سمير الوافي يكشف عن قصة “الرئيس و البيضة”…!
مواطن زوالي في ريف القيروان من المنسيين والمهمشين…كان بصدد شراء ” كعبة عظم” لا يملك في جيبه أكثر من ثمنها…وكانت مقابلة المعتمد بالنسبة له حلما…فشاءت الأقدار أن يجد نفسه فجأة وجها لوجه مع رئيس الجمهورية شخصيا…سأله الرئيس عن حاله فلم يجد أبلغ من ” العظمة ” لوصف حالته…فهي عشائه وكل ما يقدر على شرائه ليأكل يا سيدي الرئيس…!!!
مواطن فقير الحال ورئيس فقير الصلاحيات…فجاد الرئيس بما عنده في تلك اللحظة…وتأثر ولم يجد حلا فوريا تلقائيا لمواساة المواطن…سوى مده بكردونة فيها بعض المساعدات الظرفية…!
لكن الفيديو المنتشر كان ناقصا وغامضا وشوه المشهد…وتسرعنا في تفسيره والسخرية منه…وهو في الحقيقة المشهد الأقوى والأبلغ والقصة التي تختصر الوضع…والعظمة التي قالت طق…وعبرت رمزيتها عن كل شيء…!
تلك هي قصة الرئيس والعظمة أيها الاصدقاء…هي قصة معاناة ومأساة مواطن نسيته الدولة وفقرته وجوعته أنظمتها وسياساتها…ولن تحل كردونة الرئيس مشاكله…ومشاكل عشرات الآلاف من أمثاله…ولن يغير المشهد حياتهم…إلا إذا وضعهم الرئيس في ضميره والدولة في سياساتها…فكل الذين قابلهم الرئيس في طريقه وظنوا أنها ليلة القدر مازالوا في وضعهم البائس…فهو ليس عمر ابن الخطاب حتى يغرف من بيت مال المسلمين ويعطيهم فورا….وليس للرئيس في هذا النظام صلاحيات أكبر من المواساة والعناق والتعاطف…ومن الزيارات العشوائية لتفقد أحوال “الرعية” ليلا…وخرق حظر التجول الذي قرره هو وشدد على إحترامه…فلم يكن قدوة في احترام القانون الذي درسه سنوات…!