بعد ان أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات رسميا عن فوز أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد رئيسا منتخبا للجمهورية التونسية، توجّه الاعلامي قيس سعيّد برسالة إليه..
وجاء في نص الرسالة:
“السيد الرئيس…
حين إخترتك وخيرتك وأعلنت خياري لأول مرة في حياتي…في وقت لا يجرؤ البعض على التجاهر باسم فريقهم المفضل…لم اخترك لأنك الرئيس الذي أتمناه لتونس…بل لأنك الأفضل والأشرف والأنزه والأقل سوءا بين خيارين لا ثالث لهما…ولست من الفئة التي تقدسك وتعتبرك خاليا من العيوب منزها عن الأخطاء كالأنبياء…فقد انتهت الحملة وبدأت المسؤولية الثقيلة…
يسألونني ما هو برنامجك…فأجيب يكفي أنك الخيار الأخير لقطع الطريق على المافيا والرداءة والبذاءة والتسلط…وذلك أقوى برنامج تستحق عليه صوتي…
فقد إنتخبنا المودال…والمثال…والرمز…لأننا نريد أخيرا رئيسا ملهما ومثالا في النزاهة والاستقامة والأخلاق…إنه تصويت للأخلاق وللقيم وللمبادئ والتواضع…رغم أنك لن تحكم مدينة فاضلة…فأغلب مواطنيك يعطون الرشاوي كل يوم…ويشتمون من يقبضها…!
سيدي الرئيس…بعد إنتخابك…يجب أن يخرج أنصارك من حالة التقديس والتأليه إلى حالة المطالبة ثم المحاسبة…
وقد شاهدتك اليوم في صورة جديدة بعد إنتخابك رئيسا…تشرب قهوتك المعتادة في مقهاك الشعبي اليومي…محاطا بحراسك في مشهد شعبوي لا يطعم ولا يغني من جوع…وقد تكون أزعجت وعطلت الناس بموكبك أكثر مما نفعتهم…فدعك من هذه الحركات الاتصالية المستهلكة…واستعد للعمل من أجل أن تكون في مستوى تصويت ثلاثة ملايين تونسي…وضعوا على كتفيك أمانة في وزن وحجم الجبال…ولن تحققها صورك في المقاهي الشعبية وأكلك للكفتاجي والمروب…وعناقك للبسطاء…
غيرك كان يمارس تلك الشعبوية لكنها لم تجعل منه رئيسا عظيما…المرزوقي كان يأكل الملاوي وينزل الى الناس ويلبس مثلهم ويتواضع لهم…وبن علي نفسه قبل الثورة التي صنعتك كانت زياراته الفجئية الدرامية إبداعا سينمائيا…
فتميز وكن مختلفا لكن بعملك…بقراراتك…بمواقفك…بانجازاتك…وليس بصورك محاطا بالحراس في مقاهي الشعب…فيعطلهم موكبك ويسبب وجودك ازدحاما واجراءات أمنية مزعجة…من اجل التقاط صورة تستجدي الاعجاب والتصفيق…
كن رئيسا حقيقيا…وتقمص شخصية الرئيس…وسنتحاسب على الافعال…وليس على الصور والأقوال…حوالي ثلاثة ملايين تونسي علقوا عليك آمالا عظيمة وثقيلة وجسيمة…تضع على كتفيك أمانة بوزن الكرة الأرضية…وفقك الله…”