هل يَرحل الكنزاري؟ غضب حمدي المدّب يشتعل… والترجي على أعتاب مفاجأة هجومية
وفق المعطيات المتطابقة، لم يكن الغضب داخل النادي وليد اللحظة، بل تراكمت مؤشراته منذ انطلاق الموسم مع تذبذب المردود وارتفاع منسوب الضغط الجماهيري. تصريحات المدرب جاءت لتصب الزيت على نار النتائج، ما جعل موقعه على الطاولة الفنية عرضةً لإعادة التقييم. وفي مثل هذه اللحظات الحساسة، تضع إدارة الترجي تاريخياً الانضباط والقيم فوق كل اعتبار، وهو ما قد يفسر حدّة ردّ الفعل وسرعة الإجراءات الأولية.
قراءة فنية: أين اختلّ التوازن؟
على المستوى الفني، تبرز مشكلتان: تنظيم الضغط العكسي بعد فقدان الكرة، وإدارة التحولات السريعة في الأطراف. خلال المباريات الأخيرة، وجد الفريق صعوبة في استعادة الكثافة بين الخطوط، ما أدى لاتساع المسافات وترك مساحات مكشوفة خلف الظهيرين. كما أن التنويع بين اللعب المباشر والتمريرات القصيرة لم يبلغ بعد الانسجام المطلوب، خاصة في الثلث الأخير حيث تتكرر نفس الأفكار دون عنصر مفاجأة كافٍ.
نفسياً، تعكس الأخطاء الفردية غير المعتادة في التمرير الأول وتراجع جودة القرار في الثلث الهجومي ضغطاً متراكماً. مثل هذه التفاصيل تحسم مواجهات متقاربة، وتستوجب مراجعة الخيارات التكتيكية والهوية الهجومية معاً.
المشهد الإداري: الانضباط قبل الأسماء
تاريخ الترجي يؤكد أن المؤسسة تعلو على الأفراد. فحين تتعارض التصريحات العلنية مع القيم الداخلية، تكون المعالجة إدارية بالأساس قبل أن تكون فنية. لذلك، يبقى احتمال التغيير على رأس العارضة الفنية مطروحاً إذا لم تُظهر المؤشرات القريبة ارتداداً إيجابياً في الأداء والنتائج، مع مراعاة مصلحة الفريق على المدى القريب وكلفة التغيير في هذا التوقيت.
ملف المهاجم: اسمان بارزان… ومفاجأة محتملة
بالتوازي مع حرارة المشهد، يتحرك ملف المهاجم الأجنبي الجديد بسرعة. تشير المعلومات إلى وجود اسمين بارزين على الطاولة، مع تعقيدات مالية وتنافس من أندية أخرى. ورغم صعوبة التفاوض في هذه الفترة، لا يُستبعد إبرام صفقة مفاجئة في اللحظات الأخيرة، مستفيدة من شبكة العلاقات وخبرة التفاوض التي ميزت الترجي في صفقات سابقة.
فنياً، يبحث الترجي عن مهاجم يوفّق بين الاستلام تحت الضغط والإنهاء من لمسة واحدة، مع قدرة على تدوير الزوايا داخل منطقة الجزاء واستغلال العرضيات المنخفضة. هذا القالب يرفع فعالية الثلث الأخير ويقلص الاعتماد على الحلول الفردية.
ماذا بعد؟ ثلاثة سيناريوهات
الأول: تثبيت المدرب بشروط انضباطية وخارطة طريق قصيرة الأمد (3–5 مباريات) وتقييم مرحلي.
الثاني: تعديل داخل الطاقم بإضافة اختصاص دفاعي/تحولي لتعزيز الترانزيشن وتنويع الحلول.
الثالث: إنهاء التعاقد والبحث عن بديل يجيد إدارة غرف الملابس تحت الضغط وإحداث صدمة إيجابية سريعة.
خلاصة: الأزمة الحالية تداخل بين الفني والإداري. التصريحات أشعلت فتيل التوتر، والحل يمر عبر تنظيم الملعب، تحصين غرفة الملابس، ثم حسم ملف المهاجم لرفع الحسم في الثلث الأخير.
ماهر الكنزاري
انتقالات 2025–2026
الرابطة الأولى
مصادر/مراجع ذات صلة
للمزيد من التحليلات الحصرية والأخبار الموثوقة زوروا: https://www.tunimedia.tn/ar
