب الولاية وطبيعة المسلك
لحم عجل 38–47 يتأثر بتوفر العجول وكلفة العلف
دواجن 10–15 بديل رئيسي للأسر محدودة الدخل

الأرقام تقريبية وتختلف بحسب السوق والتوقيت وهوامش التوزيع.

ماذا يقول المهنيون؟

يؤكد الجزّارون أنّ «المبالغ فيها» المحددة على الخرفان الحيّة عند المصدر تُترجم مباشرة إلى ارتفاع في سعر الكيلوغرام بعد الذبح. ويشددون على أنّ ضبط هوامش الربح عبر مساطر شفافة، وإدراج آلية تتبّع رقمية لمسار اللحم من المربي إلى رافّ اللوحة، باتا ضروريين لطمأنة السوق.

المعطيات الرسمية والجدل القائم

بينما تتحدث جهات رسمية عن وفرة في الإنتاج خلال موسم الأضحى، يشير مهنيون إلى أنّ هذه الوفرة موسمية ومحصورة في أيام معينة، وأن أثرها لا يستمر في أسابيع ما بعد العيد حيث تظهر الفجوة بوضوح. المطلوب اليوم مواءمة التصريحات مع نشر بيانات مفتوحة بالتفصيل تشمل أعداد القطيع المتداول، الكميات المذبوحة، ومتوسطات الأسعار حسب الولايات.

خارطة الحلول: إجراءات عاجلة ومتوسطة المدى

  1. تشديد الرقابة الميدانية على مسالك التوزيع، مع خط ساخن للإبلاغ عن المضاربة وأسعار مرجعية تُحدّث أسبوعيًا.
  2. تقليص عدد الوسطاء عبر تشجيع البيع المباشر من المربي إلى نقاط البيع المنظمة، وإحداث مسالك قصيرة.
  3. دعم الأعلاف الذكية وحوافز للمربين الصغار مقابل الالتزام بالتزامات توريد للسوق المنظمة.
  4. منصة رقمية لتتبّع اللحم من المزرعة إلى المفرّق، تعرض السعر والكود الزمني ومصدر الذبيحة.
  5. تشجيع الاستثمار في تحسين السلالات، الصحة البيطرية، وخدمات الإرشاد بما يرفع إنتاجية الكيلو القائم.

نصائح للمستهلك: كيف تشتري بذكاء؟

  • قارن الأسعار بين المسالخ المنظمة ونقاط البيع الأسبوعية.
  • اطلب بيان المنشأ ووقت الذبح واختْم البيطرة.
  • اقتسم الكمية مع الأسرة الموسعة لتقليل الكلفة للوحدة.
  • فكّر في القطع الأقل طلبًا ذات القيمة الغذائية الجيدة والسعر الأقل نسبيًا.

مصادر موثوقة للمتابعة والتحقق

للاطلاع على معطيات مرجعية عن الأمن الغذائي وسلاسل القيمة، يمكن الرجوع إلى:
منظمة الأغذية والزراعة (FAO)،
وزارة الفلاحة والموارد المائية،
و
المعهد الوطني للإحصاء.
كما يُنصح بمتابعة البلاغات الرسمية للهيئات الرقابية والأسواق الجهوية.


للمزيد من التحليلات والتقارير الاقتصادية يمكنكم زيارة موقعنا:
https://www.tunimedia.tn/ar.


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً