نشر سمير الوافي علي الفاسبوك :
خسر الرئيس معركته مع القضاء بمجرد أن إستجاب لتقارير مغلوطة دفعته إلى قرارات عزل متسرعة ظلمت بعض القضاة الشرفاء والمستقلين…والمعروفين بين زملائهم وفي الوسط القانوني والحقوقي بذلك…والتسلط عليهم جعل كل القضاة مستهدفين مهما كانت سيرتهم…فمن يعزل ولو قاضيا واحدا شريفا لن يتورع عن المزيد…وبذلك وحّد الجسم القضائي ضده وجمع الفرقاء في مواجهته…بينما كان بإمكانه إستهداف المشبوهين فقط والعدل في محاسبتهم…لأن مقاومة الظلم لا تبرر إستعمال الظلم…!!!
والأغرب أن أحد الموالين البارزين للرئيس بعد أن هدد إتحاد الشغل منذ أيام…صرح أمس بنفس الأسلوب أن هناك قائمة أخرى لقضاة سيتم عزلهم بنفس المقاييس المبهمة والمريبة والمرتجلة والهشة…وأن القائمة ستعلن قريبا…قال ذلك ببساطة و ثقة وكأنه يسرب معلومات مقصودة وموجهة…ودوره المموه أصبح مكشوفا فما هي الرسالة التي يريد هو أو من وراءه إيصالها إلى القضاة !؟؟…إما الطاعة أو العزل !؟؟…أن كل قاض مهدد بالعزل بسهولة وبساطة إذا لم يفهم الرسالة ويخضع ويكون ولائه لغير ضميره والقانون !؟؟…هل هو ترهيب وتخويف للقضاة الذين لا يمتثلون لغير القانون !؟؟…
عندما تطلق معلومة خطيرة مثل هذه في الإعلام…فأنت لا تخدم الرئيس كما تظن وتريد بل تبعث رسالة مشفرة إلى القضاة المباشرين بأنه لا أحد منهم محصن من العزل ضمن قائمة أخرى حتى لو كانت سيرته أنقى من البياض…وما دامت مقاييس العزل غامضة ومريبة ومفتوحة ويقال أن من بينها تمرد بعض القضاة المعزولين على أية تعليمات…فإن تصريح كهذا لا يتحمل سوى تلك الرسائل…فهل حقا سيشعر المتقاضي اليوم بالأمان والثقة أفضل وأكثر من قبل وهو يذهب إلى عدالة مستهدفة سياسيا !؟؟…هل المعركة اليوم هدفها إستقلالية القضاء فعلا أم تغيير المتحكم في بعض كواليسه وأروقته !؟؟…
أسئلة محيرة وحائرة أنتجها هذا التصريح…والذي أطلقه لم يرتجل ذلك ولم يقله صدفة…بل هو كلام مدروس ومقصود وموجه…!!!