واشنطن – (أ ف ب) – يواجه أعضاء الكونغرس الأميركي والبيت الأبيض ضغوطاً متزايدة الجمعة لحل مشكلة الإغلاق الحكومي المستمر منذ خمسة أسابيع، بعد أن بات يؤثر على المطارات المزدحمة في البلاد.
وبعد فشل اقتراحين لإنهاء الإغلاق الجزئي في مجلس الشيوخ، يحاول أعضاء المجلس التوصل ألى حل حتى لو كان مؤقتا يعيد مئات آلاف الموظفين الفدراليين إلى وظائفهم.
وأصبحت ضرورة التوصل إلى حل واضحة الجمعة بعد أن شهدت عدة مطارات تأخيرا في الرحلات في أجزاء من شرق الولايات المتحدة بسبب نقص الموظفين في المطارات التي تلقى فيها الموظفون، ومن بينهم المراقبون الجويون، أوامر بالعمل بدون رواتب.
وذكرت إدارة الطيران الفدرالي أنه تم تأخير رحلات في مطار لاغوارديا، ثالث أكبر مطارات منطقة نيويورك، كما شهدت مطار اطلنطا الذي يعد من أكثر مطارات العالم ازدحاما، تأخيرات تصل إلى ساعة.
والخميس كان زعيما الجمهوريين والديموقراطيين في الكونغرس الأميركي استأنفا المفاوضات للخروج من “الإغلاق” الجزئي للإدارات الفدرالية، بضوء أخضر من البيت الأبيض الذي بات يؤيد قانون ميزانية موقتا شرط أن يتضمن مبلغا لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.
ويشهد الكونغرس الأميركي معركة سياسية بين الرئيس دونالد ترامب والديموقراطيين بحثا عن حلّ لشلل أصاب ربع الإدارات الفدرالية التي بات بعض موظّفيها، الذين سيحرمون على الأرجح من راتب ثان، يعتمدون على المساعدات الغذائية.
لكن وبعيد التصويت بدأت ترتسم الخطوط العريضة لاتفاق يمكن أن يضع حدا لأزمة متفاقمة بعد أن اجتمع زعيما الجمهوريين والديموقراطيين في مجلس الشيوخ لبحث اقتراح بتمويل الإدارات الفدرالية لمدة ثلاثة أسابيع إفساحا في المجال أمام المفاوضات حول الأمن الحدودي.
ولدى سؤاله عن تأييده للخطة التي بحثها زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وزعيم الديموقراطيين في المجلس تشاك شومر، لم يكن رد ترامب حاسما، وقال إنه لا يزال يريد تمويل الجدار الحدودي.
وقال الرئيس الأميركي “إذا توصّلا الى اتفاق معقول، سأؤيده”، لكنّه أضاف “يجب أن يكون لدينا جدار في هذا البلد”.
إلا أن رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي قالت إن أي اتفاق ينص على دفعة أولى للجدار الذي يريده ترامب لن يمر.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن بيلوسي قولها “آمل ألّا يعني هذا الأمر تخصيص دفعة أولى كبيرة للجدار”، مضيفة “لا أدري ما إذا كان يعلم عمّا يتحدّث”.
وأيّد ترامب اقتراحا كان سيضمن إنهاء “الإغلاق” الجزئي للإدارات الأميركية وتمويل بناء الجدار، فيما قدّم الديموقراطيون اقتراحا كان سيعيد فتح الإدارات الأميركية حتى 8 شباط/فبراير من دون تمويل الجدار لكنّه يفسح في المجال أمام إجراء مفاوضات حول الأمن الحدودي.
وفشل الاقتراحان في جمع 60 صوتا مؤيدا في المجلس المؤلف من مئة عضو، وهي العتبة المؤهلة لتصويت نهائي على الاقتراح.
وكان ترامب اضطر لإرجاء خطابه عن حال الاتحاد إلى ما بعد انتهاء “الإغلاق” الحكومي بعد أن أبلغته بيلوسي بتعذّر إلقائه خطابه السنوي في قاعة مجلس النواب بسبب نقص العناصر الأمنية الناجم عن الإغلاق.
وعلى الرغم من رضوخه في مسألة الخطاب بقي ترامب مصرا على طلبه رصد مبلغ 5,7 مليارات دولار ضمن الميزانية لتمويل بناء الجدار الحدودي.
وقبيل التصويت في المجلس كتب ترامب على تويتر متوجّها إلى بيلوسي “لن نرضخ”.
– “لا أحد يعلم ما سيحصل” –
ويدخل “الإغلاق” الحكومي الجمعة يومه الخامس والثلاثين وهو يصيب نحو ربع الوكالات الفدرالية ويطاول ملايين الأميركيين، ووضع نحو 800 ألف موظف فدرالي في إجازة غير مدفوعة أو أجبروا على العمل من دون أجر.
ومع تزايد التوتر في واشنطن، يبحث المشرّعون الأميركيون من مختلف الأطياف السياسية عن مخرج لـ”إغلاق” حكومي هو الأطول الذي يصيب إدارات فدرالية في الولايات المتحدة.
وحذّر السناتور الجمهوري ريتشارد شيلبي قائلا “لا أعلم ما سيحصل. لا أحد يعلم”.
وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام وهو على اتصال دائم بترامب، في مجلس الشيوخ، أنه بحث مع الرئيس الاقتراح الجديد الذي يضمن تمويلا للإدارات الحكومية لمدة ثلاثة اسابيع.
ومهلة الأسابيع الثلاثة يمكن أن تسمح للجمهوريين والديموقراطيين بالتوصل إلى اتفاق أوسع، سيكون الرئيس الجمهوري الذي يملك حق تعطيله، مستعدا لتوقيعه، كما قال غراهام. وأضاف أنه يجب على كل طرف أن يبدي قبل ذلك “حسن نية”.
لكن البيت الأبيض شدد على ضرورة رصد مبلغ مالي لمشروع بناء الجدار.
وقالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز إن هذا الحل “لن يكون مفيدا إلا إذا تضمن مبلغا كبيرا مخصصا للجدار” الذي يريد الرئيس بناءه للحد من تدفق المهاجرين السريين.
ويعارض الديموقراطيون حتى الآن هذا الجدار الذي يعتبرونه “غير أخلاقي” و”غير فعال”. وهم يقترحون تمويل إجراءات أخرى للمراقبة والأمن على الحدود وخصوصا عند نقاط الدخول.