الملاريا
يبدو أن القارة الأفريقية كتب عليها الشقاء وعدم التخلص من الأوبئة وكأن فقرها سيبقي ملازما لها متبقي التاريخ، وأنظمتها الصحية المنهكة لا تلبس أن تتخلص من وباء إلا ويأتى وباء جديد مثل فيروس كورونا المستجد ليتجه الاهتمام فى المنظومة الصحية بمكافحة هذا الفيروس.
ولكن القدر يسير عكس اتجاه أفريقيا فالبرغم من قرب انتهاء وباء الملاريا فى القارة، تظهر حالات جديد تؤكد أن للملاريا عودة أخرى فى ظل انتشار وباء كورونا لتكون بذلك أفريقيا على حافة الجحيم.
حيث توقعت منظمة الصحة العالمية أن تقتل حمى الملاريا 769 ألف شخص في القارة الإفريقية( جنوب الصحراء الكبري) خلال العام 2020، مع توقف حملات مكافحتها، وذلك في وقت يتزايد فيه انتشار فيروس كورونا بالقارة.
وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا، ماتشيديسو ريبيكا موتي إنه “على الرغم من أن كوفيد 19 يشكل تهديدا كبيرا للصحة، فمن الضروري الحفاظ على برامج الوقاية من الملاريا وعلاجها، لا يجب أن نتقهقر”.
وأوضحت ماتشيديسو في تصريحات لها بمناسبة ذكرى اليوم العالمي لمحاربة الملاريا، التي تصادف 25 ابريل من كل سنة، أن “إفريقيا أحرزت تقدما كبيرا على مدى 20 سنة الماضية”، في مجال محاربة هذا الداء.
وتحذر منظمة الصحة العالمية الآن من أن المعركة ضد الملاريا في جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، حيث يقتل المرض بالفعل مئات الآلاف من الأشخاص سنويًا، يمكن أن تتراجع لمدة 20 عامًا حيث تركز البلدان طاقاتها ومواردها لاحتواء فيروس كورونا المستجد.
وقالت ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا: “يجب ألا نعيد عقارب الساعة إلى الوراء”.
الملاريا مرض يسبّبه طفيلي يُدعى المتصوّرة. وينتقل ذلك الطفيلي إلى جسم الإنسان عن طريق لدغات البعوض الحامل له، ثم يشرع في التكاثر في الكبد ويغزو الكريات الحمراء بعد ذلك.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فمن أعراض الملاريا الحمى والصداع والتقيّؤ. وتظهر تلك الأعراض، عادة، بعد مضي 10 أيام إلى 15 يومًا على التعرّض للدغ البعوض. ويمكن للملاريا، إذا لم تُعالج، أن تتهدّد حياة المصاب بها بسرعة من خلال عرقلة عملية تزويد الأعضاء الحيوية بالدم. وقد اكتسب الطفيلي المسبّب للملاريا، في كثير من أنحاء العالم، القدرة على مقاومة عدد من الأدوية المضادة له.
ومن التدخلات الرامية إلى مكافحة الملاريا التعجيل بتوفير العلاج الناجع المتمثّل في المعالجات التوليفية التي تحتوي على مادة الأرتيميسينين؛ وحثّ الفئات المختطرة على استخدام الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات؛ والرشّ الثمالي داخل المباني باستخدام مبيد للحشرات من أجل مكافحة الحشرات النواقل.
لا تزال أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تتحمل قسطًا كبيرًا بشكل غير متناسب من العبء العالمي للملاريا. ففي عام 2015، كانت 90% من حالات الملاريا و 92% من الوفيات الناجمة عن الملاريا تتركز في الإقليم. فهناك نحو 13 بلدا – معظمها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى – تضم 76% من حالات الإصابة بالملاريا و 75% من الوفيات الناجمة عنها على مستوى العالم.
وفي المناطق التي يرتفع فيها معدل انتقال الملاريا، يكون الأطفال تحت سن الخامسة معرضين بشكل خاص للعدوى والمرض والوفاة؛ ويحدث أكثر من ثلثي (70%) إجمالي الوفيات الناجمة عن الملاريا لدى هذه الفئة العمرية. وبين عامي 2010 و 2015، انخفض معدل وفيات الملاريا لمن هم دون سن الخامسة بنسبة 29% على الصعيد العالمي. ومع ذلك لاتزال الملاريا تمثل السبب الرئيس لوفيات الأطفال دون سن الخامسة ، حيث تودي بحياة طفل كل دقيقتين.
الآراء في هذا المقال هي آراء الكاتب الخاصة، ولا تعكس آراء أوبرا نيوز.