طبيبة تحرّر وصفاتها باللغة العربية وتقول: ”الفرنسية لغة لا علاقة لها بالعلم”
طبيبة تحرّر وصفاتها باللغة العربية وتقول: ”الفرنسية لغة لا علاقة لها بالعلم”
اختارت طبيبة جزائرية، تعمل في عيادتها الخاصة ببلدية الخروب بولاية قسنطينة، أن تتواصل مع مرضاها وكتابة وصفاتها باللغة العربية فقط رغم أن كل الأدوية تنطق بلغة أجنبية.
ووجدت الدكتورة نجاة بن لطرش، التي تمارس مهنة الطب منذ 20 سنة، مكانا في وصفاتها الطبية للغة العربية كأن تكتب قنينة أو علبة أو صباحا أو مساء أو حقنة أو قطرات، حتى يتمكن المريض من فهم الوصفة التي ظلّت لعقود أشبه بالألغاز في الجزائر، خاصة وأن خط غالبية الأطباء لا يكاد يفهمه سوى الصيادلة أو بعضهم.
وقالت في حوار مع جريدة الشروق الجزائرية: “ما قمت به هو أمر بديهي، فبعد الاستقلال لا بدّ من استرجاع الهوية وتحطيم كل القيود بما فيها اللغة، وصراحة أنا لست قومية ولا أدافع عن العربية وإنما ضد اللغة الفرنسية، فهي في الحضيض شأنها شأن اللغة العربية، وما دامتا سويا متأخرتين، فالأحسن أن أتحدث بالعربية التي أفهمها ويفهمها المرضى”.
وعن المشكل المطروح من خلال استيراد الأدوية وأسماءها الأجنبية، فتراه مبرر غير منطقي: “كل الشركات الطبية المورّدة للأدوية تكتب الوصفات باللغة الإنجليزية ولغة البلد المستقبل للدواء، الأمر سهل وبسيط ومن يقول غير ذلك فهو مخطئ”.
وأضافت “أنا بصدد أداء واجبي طبق أخلاقيات المهنة من خلال التحدث مع المريض باللغة التي يفهمها وهناك بند في قانون الطب يجعل من حق المريض ومن واجب الطبيب كتابة الوصفة باللغة التي يفهمها وليس خربشات بالفرنسية تجعله بين جهل ومرض، ولو أعمل في الصين فسأكتب بالصينية وليس الفرنسية ولا العربية” وتشرح بحسرة: “ستون سنة من الاستقلال ونحن نتكلم بلغة المستعمر المتخلفة، والطبيب هو صفوة المجتمع فعليه أن يساهم في توقيف مهزلة الفرنسية التي تعتبر حاليا لغة ميتة بكل المقاييس، وأراها سبب كل فتنة في بلدنا”.
وتابعت قائلة “منذ أن كنت طالبة طب وبعد تخرجي أجدني أبحث عن المعلومات الجديدة في عالم الطب، فلا أكاد أصادف فرنسيا أو معلومة بالفرنسية، ومن العار أن يبقى الطبيب أو الباحث الجزائري ينتظر فرنسيا يترجم له ما يقدمه الأمريكيون واليابانيون من دون أن يذهب للمعلومة في منبعها الأول، لو كانت فرنسا بلدا متقدما في الطب لهان الأمر لكنها حاليا متأخرة جدا، والفرنسيون أنفسهم صاروا يقرؤون باللغة الإنجليزية، بينما نجد من يدافع هنا عن لغتهم الميتة”.